لا يلبث تسارع الأحداث في سوريا أن يخفي اقتتال الميليشيات المسلحة فيما بينها، حتى يعود هذا الصراع ليبرز على أكثر من محور في أنحاء متفرقة من البلاد. دمشق (فارس) وشمال سوريا، أصبح التوتر بين الميليشيات أكثر سخونة، وبدأ يمتد ليطال الممولين والداعمين لمشروع الحرب على سوريا، وذلك على نفس الطرق التي كانت تستخدم خلال فترة الأزمة السورية لتمويل الميليشيات وإيصال الدعم اللوجستي إليها. ففي إدلب، أخذ الصراع بين الميليشيات طابع حرب السيارات المفخخة، التي أشعل فتيلها انفجار سيارة مفخخة للمرة الثانية في مناطق الريف خلال أقل من أسبوعين. وبعد أن انفجرت سيارة مفخخة في أحد تجمعات جبهة النصرة في مدينة "سراقب"، لتفجير سيارة ثانية في تجمع لجبهة النصرة بمدينة "بنش".وعلى الفور، توجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، التي يقول عنها مقاتلو جبهة النصرة، أنها الجهة التي تقف خلف عدة عمليات تفجير وتصفية في عدة مناطق من ريف إدلب. هذه الاتهامات لم تكتف بهذا الحد، بل تقول أيضا إن خلايا نائمة ل"داعش" تقوم بعمليات التصفية دون أن تعرف جبهة النصرة المصدر والطريقة، بل تكاد "النصرة" تكون نائمة على بحر من الخلايا النائمة التي تتحكم فيها "داعش" للقيام بمثل هذه العمليات. هذه الأمور كانت بالفعل، بمثابة خلفيات لاندلاع اشتباكات عنيفة امتدت لتصل إلى الحدود السورية التركية، بين مجموعة مسلحة متهمة بولائها ل"داعش" مع عناصر من الجندرما التركية. وقد اندلعت المواجهات بين الطرفين في بساتين بلدة "عزمارين"، وقرية "بتيا" بريف "سلقين"، إثر محاولة المجموعة المسلحة تهريب عدد من صهاريج المازوت لداخل الأراضي التركية . وعلى هذا النحو أصبحت الأحوال الأمنية في تلك المناطق، حيث أكدت مصادر مطلع أن هذه الاشتباكات، أسفرت في يوم واحد عن مقتل أكثر من 20 مسلحاً و4 عناصر من الجندرما التركية، وإصابة آخرين من الطرفين وانفجار 3 صهاريج بشكل كامل . لكن هذا كل شيء، فإذا كانت الاشتباكات على أشدها، فإن عمليات التصفية بدأت تأخذ مناحي مرتفعة الوتيرة في السخونة، حينما أعلنت تنسيقيات المعارضة في إدلب، عن مقتل مثنى عبد الكريم الحسين الشهير ب"أبو مقدام السراقبي" و الملقب أيضا ب"قناص الدبابات"، بعد قيام عناصر من تنظيم "داعش" بذبحه. و"أبو مقدام السراقبي" الذي قتلته "داعش"، كان متزعما ل"لواء المدفعية والصواريخ" في ميليشيا حركة أحرار الشام الإسلامية، وكان مشاركا في هندسة حفر النفق باتجاه حاجز تل السوادي بريف معرة النعمان.وبالعودة إلى الاشتباكات، فقد أودت هذه الحالات بعدد من القتلى والجرحى بعد اشتباك بين عائلتين في قرية جوزف بجبل الزاوية في إدلب، تم استخدام فيه الأسلحة الرشاشة والقذائف.وعلى هذا الصعيد، قامت مجموعة "جبهة ثوار سوريا" المسلحة، والتي يقودها جمال معروف، بالتدخل تحت ذريعة فض الاشتباك وطردت مسلحي العائلتين بعد سقوط القتلى والجرحى، وفرضت سيطرتها الكاملة لكن دون أن تستطيع إزالة التوتر من البلدة . /2819/ وكالة انباء فارس