في أحيان كثيرة، يكون إقبالنا المتزايد على الطعام نتيجةً لضغوط يومية، نسعى لتفريغها من خلال البحث عن لذة تنسينا ما يزعجنا ويؤرقنا، ولمقاومة تلك الشراهة المستجدة، قد يلجأ البعض إلى الصيدليات للاستعانة بحبوب مخفضة للشهية، من دون استشارة طبيب، أو الإحاطة بطبيعة الجسم والعوامل المحفزة له على تناول الطعام. فتكون النتيجة الغير متوقعة، شراهة مضاعفة عند التوقف عن أخذ تلك الأدوية، وأثار سلبية داخلية أخرى قد لا يعيها الفرد، أو لا يربطها بأثر تلك الحبوب. في هذا الموضوع نورد لك 10 وسائل تستطيعين من خلالها وضع حد لنهمك المتزايد للطعام. 1- الشهية ترتبط بالذاكرة أشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة «بلوس وان»، أن الذاكرة قصيرة المدى بإمكانها أن تلعب دوراً كبيراً في التأثير على إحساسنا بالشبع. فبعد 7 ساعات من تناول الطعام، لاحظ القائمون على تلك الدراسة أن مستوى الشبع عند الأشخاص لا يتعلق فقط بكمية الطعام المتناولة، وإنما يرتبط بما يتذكرون حول ذلك الطعام. ويؤكد الدكتور جيري برانستروم، بروفسور علم النفس في «جامعة البريستول» في المملكة المتحدة أن: «الذاكرة حول ما يتعلق بوجبتنا الأخيرة، تؤثر على شهيتنا بشكل أكبر مما يؤثر عليها حجم ما نتناوله». وهذا ما توصل إليه أيضاً باحثون يابانيون، حيث قاموا باختراع ما يسمى «نظارة الحمية»، والتي تقوم بتكبير حجم الطعام، فيلجأ الشخص بشكل غير إرادي للتقليل من كمية الطعام الذي يتناوله. وللاستفادة من تلك النتيجة وبشكل عملي، فإننا ننصحك سيدتي بالإكثار من الفاكهة والخضار التي تزين بها وجبتك، وأن تنظري أثناء الأكل إلى طبقك، مما يجعل ذاكرتك تخزن صورة الطعام تلك بشكل أكبر، فتشعرين حينها بالشبع لفترة أكبر بعد انتهائك من الوجبة. 2- تذوقي طبقك ببطء كلما أخذت الوقت الكافي لتذوق ومضغ الطعام، كلما أحسست بالشبع بشكل أسرع. والعكس صحيح، فكلما التهمت طبقك في وقت قياسي كلما زادت شهيتك أكثر، بحيث لا يتاح الوقت الكافي الذي يحتاجه الدماغ لاستقبال الرسائل العصبية التي تبلغه عن وصولك للإحساس بالشبع. ومع الوقت، سوف تتيقنين أن بإمكانك أن تفقدين بعض الوزن الزائد من خلال المضغ الجيد للطعام. 3- لا تنظفي المائدة مباشرة بعد الفراغ من الطعام قد تستغربين من هذه النصيحة، وخصوصاً أن الترتيب السريع للمائدة بعد انتهاء الوجبة يعد أمراً محموداً ومؤشراً على النظام والنظافة. إلا أن رؤية بقايا الطعام في الصحون الفارغة على المائدة مثل عظم الدجاج وقشرة البطاط المشوية يدفعك لعدم إضافة الطعام مجدداً إلى صحنك. وهذا أمر مرتبط بالجانب النفسي من شخصية الإنسان. فقد أظهرت دراسة نشرت في الولاياتالمتحدة الأميركية، أن هؤلاء الأشخاص الذين ينظفون طاولة الطعام ويعيدون ترتيبها بشكل سريع من الانتهاء من الوجبة يزيد ميلهم إلى تناول الطعام مجدداً بعد وقت قصير، وبنسبة 30%، مقارنةً بالأشخاص الآخرين. 