علي الزين لم يتمالك رئيس نادي ريال مدريد الاسباني فلورنتينو بيريز اعصابة بعد تسجيل الويلزي غاريث بايل الهدف الثاني في شباك اتلتيكو مدريد واضعا "الميرينغي" في المقدمة فقفز من مقعده مصفقا راقصا كأنه طفل في المدرجات وليس ربان سفينة اكبر ناد كروي في العالم. طبعا هدف بايل كان ايذانا لأنهيار اتليتيكو مدريد الذي خسر في الوقت الاضافي (4-1) بعدما تقدم (1-0) حتى الدقيقة 93 قبل ان يدرك قلب الدفاع العملاق سيرجيو راموس التعادل. هي البطولة العاشرة (لا ديسيما) لريال مدريد في دوري ابطال اوروبا ,بطولة انتظرها عشاق النادي الملكي 12 عاما وهي بالذات ما عمل على تحقيقه فلورنتينو بيريز نفسه خلال مرحلتين ففشل في فترة رئاسته الاولى قبل ان يحققها في الثانية. رئيس ريال مدريد دائما كان يتحدث امام المقربين منه عن رغبة جامحة في استعادة الارث التاريخي لريال مدريد وجعله الافضل على مستوى القارة الاوروبية من جديد. بيريز عمل جاهدا على تحقيق الحلم العاشر فأستقدم كل ما حلا وطاب من نجوم وحطم ارقام قياسية قي سوق الانتقالات لكن كان ينقصه شيئا واحد ,حلقة مفقودة بحث عنها كثيرا الى ان وجد ضالته بالايطالي كارلو انشيلوتي الهادئ وصاحب الاعصاب الفولاذية. انشيلوتي بدوره كان يبحث عن مجد شخصي فقد أتى الى "البيت الابيض" وفي جعبته لقبين في دوري ابطال اوروبا وفوزه مساء امس الاول جعله يدخل التاريخ من اوسع ابوابه حيث صار ثاني مدرب يحقق البطولة في ثلاثة مناسبات تماما كما فعل مدرب ليفربول الانكليزي الاسطورة بوب بايزلي الذي احرز اللقب في 77و78و81. المباراة النهائية كانت مغامرة لأنشيلوتي ومدرب اتليتيكو مدريد الظاهرة دييغو سيميوني فاذا بهما يبدأن المباراة بزلة قدم لأن خيار الايطالي اشراك سامي خضيرة لم يكن موفقا في ظل غياب لاعب الارتكاز تشابي الونسو الموقوف فيما خسر سيميوني تبديلا منذ الدقائق العشرة الاولى لانه دفع دييغو كوستا المصاب فلم يكمل اكثر من 9 دقائق وترك الملعب. الملفت ان المواجهة سارت تماما حسب السيناريو الذي وضعه دييغو سيموني الذي اراد انهاء كل شيء في 90 دقيقة وكان قاب قوسين او أدنى لولا رأسية راموس التي اعادت ريال مدريد من بعيد في الوقت المحتسب بدل الضائع عندها بدا واضحا ان "الاتليتي" وقع بالمحظور والوقت الاضافي سيمر بطيئا على لاعبيه الذين اصيبوا بالاعياء من ضغط ريال مدريد والموسم الطويل المضني. وفي ظل وجود مقعد احتياطي افضل وعدم جهوزية اتليتيكو مدريد للعب 120 دقيقة كان الانهيار متوقعا في اي لحظة في الشوطين الاضافيين ومع تسجيل بايل الهدف الثاني كرت سبحة الاهداف فسجل مارسيلو الثالث ورونالدو الرابع (17 هدف في المسابقة) وانطلقت افراح "لوس بلانكوس". اخر شخص ترك استاد "لالوش" في لشبونة كان فلورنتينو بيريز ولكن سعيدا ضاحكا وهو يحمل كأس البطولة الاغلى لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة متى سيكون دور اللقب الحادي عشر "اونديسيميو" وهل سينتظر جمهور الفريق الملكي عقدا اخر حتى يشاهد فريقه يصعد الى منصة التتويج؟. منذ فوز ميلان الايطالي باللقب في 89 و90 لم يتمكن فريقا اوروبيا من الحفاظ على اللقب عامين متتاليين لكن مع الاضافات المتوقعة على تشكيلة كارلو انشيلوتي سيكون ريال مدريد في موقع قوي للدفاع عن لقبه الموسم المقبل. الفرحة كانت كبيرة ومع اقتراب الحفلة من نهايتها خلد الجميع الى النوم باستثناء رجل واحد هو فلورنتينو بيريز الذي كان يفكر في انتخابات 2015 وكيف قطع الطريق على منافسه خوسيه ماريا أزنار وحملته. الحياة عدن اوبزيرفر