* آن الأوان لإيجاد آلية آسيوية لتبادل المعلومات وتنظيم الجهود خلال الكوارث * قطر تدعم بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير..وستوفر الطاقة لدول القارة * آسيا بإمكانياتها ومواردها قادرة على مواجهة التحديات وخلق فرص جديدة شانجهاي - قنا: ترأس سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، أمس وفد دولة قطر في مؤتمر القمة الرابع لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا "سيكا". وأعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في كلمة له خلال أعمال المؤتمر عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، نيابة عن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"..ناقلا تحيات وتمنيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى والشعب القطري بالتوفيق والنجاح لهذا المؤتمر. وعبر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عن شكره وتقديره لجمهورية الصين الشعبية، الدولة المضيفة، وفخامة الرئيس شي جين بينج وحكومة وشعب الصين على حسن الاستقبال والإعداد الجيد لهذا المؤتمر. نقلة نوعية وأكد سعادته أن حصول دولة قطر على العضوية الكاملة في "سيكا" يمثل لها نقلة نوعية في مستوى التعاون الإقليمي وتطورا جديدا في اتجاهات التعاون والتفاعل الأمني والسياسي والاقتصادي مع آسيا، ويعزز من سياسات الانفتاح على هذه القارة وهي سياسة اعتمدتها دولة قطر من زمن طويل. كما أعرب سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود عن شكره لكافة الأعضاء في (سيكا) لثقتهم ودعمهم وتسهيلهم لانضمام دولة قطر للمؤتمر، وكذلك لكل من قدم التهنئة لانضمامها للعضوية.. مؤكدا التزام الدولة التام بوثائق وأهداف (السيكا) وفي مقدمتها اتفاق (ألمآتا) يونيو 2002 .. بالإضافة إلى إعلان المبادئ التي تنظم العلاقات بين الدول الأعضاء في (السيكا) وغيرها من الوثائق الأساسية.. كما أعرب عن السعادة في المشاركة بالقمة الرابعة لهذا المؤتمر في جمهورية الصين الشعبية كعضو كامل العضوية في هذه المنظومة..مشيرا إلى أن هذه العضوية تمنح دولة قطر فرصة أكبر لخدمة السلم والتعاون والتنمية في آسيا. وأوضح سعادته أن "دولة قطر التي تنضم اليوم كعضو كامل لتسهم مع أصدقائها في آسيا في حفظ السلم والاستقرار في هذه القارة الشاسعة، ظلت تؤدي دورها في تخفيف التوتر وتعزيز السلم والاستقرار في أكثر من منطقة في آسيا كما قدمت عددا من المبادرات واستضافت عددا من مباحثات السلام وبذلت جهودا لخفض التوتر في أكثر من منطقة في آسيا والعالم ونشطت في تنظيم ودعم المؤتمرات الاقتصادية والحوار بين الحضارات والأديان والثقافات منذ وقت بعيد". نبذ الإرهاب والغلو وفي هذا السياق أضاف سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في كلمته أمام المؤتمر أن دولة قطر ظلت تدين وتنبذ الإرهاب والغلو والتطرف أيا كان مصدره "فالإرهاب لا دين له ولا وطن"..مشددا سعادته على أن "دولة قطر تجدد إدانتها للعمليات الإرهابية التي استهدفت في الفترة الأخيرة زعزعة الأمن والاستقرار في الصين وتعلن تضامنها مع الحكومة الصينية في مواجهة هذا الخطر". وقال سعادته إن دولة قطر تقدر عاليا الإسهامات الكبيرة ل (السيكا) لأكثر من واحد وعشرين عاما منذ مبادرة فخامة رئيس جمهورية كازاخستان الرئيس نور سلطان نزارباييف في عام 1992 لإنشاء آلية للحوار الآسيوي لتتطور هذه الآلية وتتحول إلى هذه المنظمة الآسيوية الفاعلة..