4- تناولي الجزر أثناء الطهي لا تجعلين نفسك تتألمين من الجوع، وأنت بانتظار انتهاء إعداد طعامك. لأن ذلك سوف يجعلك تلجئين إلى إسكات صوت معدتك، عبر الرمي إليها ببعض اللحوم أو الأطعمة النشوية. قومي بإعداد شرائح الجزر قبل المباشرة بالطبخ، وتناولي منها أثناء تواجدك في المطبخ. فهي خضار ممتازة، بحيث تحتوي على القليل من السعرات الحرارية، وسوف تجعلك بالطبع أكثر وعياً بالحصص الذي سوف تتناولينها فيما بعد. 5- نظفي أسنانك بعد كل وجبة هل تتذكرين حرص والدتك وأنت صغيرة على أن تتأكد من كونك نظفت أسنانك بعد كل وجبة! إنها فكرة رائعة، ليس فقط من أجل حماية الأسنان، وإنما أيضاً من أجل المحافظة على رشاقتك. ففعل تنظيف الأسنان يرسل إشارة إلى الدماغ بأن وقت الطعام قد انتهى! وبشكل غير إرادي، تبتعد عنك فكرة العودة مجدداً إلى المطبخ والقيام بجولة استطلاعية حول الأنواع التي لم تتناولينها بعد، لتتذوقيها بين الوجبات. 6- خبئي سكاكرك إن الطريقة الأفضل لعدم التفكير بالحلوى ورقائق البطاطا، العدو الأول لحميتك الغذائية، هو إبعادها عن مجال بصرك. لذا فكري بترتيب علب البسكويت في خزانة المطبخ وبالتحديد خلف المعلبات، التي غالباً ما تكون غير محفزة للشهية، من نوع الفاصولياء البيضاء أو الخضراء مثلاً. وهناك حيلة أخرى فعالة أيضاً، وهي اللجوء إلى إقفال باب المطبخ قبل ساعتين من الخلود للنوم، مما يجعلك مع الوقت تكتسبين عادة غذائية سليمة وهي عدم الإكثار من السناك المتكرر خلال المساء. 7- استخدمي أواني أصغر إنها فكرة جيدة للتقليل من كمية الوجبة. استخدمي صحوناً زجاجية أصغر، مما يوحي لك بأن حجم الحصص في طبقك كبيرة. والنتيجة، أنك سوف تحدثين نفسك بأنك أكلت بشكل كاف في ذلك المساء، وسوف تقل نزعتك نحو التهام باقي الأطباق. 8- لا تتسوقي وأنت جائعة لكي تضمني عدم عودتك محملة بأنواع البسكويت واللحوم المقددة والأطعمة الدسمة عند عودتك من السوبرماركت، حاولي ألا تذهبي للتسوق وأنت جائعة، أي قبل ساعة من تناول وجبة العشاء. لأن شعورك بالشبع سوف يقلل من ميلك للأطباق الجاهزة مسبقاً التي غالبا ما تكون عالية السعرات الحرارية، وسوف تكونين أقرب لاختيار الأطعمة الصحية والخضروات الطازجة. 9- لا تفوتي أياً من الوجبات الرئيسية قد تمرين أمام المرآة الساعة الرابعة عصراً، لتلاحظي أنك اكتسبت بعض الكيلو غرامات الزائدة في الفترة الماضية. ويكون الحل سريعاً: سوف أبدأ بالتوقف عن العشاء منذ اليوم! وهذا خطأ كبير، لأن تفويت الوجبة المسائية لفترة من الوقت، لن يمكنك من تحقيق هدفك بإنقاص الوزن، وإنما قد يؤدي بك إلى اكتساب بعضه مجدداً. لأنك في اليوم التالي سوف تشعرين بعدم توازن وجوع مضاعف، مما يجعلك تندفعين إلى الطعام دون وعي. ونصيحتنا أن تتناولي الطعام القليل مساءً، فهذا أفضل بكثير من تفويت الطعام أو الوجبة بشكل كلي. البيان الاماراتية