في سباق مع الوقت، كان الموت حاضراً في طريق المواطن (محمد علي البلوشي) 59 عاماً من مدينة خورفكان، عندما خرج بشكل مفاجئ من منزله في استدعاء من جهة غير معلومة إلى وجهة غير معلومة. حيث كان القدر يلازمه في رحلة غير مبررة! تجاوزت الحدود حتى استقرت به ليتوفى تحت أحضان «سمرة».. برية في منطقة محضة العمانية بعد غياب عن الأنظار دام ثلاثة أيام متواصلة. ربما لا يلف حادثة وفاته الغموض الكبير خصوصاً وأن المسن لا ينتمي للولاية ولا يعلم أحد سبباً لقدومه إليها رغم وجود أقارب له في مسقط العاصمة. إلا أن رحلته القصيرة إليها ولأول مرة، والعثور عليه متوفىً بالقرب من مركبته التي كان يقودها قبل فقدانه على بعد ثلاثة كيلومترات هي الأكثر غرابة. وعثرت الأجهزة الأمنية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة على جثة المواطن البلوشي الذي سبق أن أعلن عن تغيبه منذ عدة ايام عن منزله بمدينة خورفكان وقد فارق الحياة ببرية سمرة التابعة لمنطقة محضة بسلطنة عمان. ولا تزال الجهات الأمنية بسلطنة عمان الشقيقة تباشر عملية البحث والتحري للكشف عن أسباب الوفاة وملابسات القضية. وطالب عدد من المغردين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الجهات ذات الاختصاص (وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية) بالالتفات إلى مثل هذه الحالات الصحية وأسرهم وحصر أعدادهم ضماناً لمعافاتهم ومنعاً لتفاقم حالاتهم المرضية، إلى جانب تعاون أسرهم في الكشف عن هذه الحالات ومساعدتهم في خلق رعاية مثلى لهم لتجاوز محنتهم. تفاصيل القصة وعثرت الجهات الأمنية العمانية صباح أمس على المفقود متوفىً في منطقة سهلية خارج النطاق العمراني للمنطقة، في الوقت الذي سجلت أسرته قناعتها بعرضية مصرع مفقودها، بعد 4 أيام من تغيبه. وكان أبناء المتوفى قد فقدوا الاتصال مع والدهم - رحمه الله- يوم الجمعة 23 مايو الجاري بعد أن خرج يقود سيارة ولم يعد وكان آخر تحديد له في منطقة «حتا» وهي تقع على حدود سلطنة عمان وناشدوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من لديه أي معلومات عنه الاتصال بهم أو إبلاغ أقرب مركز شرطة. شهادة الأقرباء وفي هذا الصدد، أوضح زوج ابنته «يوسف النقبي» ل«البيان» والحزن يغالب صوته أنه لم يتخيل ولو لوهلة بسيطة، أن يكون الموت غيب عمه وبهذه الطريقة التي أشبه ما تكون بالدراما الحزينة مشيرا إلى توجههم ظهر أمس الثلاثاء إلى عمان، حيث تم تسلم جثمان المفقود من جهات الاختصاص في محافظة البريمي بعد صدور التقرير الطبي من مستشفى بمسقط يثبت وفاته الطبيعية. وأضاف النقبي أنه عثر على جثمانه، بعدما أبلغ عنه أحد رجال الأمن في المنطقة أثناء العثور على مركبة متوقفة دون وجود قائدها ما يشتبه بأنها تعود للمسن المفقود، فقد باشرت جهات الاختصاص حيث كان برفقتهم شخصياً عند تمشيط المنطقة ومعاينة الموقع الذي عثر فيه على جثته المتحللة جزئياً، والتي كانت تبعد عن الطريق العام نحو ما يزيد عن 5 أمتار، ما يشير إلى أن الوفاة منذ يومين، ولم تظهر عليه أية دلالات تقود إلى وجود شبهة جنائية وراء وفاته، مرجحاً أن سبب الوفاة قد يكون ناتجاً عن الإعياء والتعب الذي تعرض له عمه المسن أثناء شقه الطريق