مشيدا بفعالية (السيكا) وقدرتها على بناء آليات الثقة والحوار وتعزيز السلم والأمن الدولي والإقليمي والتنمية المستدامة في القارة الآسيوية. وأشاد سعاة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود بإسهام كل من جمهورية كازاخستان وجمهورية تركيا خلال قيادتهما ل (السيكا) لدورتين كاملتين ليس فقط في تحقيق أهداف (السيكا) وتطوير آلياتها وتعزيز دورها كمنظومة آسيوية ذات أهمية فحسب، بل في ترسيخ دورها كمنظومة آسيوية دولية تسهم في حفظ السلم والأمن الدوليين فلهما الشكر والتقدير، وقدم سعادته التعزية والمواساة لفخامة الرئيس عبدالله جول رئيس جمهورية تركيا وحكومة وشعب تركيا لضحايا الانفجار الذي حدث في أحد المناجم التركية. إنجازات جديدة وأكد سعادته أن دولة قطر على ثقة كبيرة بأن (السيكا) ستشهد خلال رئاسة جمهورية الصين الشعبية لها في الدورة الحالية إنجازات جديدة وستدفع الصين مستندة على تراثها الهائل من النجاحات في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية بهذه المنظومة الإقليمية خطوات كبيرة إلى الأمام. كما أكد سعادته أن (السيكا) تكتسب في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها آسيا أهمية متزايدة إذ لا تزال آسيا تعاني من النزاعات الإقليمية والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والإرهاب والتغيرات المناخية والارتفاع المستمر في مستوى مياه البحار والنزاعات حول المياه والأمن الغذائي والأوبئة بالإضافة إلى أمن الطاقة. وبين سعادته أنه "لمواجهة هذه التحديات ترى دولة قطر أن المفهوم الأمني القديم لم يعد قادرا على التصدي للتعقيدات والأخطار الأمنية في آسيا"..موضحا "أننا في حاجة إلى مفهوم جديد للأمن لا يقتصر على الحلول الثنائية أو الفردية والمعالجات الأمنية فقط، مفهوم جديد يشمل الحوار والتعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي ومكافحة الإرهاب وإيجاد آليات فاعلة لفض النزاعات في آسيا..مؤيدا ما قدمه فخامة الرئيس الصيني في خطابه من مقترحات ومن ضمنها وضع رؤية جديدة للأمن في آسيا. ونبه سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء إلى أن دولة قطر لاحظت عند تقديمها للمساعدات الإنسانية للمناطق المتأثرة بالكوارث الطبيعية في آسيا عدم وجود آلية آسيوية مشتركة وضعفا في تبادل المعلومات..مشددا على أنه "آن الأوان لإيجاد آلية جماعية آسيوية تعنى بتبادل المعلومات وتنظيم حملات وجهود المساعدات الإنسانية خلال الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية في دول القارة". التعاون الاقتصادي وأشار سعادته إلى أن هناك حاجة ماسة إلى الالتفات أكثر إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتسريع خطوات الاندماج الاقتصادي في القارة..مؤكدا في هذا السياق أن "دولة قطر تدعم بشكل كامل رؤية الرئيس الصيني شي جين بينج والمعروفة ببناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري الذي سيربط آسيا بأوروبا ويربط شرق وجنوب آسيا بغربها".. موضحا أن "إحياء طريق الحرير القديم سيتيح لآسيا ولأول مرة فرصة تاريخية للنهوض الاقتصادي الشامل والجماعي ويسرع من وتيرة التعاون والتكامل الاقتصادي في القارة". وقال سعادته إن "الألف ميل يبدأ بخطوة كما يقول المثل الصيني". وفي نفس السياق قال سعادته "إن مشاريع الطاقة بما فيها شبكات نقل النفط والغاز ستكون واحدة من أولويات الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وفي هذا الشأن فإن دولة قطر كواحدة من الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم ستسهم في توفير الطاقة لدول القارة وتدفع عبر هذا المشروع الآسيوي الكبير بالتعاون الاقتصادي بين منطقة غرب آسيا وبقية مناطق القارة". وأعرب سعادته عن ثقة دولة قطر بأن قارة آسيا بما تملكه من إمكانيات وموارد ومن تجارب ومن آليات ومؤسسات مثل (السيكا) قادرة على مواجهة التحديات الماثلة أمامها وخلق فرص جديدة لها وللعالم. شارك في المؤتمر سعادة السيد سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى جمهورية الصين الشعبية وأعضاء الوفد المرافق لسعادة نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء. جريدة الراية القطرية