دعا الرئيس المصري الانتقالي المستشار عدلي منصور، المصريين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي تُجرى اليوم وغداً للمساهمة في صياغة مستقبل مصر وتشييد بنائها ديمقراطياً، وإقامة قواعد حكمها على أسس من العدالة والمساواة والحقوق المشروعة للجميع، فيما قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، إن بعثته ستوجد في كل مكان في مصر. وتفصيلاً، أكد منصور في كلمة وجهها إلى الشعب المصري وقوف مؤسسة الرئاسة على مسافات متساوية من المرشحين في هذه الانتخابات، وأنها لم ولن توجه مواطناً أو مواطنة لاختيار معين، مشدداً على حرص الرئاسة على تأمين مشاركة شعبية واسعة تعمق معاني الديمقراطية وتثري العملية السياسية في مصر. وعد الرئيس المصري الانتقالي اليوم وغداً من أيام ملحمة الديمقراطية الوطنية من أجل مستقبل أفضل لمصر وغد مشرق لأبنائها، وقال «لقد قام الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو بثورتين مجيدتين رفع فيهما راية الحق والعدل، الحق في عيش كريم، وحريات مصانة، وعدالة اجتماعية محققة». وأوضح «أن المصريين ضربوا للعالم بأسره خلال هاتين الثورتين مثلاً يحتذى به في معاني الوطنية والوحدة والدفاع عن قيم إنسانية نبيلة والمطالبة بحقوق مشروعة طالما تم إهدارها»، مثمناً حرص المصريين بالخارج على الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في العملية الانتخابية. وحذر منصور من عواقب العزوف عن المشاركة في التصويت بالانتخابات. وقال «فمن يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون عرضة لأن يحكم بمن لا يرعى مصالحه». وأضاف «لننزل جميعاً لنعبر عن خيارنا الحر لنختار دون توجيه أو إملاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة أيا كان هو». ويبلغ عدد المصريين المقيدين في الجداول الانتخابية نحو 54 مليون شخص من بين اجمالي عدد السكان البالغ 86 مليون نسمة. ويأمل كثير من المصريين أن تسهم الانتخابات في إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي لمصر بعد سنوات من الاضطرابات منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وقال رئيس الوزراء إبراهيم محلب، في تصريح لصحيفة «الأهرام» إن الموازنة التقديرية للانتخابات بلغت 800 مليون جنيه تغطي الأمور الإدارية واللوجيستية، مشيراً إلى أن هذا المبلغ لا يشمل كلفة التأمين، متوقعاً أن تصل نسب التصويت إلى 50%. وأكد وزير الدفاع المصري الفريق صدقي صبحي، أن الجيش والشرطة سوف يتعاملان بكل قوة وحسم مع أي محاولة لترويع المواطنين أو المساس بأمنهم وسلامتهم خلال الاقتراع. وبدأ أكثر من 180 ألف ضابط وضابط صف وجندي الانتشار في أنحاء الجمهورية اعتباراً من يوم الجمعة الماضي للمشاركة في تأمين العملية الانتخابية. كما تسلمت وزارة الداخلية مقار نحو 14 ألف لجنة انتخابية لتأمينها. وصرح وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بأن خطة التأمين تتضمن حماية اللجان ومقار التصويت والقضاة المشرفين على عملية الاقتراع، وينفذ الخطة 240 ألف رجل شرطة، وخبراء المفرقعات والبحث الجنائي والمرور. كما نشرت وزارة الداخلية 600 تشكيل للأمن المركزي، و400 مجموعة قتالية من العمليات الخاصة للتدخل عند الضرورة، وتتمركز مجموعات قتالية إضافية في مراكز الشرطة لمنع محاولات اقتحامها. وأعلنت، أمس، مصادر مسؤولة بالمركز الصحافي بمطار القاهرة التابع للهيئة العامة للاستعلامات أنه تم إنهاء إجراءات وصول 177 من رجال الإعلام الدولي، سواء الصحافة أو الفضائيات ووكالات الأنباء لتغطية الانتخابات الرئاسية. وقالت المصادر إنه تم التعاون مع سلطات الأمن والجمارك في إنهاء إجراءات وصول الوفود الإعلامية والإفراج عن الأجهزة المرافقة لهم من كاميرات فيديو وتصوير واتصالات سريعا، ومن دون احتجازها في إطار تقديم التسهيلات لرجال الإعلام الدولي. وأضافت المصادر أن الإعلاميين وصلوا من كل دول العالم ما عدا إسرائيل، حيث لم تصل منها أية وفود إعلامية، بينما حرصت كل وكالات الأنباء العالمية والصحف والفضائيات التي تمتلك مكاتب بالقاهرة على إرسال إعلاميين لدعم هذه المكاتب والمساعدة في تغطية فعاليات الانتخابات الرئاسية. كما التقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أمس، مع ديفيد ماريو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات الرئاسية. وقال ماريو، عقب اللقاء، إنه تم خلال المقابلة مراجعة ما تم حتى الآن بالنسبة لعمل بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات، ورفض ماريو ابداء أي تعليق على العملية الانتخابية في الوقت الجاري. ورداً على سؤال حول ما اذا كان لديه أي شعور بالقلق الأمني على مراقبيه، أجاب بالقول «اننا هنا في مصر في مهمة ونحن واثقون بأننا سنقوم بتلك المهمة وسنوجد في كل مكان في مصر لأداء مهمتنا». الامارات اليوم