لم تتوضح بعد صورة الوضع الذي سينتج عن الأزمة الأوكرانية بالنسبة لروسيا حتى وجدت نفسها أمس بشكل مفاجئ أمام أزمة أخرى في جوارها، على نحو شبيه ببدايات الأزمة في أوكرانيا، حيث سيطر محتجون معارضون لحكومة أبخازيا الموالية لموسكو على مبان رسمية، الأمر الذي اعتبره الرئيس الأبخازي «محاولة انقلاب». وفي حال لم تنجح روسيا التي أرسلت مبعوثين بشكل عاجل إلى أبخازيا، في احتواء الأزمة، فإنها ستكون بين أزمتين ستتداخلان في ترك تداعيات على علاقاتها الدولية رغم عدم توضح أي صلة لأزمة أبخازيا الحالية بالغرب المؤيد للحكومة الأوكرانية. وأعربت روسيا عن قلقها إزاء الاضطرابات التي يشهدها إقليم أبخازيا حيث سيطر محتجون على مقر رئاسة الإقليم في إطار ما وصفه زعيم الإقليم الجورجي الانفصالي المؤيد لموسكو ألكسندر أنكفاب بأنه «محاولة انقلاب». وكسر محتجون معارضون أول من أمس نوافذ وأبواباً كي يسيطروا على مبنى الرئاسة بينما أجرى آخرون محادثات مع الرئيس ألكسندر أنكفاب بعد أن احتشد عدة آلاف في عاصمة المنطقة المطلة على البحر الأسود للتنفيس عن غضبهم من الحكومة بسبب فساد وسوء إدارة مزعوم. وتمكن أنكفاب من مغادرة المبنى. ثم وافق بعد ذلك على إقالة الحكومة ولكنه رفض الاستقالة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «الجانب الروسي يتابع الأحداث عن كثب وينتابه قلق.. ويعتبر أن من المهم أن تتطور العمليات الاجتماعية السياسية بشكل مستقل في إطار قانوني». وانفصل إقليم أبخازيا عن حكم جورجيا في حرب استمرت عامي 1992 و1993 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. واعترفت موسكو بأبخازيا دولة مستقلة بعد أن خاضت روسيا حرباً استمرت خمسة أيام مع جورجيا عام 2008. وفي الوقت ذاته عززت سيطرتها على المنطقة وعلى إقليم آخر انفصالي هو أوسيتيا الجنوبية. مشكلة مزدوجة وأرسلت روسيا على نحو عاجل اثنين من كبار مسؤولي الكرملين إلى إقليم أبخازيا، لمنع تكرار سيناريو أوكرانيا، وهي الأزمة التي كلفت كلاً من موسكو والغرب الكثير على صعيدي السياسة والاقتصاد، وفيما سيبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند الأزمة الأوكرانية، بات ملف الغاز الروسي صداعاً يؤرق أوروبا. وأعلنت المفوضية الأوروبية أمس أن الاتحاد الأوروبي قادر على مواجهة وقف إمدادات الغاز الروسي الذي ينقل عبر أوكرانيا بصورة مؤقتة، وعليه الاستثمار في بنى تحتية للغاز المسال إذا أراد الحد من اعتماده على موسكو. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إن الاتحاد الأوروبي «يبقى في موقع ضعف» لأنه يستورد منذ عشر سنوات 53 في المئة من كمية الطاقة التي يستهلكها ما يكلف مليار دولار يوميا (734,8 مليون يورو) و«المزود الرئيسي هو روسيا ل39 في المئة من كميات الغاز التي يشتريها و33 في المئة من كميات النفط». والمفوضية الأوروبية التي كلفها في مارس القادة الأوروبيون العمل لإيجاد خيارات للحد من هذه التبعية، سلمت أمس وثيقتين كبيرتين، دراسة حول أمن الطاقة وخطة عمل. وهذه الخيارات تراوح من تطوير موارد الطاقة المتجددة إلى استثمار الفحم والنووي والغاز الصخري. البيان الاماراتية