لمسافة طويلة، دون أن يتعرف على طريق العودة. لافتاً إلى أن أسرة المتوفى سجلت قناعتها رسمياً لدى جهة الاختصاص بعرضية الوفاة، غير متهمة أحداً بذلك. واستدرك بأنه مر قريباً من المنطقة بعد آخر اتصال يفيد بأنه شوهد قريباً من حتا، مشيراً إلى أنها ساعة فقط فصلت بين العثور عليه حياً، وبين مروره المنفذ الحدودي الذي عبره لولاية محضة. معلومات أولية وردت معلومة من احد أفراد الجمهور تفيد بمشاهدة مركبة يعتقد أنها تعود للمواطن البلوشي تمر في منطقة حتا يوم السبت الماضي مما أدى لتكثيف البحث في تلك المنطقة، وفي يوم الاثنين الموافق 26/05/2014م وردت معلومة من أحد أصحاب المزارع الواقعة في منطقة محضة التابعة لسلطنة عمان تفيد بمشاهدته للمركبة متوقفة بين المزارع في تلك المنطقة وبناء على ذلك تم التواصل مع الجهات الأمنية بسلطنة عمان الشقيقة وفي ظل التعاون بين الأجهزة الأمنية القائمة بين الدولتين الشقيقتين تم تسهيل انتقال فريق البحث المكلف من قبل شرطة الشارقة إلى الموقع الذي عثر فيه على المركبة، حيث تم مشاهدة الجثة مسجاة على الأرض بعيداً عن المركبة. د. شبابك: خمسة احتمالات تفرض سلوكيات غير مبررة لمرضى الزهايمر خورفكان - البيان وبين المشكل والبارز في هذه القصة التي شغلت الناس قبل عدة أيام، وبين عملية البحث عن فرضيات قابلة للتصديق لتكون بين الأسباب الرئيسة خلف حدوث هذه القصة، صرح الدكتور هيثم شبابك استشاري ورئيس قسم الطب النفسي بمستشفى خورفكان بخمسة احتمالات قد تكون وراء الحادث، وهي تكثر بين من يعانون مرض فقدان الذاكرة الزهايمر أو أمراض الخرف عموماً، وتجعل المصاب بها يتصرف بهذه الطريقة وهي بأن المريض قد يصاب بهلوسات قد تكون بصرية أو سمعية تجذبه إلى زيارة أماكن معينة أو ذات خلفية مشابهة قد زارها سابقا أو قد لا يكون وطأها من قبل. الفرضية الثانية: استدعاء لذكريات قديمة كون المصاب يحافظ على الذاكرة القديمة فقط والتي تأتي منها أماكن زارها أو وجود حنين لأشخاص يعيشون في هذه المناطق يشتاق إليهم، ولعدم إدراك منه لأبعاد الزمان والمكان يأتي ببعض السلوكيات مباشرة أو غير مباشرة قد تكون بصورة غير مفهومة للمحيطين به. ثالثا: قد يكون المريض تاه ولم يستطع تذكر طريق العودة. أما الاحتمال الرابع فهو (التجول غير المبرر pacing) هرباً من الوحدة والعزلة عن المجتمع. فيما الاحتمال الخامس والأخير هو استدراجه إلى أماكن من قبل أشخاص يعلمون بمدى تطور حالته الصحية بغرض سرقته أو الاعتداء عليه أو التلاعب به وعمدوا إلى تركه هناك. شكر للتعاون من جهتها، أعربت شرطة الشارقة عن شكرها لكل من تعاون معها في البحث عن المتوفى والذي استغرق وقتاً وجهداً كبيرين سواء من أفراد الجمهور الذين تواترت اتصالاتهم وبلاغاتهم عبر هواتفهم التي خصصت لهذا الغرض، اضافة إلى التفاعل الكبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف افراد الجمهور ومن الجهات المتعاونة وإدارات وزارة الداخلية والقيادات العامة للشرطة بالدولة التي كثفت من اهتمامها ومتابعتها لتطورات عملية البحث التي انتهت بالعثور على جثمان المتوفى. كما أعربت عن تقديرها للتعاون الذي أبدته الشرطة العمانية ودعمها ومساعدتها لفريق البحث. البيان الاماراتية