شهدت أسعار العديد من محال بيع الملابس الشتوية ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة وتكرر سقوط الأمطار والرياح في العديد من مناطق الدولة، حيث ارتفعت أسعار بعض المنتجات خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة وصلت إلى 20%، فيما حافظت عدد من محال بيع تلك الملابس على ثبات أسعارها، وشهدت منافذ بيع كبرى انخفاضاً طفيفاً في الأسعار . وتراوحت أسعار الملابس الشتوية خاصة المعاطف أو "الجاكيت" والتي يتركز عليها الطلب بشكل رئيسي خلال فصل الشتاء، بين 90 درهماً للمتداولة وحتى آلاف الدراهم للعلامات التجارية العالمية، في مختلف المحال ومنافذ البيع بأبوظبي . ويؤكد العديد من المستهلكين أن هناك سلعاً بعينها كانت تباع بأسعار تتراوح من 100 إلى 120 درهماً، ارتفاعت أسعارها إلى ما يتراوح بين 170 إلى 200 درهم، من دون أي تغيير في المنتج، وأن ذلك تزامن مع بدء تحول المناخ في الدولة وانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ وهو ما يستدعي تدخل الجهات الرقابية خاصة أن الملابس الشتوية ليست كماليات أو سلعاً ترفيهية وإنما هي من المنتجات الأساسية التي لا يستطيع أحد الاستغناء عنها وخاصة الأطفال . وأكد الدكتور هاشم النعيمي، مدير إدارة حماية المستهلك، أن جميع الملابس بما فيها الشتوية تدخل ضمن القانون الاتحادي رقم 24 لعام 2006 في شأن حماية المستهلك، حيث تندرج تلك المنتجات تحت مسمى السلعة، والتي يعرفها القانون أنها منتج صناعي أو زراعي أو حيواني أو تحويلي بما في ذلك العناصر الأولية للمواد والمكونات الداخلة في المنتج . وأضاف أن دور إدارة حماية المستهلك يأتي في حال حدوث ارتفاعات غير مبررة أو كبيرة في الأسعار وحماية المستهلكين، وبحث جميع الشكاوى المقدمة من قبلهم ودراستها والعمل على حلها، منوهاً في نفس الوقت إلى أن الإدارة تتعامل مع الجميع وفقاً للقانون وتساوي بينهم سواء بالنسبة للمستهلك أو حتى بالنسبة للبائع . وأوضح النعيمي ل"الخليج" في تعليق له على ارتفاع أسعار بعض منتجات الملابس الشتوية لدى بعض المحال، أن ارتفاع أسعار تلك الملابس لدى بعض المحال بشكل طفيف مؤخراً أمر طبيعي يحدث في جميع أسواق العالم مع حلول فصل الشتاء وارتفاع حجم الطلب على تلك الملابس . وأضاف أن الآلية الخاصة بالعرض والطلب تتحكم في جميع الأسواق المفتوحة في العالم، ووفقاً لهذه الآلية فإنه من المتوقع كل عام أن يحدث مثل هذا الارتفاع في أسعار الملابس الشتوية، مشيراً إلى أن المستهلك أصبح أكثر وعياً بهذه الأمور وهو ما يجعل الكثير من المستهلكين يحرصون على شراء احتياجاتهم من الملابس الشتوية في فصل الصيف لرخص ثمنها، والعكس بشراء احتياجاتهم من الملابس الصيفية في فصل الشتاء . وأكد فيصل العرشي، نائب مدير عام جمعية أبوظبي التعاونية، أن الجمعية حرصت منذ بداية طرح المنتجات الشتوية لدى فروعها على تقديمها بأقل سعر ممكن والمساهمة في دعم المستهلكين وحمايتهم من طمع بعض التجار . وأضاف العرشي أن الجمعية لم تكتفي فقط بتقديم السلعة بأقل سعر منذ بداية طرحها، وإنما قامت بتخفيض سعر العديد من الملابس الشتوية مؤخراً بنسبة وصلت إلى 10% وذلك مع ارتفاع الطلب على شراء تلك المنتجات من قبل المستهلكين . ويقول محمد شمس الدين، موظف، أن أسعار الملابس الشتوية لدى بعض المحلات التجارية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً مؤخراً مع انخفاض درجات الحرارة بشكل واضح وتكرر هطل الأمطار . وأكد شمس الدين أن المنتجات كانت نفسها معروضة منذ نحو ثلاثة أشهر بسعر أقل مما هي عليه الآن، من دون ما يبرر وجود لهذا الارتفاع حيث لم يتغير المنتج حتى يتم وضع سعر جديد يلائمه وإنما هو نفس المنتج . ويؤكد على كلامه محمد حافظ - موظف مؤكداً أن أسعار الملابس الشتوية شهدت ارتفاعاً مؤخراً لدى بعض المحال مقارنة بأسعار هذه الملابس عند بداية طرحها في الأسواق، وخاصة في المحال المعروفة بأنها تبيع بأسعار رخيصة . وأضاف حافظ أن العروض الترويجية الخاصة برأس السنة الميلادية في العديد من المحال أعادت أسعار الملابس الشتوية إلى ما كانت عليه وقت طرحها في الأسواق، وهو الأمر الذي جعل المستهلك لا يشعر بهذه التخفيضات .