عدن فري|رويترز: سيطر متشددون سنة على معظم أنحاء الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية في ساعة مبكرة يوم الثلاثاء واستولوا على قاعدة عسكرية وأطلقوا سراح مئات السجناء في ضربة قوية للحكومة التي يقودها الشيعة. وجاءت سيطرة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وحلفائها بعد قتال شرس استمر أربعة أيام في الموصل ومدن وبلدات أخرى بشمال العراق. وطلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من البرلمان إعلان حالة الطواريء بعد سيطرة المتشددين السنة على معظم مدينة الموصل. ويوجه سقوط الموصل ضربة شديدة لجهود بغداد للتصدي للمتشددين السنة الذين استعادوا أرضا وقوة دفع بالعراق خلال العام الأخير واقتحموا الموصل الأسبوع الماضي. وعبر الحدود مع سوريا سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام المنشقة عن تنظيم القاعدة على أجزاء شرقية قريبة من الحدود العراقية. وانضم متشددون من الجماعة في العراق إلى المعارك الدائرة في سوريا مع مقاتلين أجانب آخرين. وتسعى الجماعة لإقامة دولة إسلامية من خلال ضم الأراضي التي تسيطر عليها في غرب العراق وشرق سوريا. وقال مسؤولون بالجيش والشرطة لرويترز إن المتشددين المسلحين بأسلحة مضادة للطائرات وقذائف صاروخية استولوا على كل نقاط التفتيش تقريبا التابعة للجيش والشرطة في الموصل وحولها. وقال عقيد بالقيادة العسكرية المحلية في الموصل "فقدنا الموصل صباح اليوم. تركت قوات الجيش والشرطة مواقعها وإرهابيو الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطرون على الوضع بالكامل." وأضاف "حدث انهيار تام لقوات الأمن." وقال ضابطان بالجيش إن قوات الأمن تلقت أوامر بمغادرة المدينة بعد أن استولى المتشددون على قاعدة الغزلاني في جنوب الموصل وأخرجوا أكثر من 200 نزيل من سجن شديد الحراسة. وأضافا أن قوات الجيش والشرطة المتقهقرة أشعلت النار في مخازن للوقود والذخيرة لمنع المتشددين من استخدامها. وقال مصدران بالشرطة ومسؤول بالإدارة المحلية إن متشددي الدولة الإسلامية بالعراق والشام اقتحموا سجنا وحرروا أكثر من 1000 سجين معظمهم من الجماعة ومن القاعدة. وتفر آلاف الأسر من الموصل عاصمة محافظة نينوى باتجاه المنطقة الكردية المجاورة للمحافظة. وقالت أمينة إبراهيم أثناء فرارها من المدينة مع أولادها الصغار "الموصل مثل الجحيم.. نار وتشتعل. ضيعت زوجي اللي مات في انفجار قنبلة العام الماضي وما أريد أن يلحقه أبنائي." ووجه محافظ نينوى أثيل النجيفي يوم الإثنين نداء عبر شاشات التلفزيون إلى أهالي الموصل بقتال المتشددين. وقد تمكن هو نفسه بصعوبة من مغادرة مبنى المحافظة بالموصل بعد أن حاصره المتشددون في ساعة متأخرة الليلة الماضية. وقال ضباط بالجيش إن معنويات القوات العراقية منخفضة وتفتقر للقوة القتالية التي لدى مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال ضابط "نحن لا نستطيع أن نهزمهم. لا نستطيع. إنهم مدربون جيدا لخوض قتال الشوارع ونحن لسنا مثلهم. نحتاج إلى جيش كامل لطردهم خارج الموصل." وأضاف "إنهم مثل الأشباح يظهرون فجأة ويوجهون الضربات ثم يختفون خلال ثوان." عدن فري