أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة، في وقت مبكر أمس، أن قوة معارضة لتولي رئيس الوزراء الجديد مهامه، ومكلفة حماية الفريق الحكومي المنتهية ولايته، تعرضت لهجوم ليلا، ونددت بالمساس بسلطة الدولة، وفي وقت طلبت فيه واشنطن مجددا من رعاياها مغادرة ليبيا على الفور، عقد اجتماع تشاوري حول الأوضاع في ليبيا، الذي عقد على هامش أعمال الاجتماع ال17 لمنتصف المدة للدول أعضاء حركة عدم الانحياز في الجزائر. وتفصيلاً، قالت الحكومة في بيان إنها «تشجب وبأشد العبارات ما تعرضت له القوة التابعة لوزارة الداخلية والمكلفة بتأمين مبنى رئاسة مجلس الوزراء من اعتداء من قبل عناصر خارجة عن القانون». وجددت الحكومة «التأكيد على أن هذه القوة شرعية وتتبع إحدى مؤسسات الدولة، وهي وزارة الداخلية». من جهتهم، قال شهود إن ميليشيا موالية للإسلاميين شنت هذا الهجوم على وحدة تابعة لوزارة الداخلية، يتحدر عناصرها من الزنتان ويعارضون تولي رئيس الوزراء الجديد مهامه. وكان رئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق، تعرض لهجوم أيضا في منزله ليل الاثنين الثلاثاء. وأرغم المهاجمون هذه الوحدة على مغادرة المكان، الذي تسلمت مسؤوليته قبل ساعات فقط من ذلك. وطلبت الحكومة المؤقتة، أول من أمس، من هذه الوحدة تأمين وحماية مبنى رئيس الوزراء. ولم تفسر حكومة عبدالله الثني أسباب القرار. من جانبه، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، الأطراف الليبية إلى الدخول في حوار وطني شامل، للوصول إلى حل توافقي ينهي الأزمة في بلادهم، ويؤسس لبناء مؤسسات دستورية دائمة. وأكد الأمين العام للمنظمة في تصريح، أمس، ضرورة تضافر جهود جميع الليبيين، للحفاظ على وحدة دولة ليبيا وأمنها واستقرارها، مجددا استعداد منظمة التعاون الإسلامي لتسخير كل إمكاناتها في سبيل ذلك. وذكرت الخارجية المصرية أن وزير الخارجية، نبيل فهمي، شارك في الاجتماع التشاوري حول الأوضاع في ليبيا، الذي عقد على هامش أعمال الاجتماع ال17 لمنتصف المدة للدول أعضاء حركة عدم الانحياز في الجزائر. وشارك في الاجتماع، الذي عقد أمس، وزراء خارجية كل من الجزائر وليبيا وتشاد والنيجر وتونس، وممثل عن السودان، فضلا عن أمين عام جامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، ورئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما. وذكر المتحدث باسم الخارجية، في بيان، أن الوزير فهمي أعرب، خلال الاجتماع، عن قلق مصر البالغ من تصاعد زيادة وتيرة التطرف والعنف في ليبيا، وانتشار الأسلحة في أيدي جماعات خارجة عن إطار الحكومة الليبية، مؤكداً أن مصر سوف تبذل قصارى جهدها، للحفاظ على وحدة ليبيا، وأنها سوف تقدم كل الدعم اللازم للجنة صياغة الدستور في ليبيا. وشدد فهمي على ضرورة وضع خطة عمل تتضمن اتخاذ خطوات داخل ليبيا، وخطوات أخرى بينها وبين دول الجوار، لضبط الحدود وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني. في السياق نفسه، طلبت واشنطن مجددا من رعاياها مغادرة ليبيا «على الفور»، بسبب الوضع «الطارئ وغير المستقر»، الذي يخيم على البلاد، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية في مذكرة نشرت أول من أمس. وقالت الوزارة «بسبب الادعاء أن الأجانب خصوصا المواطنين الأميركيين الموجودين في ليبيا هم على علاقة بالحكومة الأميركية، أو بمنظمات غير حكومية أميركية، يجب أن يدرك المسافرون أنهم قد يتعرضون للخطف أو الاعتداء أو القتل». ولاتزال الولاياتالمتحدة تحت تأثير الحادث الذي وقع في تاريخ 11 سبتمبر 2012، ضد القنصلية الأميركية في بنغازي، وقضى فيه أربعة أميركيين، بينهم السفير كريستوفر ستيفنس. الامارات اليوم