تسعى إسبانيا في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم إلى تحقيق رباعية أسطورية، بعد تتويجها بكأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010، لكن انغماس أبرز لاعبيها في موسم مزدحم قد يلعب دوره السلبي حيال تحقيق هذا الحلم. وعرف الدوري الإسباني معركة طاحنة في الموسم المنصرم بين اتلتيكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد حتى لحظاته الأخيرة، وتوج الأول بلقبه، وبلغ فريقا العاصمة نهائي دوري أبطال أوروبا، ونال الريال اللقب، وأحرز اشبيلية لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، لينهي لاعبو الدولة الايبيرية موسماً مرهقاً قبل التفرغ لشؤون المونديال. إنييستا عانى 2014 يلخص اندريس انييستا اللعب الجميل، التمرير الدقيق وجيل اكاديمية «لا ماسيا» في برشلونة، حيث تخرج مع زميله في خط الوسط تشافي، وأسهما بصناعة إنجازات الفريق الكاتالوني وإسبانيا. سيبقى اندريس انييستا في قلوب الإسبان دوماً، بعدما حفر هدف الفوز القاتل في نهائي مونديال 2010 في مرمى هولندا قبل ثوانٍ من ركلات الترجيح. ويمتلك إنييستا قدرة تسجيل الأهداف الحاسمة، على غرار حسمه مواجهة برشلونة وتشلسي في نصف نهائي الأبطال 2009، ونهائي كأس العالم 2010. واستهل مشواره الدولي في 2006، وسيشارك بالتالي في موندياله الثالث. وأفضل لاعب في أوروبا 2012، لكن عام 2014 لم يبتسم له بعد، بسبب فقدان زوجته الحامل طفلهما الثاني في مارس الماضي. إسبانيا في سطور كأس العالم: تشارك للمرة الرابعة عشرة، أحرزت اللقب عام 2010، حلت رابعة عام 1950، وبلغت ربع النهائي أعوام 1934 و1986 و1994 و2002، وثمن النهائي عامي 1990 و2006. الألوان: الأصفر والأحمر والأزرق كأس أوروبا: أحرزت اللقب أعوام 1964 و2008 و2012، حلت وصيفة عام 1984، وبلغت ربع النهائي عامي 1996 و2000. تصنيف الفيفا: المركز الأول. المدرب: فيسنتي دل بوسكي. أبرز الأندية: ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد، إشبيلية، فالنسيا، اتلتيك بلباو. أبرز النجوم: ايكر كاسياس «ريال مدريد»، تشابي الونسو«ريال مدريد»، تشافي هرنانديز «برشلونة»، اندريس انييستا «برشلونة»، سيرجيو راموس«ريال مدريد». مشوار التصفيات: تصدرت المجموعة التاسعة. التشكيلة الأساسية: كاسياس (قائد) - ازبيليكويتا، بيكيه، راموس، البا - بوسكيتس، تشافي، تشابي الونسو - بدرو، فابريغاس، إنييستا وشددت الصحف المحلية على تأثير إصابات ظهرت مع انسحاب تياغو الكانتارا، لاعب وسط بايرن ميونيخ، من التشكيلة، بعد حارس برشلونة فيكتور فالديس، وتقدم لاعبي «لا روخا» في السن، فشرح الفريدو ريلانيو، مدير صحيفة «أس» لوكالة فرانس برس: «لقد كبر الفريق سنوات إضافية، فنظرة اللاعبين لم تعد كما هي، والعناصر الرئيسة في التشكيلة بدأت بالتراجع»، ملمحاً الى لاعبي الوسط تشافي (34 عاما) وتشابي الونسو (32 عاما). لكن في المقابل، تبقى إسبانيا الحصان الأقوى، بعدما حافظ المدرب فيسنتي دل بوسكي على إنجاز الراحل لويس اراغونيس، وفي حال تتويجه في 2014، سيصبح أول فريق يحرز اللقب العالمي مرتين على التوالي منذ البرازيل في 1958 و1962 (فازت إيطاليا أيضاً في 1934 و1938)، لكن مجموعته لن تكون سهلة مع هولندا وصيفته والباحثة عن رد دين نهائي 2010، وتشيلي الصاعدة بقوة والراغبة بدورها في الثأر من الإسبان بعد خسارتها 1-2 في الدور الأول في جنوب إفريقيا 2010 بهدفي فيا وانييستا. ويشغل موضوع استمرار هيمنة إسبانيا على الكرة العالمية بال الكثيرين، لكن سلاسة اللعب بدأت تنحسر، خصوصاً بعد الخسارة الكبيرة في نهائي كأس القارات 2013 بثلاثية نظيفة أمام البرازيل، التي قد تلتقيها إسبانيا مبكراً في الدور الثاني في حال تعثرت في الاول، فيقول بيبي رينا، حارس نابولي الايطالي، وليفربول الانجليزي السابق: «بالنسبة لي البرازيل هي المرشحة». لكن الإسبان يعولون على عدم تتويج أي من أبطال كأس القارات في النسخ الماضية. وفي ظل هذه التساؤلات، طرح دل بوسكي تشكيلة تضم النجوم الاعتياديين، مطعمة ببعض الوجوه الجديدة، فالى جانب الحارس ايكر كاسياس، والمدافعين سيرخيو راموس وجيرار بيكيه، لاعبي الوسط تشافي وانييستا وبوسكيتس وسيسك فابريغاس (برشلونة) وتشابي الونسو (ريال مدريد) ودافيد سيلفا (مانشستر سيتي الانكليزي) وخوان ماتا (مانشستر يونايتد الانجليزي)، والمهاجمين دافيد فيا، أفضل هداف في تاريخ المنتخب (اتلتيكو مدريد)، وفرناندو توريس (تشلسي الانجليزي)، برز اسم المجنس دييغو كوستا، هدّاف اتلتيكو مدريد، بعد نقله من العباءة البرازيلية إلى صفوف بطلة العالم، إضافة الى الحارس البديل دافيد دي خيا (مانشستر يونايتد) والظهير دانيال كارباخال (22 عاماً). قبل أن ترفع الكأس الذهبية الغالية في جنوب إفريقيا، كان اسم إسبانيا مرادفاً لأقوى منتخب في العالم غير متوج، لكن جيل الألفية الثالثة كسر الماضي المر، ورفع لا روخا إلى مصاف العالمية، وفي البرازيل سيشاركون لمرة عاشرة متتالية ورابعة عشرة في المونديال. باستثناء النسخة الاخيرة، لم تكن نتائج إسبانيا في المونديال مشجعة، فحلت رابعة في 1950، وبلغت ربع نهائي 1934 و1986 و1994 و2002. وقعت في مجموعة صعبة في التصفيات أمام فرنسا، فتأهلت عن جدارة، رغم معاناتها التكتيكات الدفاعية، ورغبة كل الفريق في تحقيق الإنجازات على حسابها. الامارات اليوم