دار الخليج تخرج في كلية الفنون الجميلة في دمشق كمصور فوتوغرافي، ونظراً لشغفه الكبير بقالب الصورة المتحركة في السينما سافر إلى فرنسا ودرس 7 سنوات في المدرسة الوطنية العليا لصناعة الصوت والصورة في باريس، هو المخرج السوري ميار الرومي الذي شارك بفيلمه الروائي الطويل الأول "مشوار" في مهرجان دبي السينمائي . كيف تصف مشاركتك بمهرجان دبي السينمائي؟ هذه ليست المرة الأولى لمشاركتي، وفيلم "مشوار" الروائي الطويل هو ثمرة تعاون ودعم برنامج "إنجاز" التابع لمهرجان دبي، حيث حضرت في عام 2007 في محاولة لتمويل وصناعة الفيلم سينمائياً وها أنا الآن أحضر المهرجان في دورته التاسعة بهذا الفيلم الذي أتوقع له تميزاً ومكانة في ظل المستوى الفكري والفني والإنساني الذي يتميز به المهرجان وهذه الروح هي التي قربتني إلى المهرجان عاماً بعد عام . كونك مصوراً فوتوغرافياً وصانع الفيلم هل ميزت شكل الصورة السينمائية؟ "مشوار" تميز بصورته العميقة والبسيطة في آن واحد، فلم أكن في حاجة إلى استخدام تقنيات حديثة في تحضير العمل وتصويره، وبالنسبة لي كل عمل يحتاج إلى لغة خاصة وأساسيات معينة يقوم عليها بناء العمل السينمائي، إضافة إلى أنني تعمدت خلق صدامية فنية بين بطلي الفيلم، حيث يمتلك عمار حاج أحمد أدواته التمثيلية لأنه درس التمثيل أما الكسندرا قهوجي فهي موهبة صاعدة تميزت من دون دراسة أكاديمية، ولا خبرة لها في هذا المجال لكن أداءها وملامح وجهها أضافا بعداً فنياً وعمقاً أثرى الفيلم وهذا ما كنت أبحث عنه . ما أكثر عنصر سينمائي ركزت عليه في الفيلم؟ نشأتي في دمشق لها أثر كبير في نظرتي السينمائية، فدمشق عاصمة حيوية تشكل الحياة المتحركة فيها دلالات خاصة تميز هذا المكان الممتزج بالتطور والتاريخ والثقافة الإنسانية، وهذا ما جعلني أركز على مفهوم الحركة في الفيلم الذي عكس الحراك الفكري لدى شخصيات، فأنا في بحث مستمر عن الإنسانية وأركز على هذا الملمح المهم في جميع أفلامي الوثائقية والروائية الطويل والمتوسطة والقصيرة . وهل واجهت صعوبات في التصوير داخل القطار؟ لم تكن صعوبة بقدر كونها التزاماً بضبط آلية وإدارة تصوير الفيلم، حيث يدور أغلب الأحداث في رحلة القطار بين البطلين، وهذا ما جعلني أحجز القطار لمدة 15 يوماً في دمشق، وتثبيت الكاميرا كان أمراً عادياً داخل القطار ولا يختلف عن تثبيتها داخل السيارة، ولا توجد تقنية تلغي حالة الاهتزاز وبالنسبة لي أجد هذه الحالة هي رمز جميل وإضافة فنية للمشهد تضفي عليه طابعاً جمالياً خاصاً . فضاءات الدروب والأمكنة هل أضافت عنصراً حالماً إلى قصة الغرام بين البطلين؟ رحلة القطار هي من دمشق إلى تركيا ولذلك تم التصوير في كل من البلدين، وعناصر الفيلم كلها أتت مكملة بعضها بعضاً، فعلاقة الغرام لم تكن لأجل عرض لحظات الحب والود بين البطلين فحسب إنما تم التركيز على أبعاد هذه الحكاية بدءاً من طريقة التعارف بينهما وتفاصيل اللقاء وخصوصية المكان الذي انتقل بهما من تاكسي المدينة إلى قطار يعبر خارج الحدود السورية، في مجتمع يعاني عصفاً سياسياً شديداً، وانتهاكاً للإنسانية مريراً . برأيك ما أسباب تفوق الدراما السورية على السينما؟ الموضوع تجاري بحت وليس قضية تفوق الدراما على السينما السورية، ولا يجوز المقارنة بينهما، ومادية تفكير المنتج هي ما يدفعه إلى صنع الدراما وخلق نجوم فيها، ومن ناحية أخرى للأسف النظام الحاكم في سوريا انتهج سياسة القمع الفني الذي أخرس صوت السينما السورية وعزل المشاهد عن السينما وفق خطة تكتيكية تضمن له عدم تمرد السينمائيين الشباب على سياستهم مستقبلاً . هل تحرص على متابعة السينما الفرنسية بما أنك مقيم في باريس؟ بلا شك إقامتي في باريس أثرت في ثقافتي السينمائية وجعلتني في حالة بحث مستمر عن الفكر السينمائي الجديد، وأعتبرها مكاناً شبه مثالي لنمو السينما واستفادة السينمائيين من الحراك المتوالي في الإنتاج السينمائي المزدهر الذي لا يتوقف فكل أسبوع تطرح دور السينما من 10 إلى 15 فيلماً سينمائياً تجعلني أمام مدارس فنية غنية الاتجاهات فيها خفة في العرض وعمق في الطرح وبساطة في الأداء، وأنا متابع جيد لها . كيف كانت انطباعات الجمهور أثناء العرض الأول للفيلم؟ هي انطباعات جميلة وتناقشت مع البعض حول رؤاهم وقراءاتهم الفردية، لكنني أترك للصحافي والناقد السينمائي نقد الفيلم خاصة أنه أول فيلم روائي طويل لي .