تونس - "الخليج": تعيش تونس على وقع الصدمة والحزن، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف، فجر أمس الأربعاء، منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو، وأوقع أربعة قتلى في صفوف الأمنيين الحراس . وقال المتحدث باسم الوزارة محمد علي العروي إن "هجوماً نفذه إرهابيون برشاش كلاشنكوف استهدف منزل وزير الداخلية في القصرين، وقتل خلاله أربعة شرطيين وسقط جريح" . وقال شهود إن المسلحين الملثمين جاؤوا على متن سيارة نصف نقل . وكان ملحوظاً في مكان الحادث آثار دماء على الجدران الخارجية للمنزل، وكذلك على الأرض على بعد أمتار من المبنى . وكانت الرئاسة التونسية أعلنت حداداً وطنياً، أمس الأربعاء، بينما طالب وزير الداخلية بإصدار تشريع يسمح لقوات الجيش بالمشاركة في المعارك ضد الجماعات الإرهابية وسط المدن والمناطق السكنية جنباً إلى جنب مع قوات الحرس الوطني . كما طالب أيضاً بالإسراع بتمرير قانون مكافحة الإرهاب على أنظار المجلس التأسيسي، وإصدار قانون يجرم القتال في الخارج . ويعد الاعتداء الأول من نوعه كونه يستهدف لأول مرة منذ الثورة في 2011 مسؤولاً بارزاً في الدولة، لكنه يحمل في الوقت نفسه رسالة جديدة من الجماعات الإرهابية التي تسعى لإحياء أنشطتها في تونس . وصرح بن جدو لمحطة إذاعية خاصة أن المجموعة الإرهابية لم تأت من المنطقة العازلة المغلقة في الشعانبي، بل تسللت من جبل السلوم، وهي منطقة أخرى وإمكانية التسلل ممكنة لأن المنطقة متشعبة، مشيراً إلى أنهم ترجلوا من الجبل وأقدموا على سرقة سيارة مسروقة من أحد سكّان الحي وجدوها راسية امتطوها ونفذوا بها الهجوم . وقال رئيس الحكومة التونسية إن الهجوم الإرهابي يأتي رداً على العمليات الاستباقية الناجحة التي شنتها قوات الأمن ضد الخلايا الإرهابية مؤخراً والتي كانت تستهدف ضرب الاستقرار والاقتصاد، واستثمار التجاذبات السياسية لخلق بلبلة في البلاد . وقال المهدي جمعة إن الحرب ستكون طويلة ومؤلمة ضد الإرهاب، غير أنه أكد أن الدولة مصممة على كسب هذه المعركة . وتأتي العملية بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الداخلية عن إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف ضرب شخصيات ومنشآت حيوية في البلاد، كما أعلنت عن إيقاف 16 عنصراً متورطاً في المخطط إلى جانب حجز متفجرات . وتسعى الحكومة إلى تفادي أي منغصات أمنية واجتماعية قبل إعلان الانتخابات في تونس التي تمثل الأولية المطلقة لعملها تنفيذاً لبنود خريطة الطريق . واعتبر الخبراء في تونس أن الهجوم يعد تحولاً نوعياً في العمليات الإرهابية التي انتقلت إلى المناطق السكانية في مواجهة مباشرة مع المواطنين، بينما يدور النقاش أيضاً حول كيفية تسلل الإرهابيين إلى المنطقة دون أن تتفطن لها الدوريات الأمنية، على الرغم من أن منطقة جبل الشعانبي المحاذية هي منطقة عسكرية مغلقة . سياسياً أدانت أغلبية الأحزاب التونسية العملية الإرهابية، وقالت الجبهة الشعبية إنها ستنظم احتجاجات الجمعة بالعاصمة وببقية الجهات للتنديد بالإرهاب، كما أدانت حركة النهضة بشدة العملية الإرهابية التي وصفتها بالجبانة، ودعا القيادي عبداللطيف المكي للالتفاف حول المؤسستين الأمنية والعسكرية والحكومة، معلناً أن الحركة ستنظم تحركات شعبية للتنديد بالإرهاب . ومن جهته طالب الحزب الجمهوري بالرفع في ميزانيتي وزارتي الدفاع والداخلية لمجابهة الإرهاب بفعالية . الخليج الامارتية