خالد شفيق أمان الاربعاء 2014-06-04 14:06:05 . اشفقتُ كثيراً على أولئك الذين تداعوا قبل أيام ونفذوا وقفة إحتجاجية ، رفعوا خلالها الشموع ، إحتجاجاً على إنطفاءات الكهرباء بشكل متواصل خلال اليوم في عدن ، وهم بحسب كثير من المواقع والقنوات من منظمات المجتمع المدني ، او هكذا كان يقال . . نعم اشفقتُ عليهم كثيراً ، لأنهم او ربما البعض منهم ممن كان قائماً على هذة الوقفة الاحتجاجية إندفع متوهماً أن الآخرون سيعتبرونه واحداً من رواد الحكمة الذين يحلو للبعض ان يطلق عليهم "العقلاء" والحضاريين ، رفعوا الشموع أمام مكتب حاكم عدن وانطلقوا إلى مبنى مؤسسة الكهرباء ، لم يكن هناك من يهتم لأمرهم ، وما ان عادوا الى منازلهم حتى اُضيفت جرعة جديدة من إنطفاءات الكهرباء في عموم مدن ومناطق عدن ، ناهيك عن بقية المدن في المحافظات الجنوبية التي تكتوي بهذة الجرعة المستمرة منذ العام 2011م . . وللأسف الشديد ، كثيرون ممن شاركوا في هذة الوقفة لم يكونوا على دراية أن ذلك لا يُجدي نفعاً ، لكنهم شاركوا منطلقين من دافع المشاركة الجماعية في التعبير عن سخطهم ، وهؤلاء معذورون ، لكن من هم غير المعذورين ؟ إنهم نفر قليل من القائمين على هذه الوقفة ، نفر قليل عارفين ببواطن الأمور وأن الإحتلال إتخذ من الكهرباء سلاحاً يوجهه الى صدور الجنوبيين في إطار ما يسمى بسياسة "العقاب الجماعي" ، وأنه لا تُجدي مع هذا الإحتلال الوقفات الإحتجاجية ، لأنها تخدمه أكثر من ما تضره أو تحول دون تماديه في ممارسة أساليبه القذرة اللإنسانية ، كونها اي الوقفات الإحتجاجية تُعطي إنطباعاً للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي بأن النظام في اليمن إن كان هناك نظام أصلاً يعطي للمواطن حقه في حرية التعبير ووجود هامش من الحريات وغيرها من المفردات والمصطلحات التي يستغلها هذا الإحتلال البشع في جوانب سياسية تُطيل من أمد بقائه في السلطة ونهب ثروات الجنوب . وكان على القائمين على هذه الوقفة الإحتجاجية "الشمعية" وكل الذين شاركوا فيها وسارعوا في الخروج أن يتذكروا ان ابناء الجنوب في العاصمة عدن خرجوا منذ ان استخدم الإحتلال سلاح الكهرباء كعقاب جماعي في 2011م ، خرجوا في مسيرات غضب وهي مسيرات سلمية وواجهتهم قوات الإحتلال بمصفحاتها ومدرعاتها وسقط شهداء اُطلق عليهم آنذاك ب "شهداء الكهرباء" ، فهل تنفع الشموع ونحن قد دفعنا الثمن باهظاً ، ولازال العقاب ينهال علينا كلما حل الصيف .. . * من صحفة الكاتب بالفيس بوك عدة حرة