نال المعرض المفتوح التي نظمه مركز دبي لفن الخط العربي للزوار والمهتمين مؤخراً، بندوة الثقافة والعلوم بالممزر، شهرة واسعة، واستحسان العديد من أفراد الجمهور الذي حرص على الحضور، والاستمتاع بالتحف الخطية المعروضة، والتي تؤكد مكانة هذا الخط العريق الذي يتميز بالأشكال الانسيابية، والرسومات الهندسية المعقدة. وأثبت الخط العربي الذي شارك فيه العديد من الخطاطين من جميع أنحاء العالم أنه ليس مجرد كتابة يدوية، وأداة للتسجيل والاتصال، بل هو فن أصيل له تاريخ عريق، وتعاقب على مراحله المختلفة العديد من الخطاطين الأساتذة الكبار الذين رسخوا له تقاليد ثابتة تدرس على مدى سنوات، ولم يقتصر فن الخط العربي فقط على القصور والمساجد فحسب، بل امتد ليصبح الشكل الزخرفي الذي أخذ مكان الرسوم والصور على الملابس والسجاد والمخطوطات الأدبية، فلذلك أطلق عليه الفيلسوف إقليدس بأنه «الفن الروحي» يتدفق من أقلام الخطاطين العرب والمسلمين منذ ثلاثة عشر قرناً بلا انقطاع. حقاً أن الأبجدية العربية مكونة من 28 حرفاً مشتقة أساساً من 17 شكلاً أساسياً، لكن «ويلش» يقول عنها: عند كتابة الأحرف العربية من دون نقط ولا علامات ترقيم، فإنها تبدو مسطحة وغير جذابة، ولكن بعد إضافة النقاط وعلامات الترقيم، فإن الحياة تعود للأحرف كحديقة في الربيع. تسعة خطوط لقد حققت الكتابة العربية على مر القرون مستوى رفيعاً من التقدم، حيث أصبحت الخطوط تتنوع كثيراً بين الخطوط المقوسة، مثل النسخ، والثلث، والأخرى ذات الزوايا، مثل الكوفي، إلا أن الخطاط والباحث السوري أحمد عبد الباري: يؤكد أن «أنواع الخطوط الرئيسة التي اعتمدها الخطاطون الكبار حتى أوصلوها إلى درجة الكمال تسعة خطوط هي: الثلث، والنسخ، والكوفي والفارسي، «النستليق»، والرقعة، والديواني، وجلي الديواني، والشكستة، والإجازة. وإذا كانت أنواع الخطوط مجتمعة كأفراد الأسرة يكون على رأسها خط الثلث بمنزلة الجد في الأسرة، ويضيف: الثلث خط متميز عن غيره، لما يتصف به من براعة الشكل، وكثرة تزييناته التي تحيط به، واستخدام أكثر من ثلاثة أقلام: فالقلم الأول للكتابة الرئيسة مع الهيكل، والثاني لتشكيل التزيينات، والثالث لتهذيب حروفه بعد الكتابة حتى نقف على الشكل المطلوب، ويعد هذا النوع من أصعب أنواع الخطوط، أما خط النسخ، فيستخدم غالباً في تدوين القرآن الكريم، ومنه اشتقت المطابع الحرف ليصبح متداولاً لطباعة الكتب والمجلات، وبالنسبة للخط الفارس (النستليق)، وهو فارسي الأصل ويسمى (عروس الخطوط) لبساطته وجماليته. وهناك خط الشكستة، أي «الخط المكسور»، وهو يشابه خطنا الديواني العربي الذي يستخدم في المناسبات الخاصة والخط الديواني الجلي، وهو زخرفي، أما خط الرقعة فأعتبره الخط القومي الذي يستخدم في معظم الدول العربية. خطاطون مشاركون ... المزيد الاتحاد الاماراتية