طفل عراقي حديث الولادة مواضيع ذات صلة بدأت ظاهرة لجوء الكثيرات من العراقيات الى اختيار الولادة القيصرية تتسع وتنتشر، خاصة بين الميسورات منهن، تفاديًا لمخاض الولادة وحفاظًا على جمال قوامهن. تشير إحصائيات وزارة الصحة العراقية الى ارتفاع اعداد الولادات القيصرية بين النساء لاسيما الصغيرات في السن والفتيات ، في محاولة منهن لتجنب آثار الحمل على الجسم والاحتفاظ قدر الامكان بجمالية المظهر والقوام الرشيق. وتعزو الطبيبة زبيدة بهاء الدين ذلك الى ترف المعيشة النسبي في البلاد، مما ساهم في اهتمام أكثر للمرأة العراقية برشاقتها وقوامها ، يضاف الى ذلك دخول المرأة سوق العمل سواء في القطاع الخاص أو التعليم ، وحاجتها الى مظهر مناسب وقوام رشيق بين زملائها في العمل. فعلى الرغم من أن آمال حسين ، الموظفة في البنك يمكنها الولادة بصورة طبيعية الا أنها ارتأت إجراء ولادة قيصرية في محاولة منها لتجنب أي آثار جانبية لعملية الولادة على الجسم، أو لتعب لا يجعلها تتحمل إطلاقًا. وإضافة الى ذلك، فإن آمال قررت عدم إنجاب أكثر من طفلين بسبب عملها وزوجها ، مما يخلق ظروفًا صعبة لتربية الأطفال . وبحسب آمال، فإن الكثير من زميلاتها يعتقدن أن ظاهرة إنجاب عدد كبير من الأطفال سوف يضمحل بمرور الزمن اذا استمرت وتيرة النمو الاقتصادي والتغيّر الاجتماعي على هذا المنوال . الولادات القيصرية وبحسب مدير الصحة العام في وزارة الصحة العراقية الدكتور حسن هادي، فإن عدد الولادات القيصرية و الصناعية ، بلغت نحو 56 في المئة مقارنة بنسبة الولادات الطبيعية التي بلغت 44 في المئة. الباحث جواد الحسناوي يؤكد في بحث له على العلاقة العكسية بين معدل الخصوبة العام والنسبة المئوية للنساء العاملات ، وفي الوقت ذاته فإن وزارة التخطيط العراقية، أعلنت هذا العام عن ارتفاع معدل الخصوبة لدى نساء العراق إلى خمسة أطفال كمعدل عام. وبلغ هوس إجراء عمليات الولادة الاصطناعية في العراق كبيرًا الى درجة أن بعض النساء يسافرن الى خارج العراق لهذا الغرض . أغراض جمالية وتقول الطبيبة إسراء المعاضيدي إن لا غبار على لجوء المرأة التي لا تستطيع الولادة بصورة طبيعية الى الولادة القيصرية ، لكننا نتحدث عن نساء يبحثن عن أسلوب ولادة اصطناعي لأغراض جمالية فحسب ، لأنهن يسعين قدر الامكان الى الاحتفاظ برشاقتهن وسلامة أعضائهن التناسلية. إحداهن امرأة في الخامسة والعشرين رفضت الكشف عن اسمها وأسمت نفسها ام خالد ، تقول إنها وزوجها قررا عدم إنجاب الأطفال الا بطريقة قيصرية حفاظًا على قوامها ورشاقة جسمها ، اضافة الى تجنب تأثيرات الولادة على الاعضاء الداخلية . وبحسب الطبيبة المعاضيدي فإن هذه الظاهرة تنتشر بين النساء المنحدرات من عائلات وأسر غنية لأن هذه العمليات تتطلب في الغالب مبالغ طائلة لا قِبَل لأصحاب الدخل المحدود على دفعها . غير أن الناشطة النسوية رسولة حسين تشير الى ظاهرة تنتشر بين النساء أيضًا ولم تكن موجودة من قبل بهذا الحجم من الانتشار ، وهي عمليات شفط البطن للتخلص من الشحوم الزائدة ، اضافة الى اهتمام المرأة بفعاليات ما بعد الولادة رياضية كانت أو علاجات طبية لغرض استعادة الرشاقة بسرعة. وتتابع حسين : هذه الظاهرة تنتشر بصورة خاصة بين الاكاديميات والخريجات والموظفات . الطبيب رؤوف حاتم ، يرى أن المستشفيات في العراق لاسيما الخاصة، تقوم بمثل هذه العمليات ، لكن الكثير من النساء يسافرن الى الخارج لهذا الغرض . وفي السنوات الأخيرة انتشرت في العراق ظاهرة السياحة الطبية والسفر الى الخارج لإجراء علاجات وعمليات جراحية لأغراض جمالية . شهادات من الواقع القابلة ام كاظم ، تشير الى انخفاض نسبة النساء اللواتي يلدن بصورة طبيعية ، مؤكدة أن الموظفات والمتعلمات بصورة خاصة يتجنبن الولادة الطبيعية تجنبًا للألم والأعراض الجانبية التي يتعرض لها الجسم أثناء الولادة ، وتتابع أم كاظم التي عملت لفترة طويلة في مستشفيات الولادة ،"أن صالات الولادة كانت تشهد في الماضي حالات نادرة لعمليات فتح البطن والولادات القيصرية ، ولم تكن تحدث إلا لأسباب قاهرة ، اما اليوم فإن النساء الحوامل يطلبن بلا سبب طبي إجراء فتح البطن تجنبًا لأعباء الطلق ولأغراض جمالية أيضًا". ويلفت الطبيب رؤوف الى أن للأم الحق في اختيار طريقة الولادة ، وهو حق تضمنه ميثاق حقوق الانسان الدولي إضافة الى قسم الطبيب الذي لا يجبر المرأة على اختيار طريقة علاجها المفضلة لاسيما إذا كان هناك عدم اضطرار لإجراء علاجات معينة . داء القطط لكن هناك اسباب أخرى ، تبدو واقعية أكثر تفسر انتشار ظاهرة الولادات الاصطناعية والسفر الى الخارج لغرض إجراء ذلك ، وهو انتشار مرض داء القطط، الذي يودي بحياة حديثي الولادة. فقد اضطرت ام أيمن (25 سنة ) الى السفر إلى الاردن لنحو ثلاث مرات لإجراء عملية ولادة ، بعد أن فقدت طفلين في فترات سابقة بسبب انتشار فايروس داء القطط، كما أوضح الأطباء .