رفض رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك، إجراء مباحثات مباشرة مع روسيا من أجل وضع حد للأزمة التي تهز أوكرانيا دون وسطاء غربيين، فيما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى وقف العملية العسكرية الأوكرانية ضد الانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق البلاد فورا، وبينما استمر القتال لليوم الثاني على التوالي أفادت مصادر الانفصاليين الذين يسيطرون على مطار دونيتسك بأن 50 شخصا قد قتلوا في الاشتباكات العنيفة التي دارت في المدينة والتي أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها فقدت الاتصال مع احد فرق المراقبين فيها. واعلن ياتسينيوك خلال اجتماع مجلس الوزراء «حاليا المباحثات الثنائية بين روسياوأوكرانيا في غياب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، مستحيلة».واضاف غداة انتخاب بترو بوروشنكو رئيسا لأوكرانيا «اذا جلستم حول طاولة مفاوضات مع الروس فقط فإنهم بلا شك سيخدعونكم». إلى ذلك اكد بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رنزي «ضرورة وقف عملية الجيش العقابية فورا في مناطق جنوب شرق البلاد وفتح حوار سلمي بين كييف وممثلي المناطق» الأوكرانية كما اعلن الكرملين في بيان. وفي أول تصريحات تنشر له بشأن أوكرانيا منذ انتخاباتها الرئاسية يوم الأحد صعّد بوتين ضغوطه على كييف لتبدأ حوارا مع زعماء الانفصاليين مع اشتداد حدة القتال في شرق أوكرانيا. وقال الكرملين إن بوتين تحدث إلى رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي عبر الهاتف و«أكد الحاجة لوقف فوري للعملية العسكرية الانتقامية في المناطق الجنوبية الشرقية وإقامة حوار سلمي بين كييف وممثلي المناطق». وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن وقف إراقة الدماء في جنوب شرق أوكرانيا هو «المهمة الأولى للسلطات في كييف واختبار لقوتها»، وحذر لافروف في ذات الوقت الحكومة من أن محاولات قمع الانفصاليين ستأتي برد فعل عكسي. ومع اشتداد المعارك في دونيتسك أفادت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بيان أن «بعثة المراقبة الخاصة التابعة لها فقدت الاتصال مع احد فرقها أثناء قيامه بدورية روتينية». ونقلت جثث متمردين من المؤيدين لروسيا إلى مشرحة دونيتسك بينما استمر القتال، وقال انفصاليون مؤيدون لروسيا إن أكثر من 50 من مقاتليهم لاقوا حتفهم في هذه المدينة. وقال رئيس البلدية الكسندر لوكيانشنكو للصحفيين إن الاشتباكات حول المطار أسفرت عن مقتل 40 شخصا أمس بينهم 38 ممن شاركوا في القتال. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية «هناك ما يدعو للاعتقاد بأنه يجري إرسال إرهابيين روس إلى الأراضي الأوكرانية وتنظيمهم وتمويلهم بموجب أمر مباشر من الكرملين والقوات الروسية الخاصة.» إلى ذلك قال ضابط في حلف شمال الأطلسي إن القوات الروسية ربما تنسحب ببطء من قرب الحدود الأوكرانية رغم أن الجزء الأكبر من القوات ما زال قريبا من الحدود في الوقت الحالي. وقال الضابط «لاحظ حلف الأطلسي بعض النشاط المستمر للقوات الروسية على مقربة من الحدود مع أوكرانيا على مدى الأيام الماضية، توجد بعض الأدلة على شحن بعض المعدات والإمدادات أو أعدادها للتحرك في مواقع معينة.» وأضاف الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه «النشاط الذي نلاحظه حاليا يمكن أن يشير إلى انسحاب بطيء أو على مراحل للقوات في الوقت الحالي الجزء الأكبر من القوة الروسية التي نشرت سابقا لا يزال على مقربة من الحدود». من جانب آخر اعربت أوكرانيا أنها غير راضية عن خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الأوروبي لحل أزمة الغاز بين كييف وموسكو وطالبت بضمانات حول تخفيضات في الأسعار قبل أي تسديد لدينها. وصرح وزير المالية الأوكراني ألكسندر شلاباك «ما نسمعه الآن معناه سددوا الآن ونناقش لاحقا».واضاف «هذا لا يناسبنا». من جهة أخرى شارك رئيس الوزراء الأوكراني أمس بعملية إزالة الخيام والإطارات المستعملة من ساحة الاستقلال في كييف إيذانا بعودة الحياة إلى طبيعتها قبل بدء الاحتجاجات التي أدت إلى خلع الرئيس الأوكراني. (عواصم وكالات) الاتحاد الاماراتية