هدى جاسم، وكالات (بغداد) - انفجرت أزمة سياسية جديدة في العراق أمس، بعد اعتقال آمر فوج حماية وزير المالية رافع العيساوي، القيادي في «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي، والعديد من حراسه بتهمة التورط في الإرهاب، على غرار أزمة قضية النائب الثاني للرئيس طارق الهاشمي. وفيما تضاربت التصريحات بشأن عدد المعتقلين، اتهم العيساوي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بإدارة «دولة ميليشيات»، واتهمه زعماء سنيون بشن حملة قمع ضد السنة وطالبوا باستقالته، ودعا نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلق «القائمة العراقية» إلى الانسحاب من حكومته، وانطلقت مسيرات احتجاج في المدن السنية الكُبرى. ودعا المالكي إلى التحلي بالهدوء و«عدم الخلط بين حكم قضائي والشؤون السياسية». وقال في بيان أصدره بهذا الشأن «ليعلم السنة والشيعة وأبناء الشعب (العراقي) جميعاً، أن تنفيذ أوامر قضائية ضد متهمين لا يعني استهدافاً لطائفة معينة». وأضاف «ندعو الجميع إلى الكف عن كل نداء أو صوت يؤدي إلى التفريط بوحدة هذا البلد العظيم (العراق)، ونحذر من محاولات البعض العزف على الوتر الطائفي البغيض لتحقيق أهداف سياسية، ونستغرب محاولة جر البلد بأجمعها نحو الفتنة الطائفية». وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد «أي أعمال من أي جانب تنتهك سيادة القانون أو تذكي التوترات الطائفية والعرقية تهدد بتقويض التقدم الملحوظ الذي حققه العراق على طريق السلام والاستقرار». وصرح العيساوي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من قادة «القائمة العراقية»، بينهم المطلك ورئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ووزراء في بغداد الليلة قبل الماضية، بأن ميليشيات غير رسمية اقتحمت أمس الأول مقر وزارة المالية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد وحاصرت منزليه في بغداد والفلوجة واعتقلت آمر فوج حمايته وجميع حراسه وموظفيه البالع عددهم 200 فرد. وقال "هذا ليس اعتقال وإنما اختطاف». وأضاف «رسالتي إلى رئيس الوزراء نوري المالكي هي: أنت رجل لا تؤمن بالشراكة أبداً ولا تحترم القانون ولا الدستور، ويكفي مراهنة بمصير هذا البلد الجريح، وأحملك شخصياً المسؤولية القانونية لجميع المختطفين. هل يريدني المالكي أن أصدق بأنه لا يعلم بما حصل؟ إنه عمل مقصود وقد نفذ مع سبق الإصرار». وتابع «التجاوز على وزارة المالية، إن كنتم تعرفون السيادة، أمر غير قانوني ومنذ يومين ورئيس الحكومة يغلق هاتفه الشخصي ولا يرد على اتصالاتنا ولا على اتصالات رئيس البرلمان أسامة النجيفي، ثم يقول لنا دعونا نتأكد من هذه القوة. هل فعلاً أن رئيس الوزراء لا يعرف القوات التي تدخل المنطقة الخضراء وتقوم بتكسير مكاتب وزارة المالية وتعتقل دون أمر قضائي؟. هل هذا سلوك حكومة أم تصرف عصابات؟ وإذا كنتم حكومة، تعالوا نتفاهم وفق القانون كشركاء، وإن كنتم تتصرفون كعصابات، نحمي أنفسنا منكم بالطريقة المناسبة. بالأمس القريب أزمة مع أربيل وفضحية في السجون والفساد الإداري، واليوم أزمة أخرى تجرون فيها العراق إلى الهاوية وعليكم الاعتذار للشعب العراقي عن تصرفكم اللاقانوني يا دولة المليشيات». ... المزيد