قال الدكتور حسام طعمة اختصاصي الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل إن المعالجة الناجحة لأمراض الرقبة تتطلب تقييماً دقيقاً للوضع المسبب، والذي يشمل حيزاً واسعاً من الاضطرابات الميكانيكية والكيميائية الحيوية، إذ يحتاج الأطباء لبلورة طريقة تشخيصهم وعلاجهم بحيث تدمج فهم الفيزيولوجيا المرضية لأذية العمود الرقبي والأعراض الخفية، إضافة إلى التعرف على محاسن ومساوئ آلاف وسائل التشخيص والبدائل العلاجية لها. مشيراً إلى أن أول خطوة في هذه العملية هي أخذ القصة المرضية كاملة، للتمييز بين الألم المحوري الرقبي وألم الطرف العلوي، إذ يحدث الأول في كل أو جزء من الشريط الممتد بين أسفل الرأس وحتى الجزء العلوي من المنطقة ما بين لوحي الكتفين. ويكون موضعاً على الخط المتوسط أو تماماً إلى جانبه، ويشعر المريض أنه ينشأ من العنق، أما الألم الجذري الرقبي يشمل الزنار الكتفي حتى نهايات الأطراف، ويتظاهر على شكل ألم في الطرف العلوي. سهولة الالتباس وأضاف طعمة ان المساواة بين أعراض المرضين تتسبب في وصف علاج غير فعال، ويحدث مثل هذا الالتباس بسهولة لأن كلا النوعين ينتجان عن أذية في العمود الرقبي، والحقيقة أن النوعين يختلفان في آلية الحدوث والفيزيولوجيا المرضية وطريقة العلاج والتأهيل، لافتاً إلى أن الدراسات أكدت أن الآم الرقبة والطرف العلوي سوية وانتشارها يتراوح ما بين 9-18%. ويستطيع كل شخص من بين ثلاثة أشخاص تذكر تعرضه لألم رقبي على الأقل مرة في حياته، ويتحول ألم الرقبة الرضي إلى ألم مزمن عند 40% من المرضى؛ ويزداد حدوثه في أماكن العمل وتتراوح نسبته بين 35-71 % بين العمال الصناعيين وحتى بين موظفي العمل المكتبي. وأشار إلى أن ثلث الأشخاص المصابين بحوادث السيارات يعانون من ألم رقبي خلال 24 ساعة وتكون هذه المعاناة أكثر شيوعاً عند النساء خصوصاً في الأعمار ما بين 30 50 سنة، حيث تؤدي الحوادث إلى حدوث حركة في العمود الرقبي بشكل مفاجئ وعنيف، ولا يتعرض الرأس والعنق لرض مباشر أثناء الحادث. ولكن ينقذفان كاستجابة للجسم الخامل تجاه قوة مطبقة عليه، وذلك لأن السيطرة العضلية لا تستطيع الاستجابة للحفاظ على ثباتية العمود الرقبي بسرعة كافية كوقاية من القوى المؤذية المؤثرة عبر وحدات العمود الرقبي الوظيفية. ولفت إلى أنه يمكن تشخيص المرض من خلال الفحص السريري ومعرفة آلية حدوث الأذية، وزمن حدوثها والأعراض المصاحبة لها، والتي تبرز في أغلب الأحيان في هيئة صداع حاد أو تعب في صلابة العنق، ويمكن علاج هذا المرض من خلال العناية الأولية والسيطرة على الألم والالتهاب. وتناول المضادات والمرخيات العضلية، واستخدام العلاج الفيزيائي كالمساج الخفيف الذي يهدئ نقص الالتصاقات ويرخي العضلات، وكذلك زيادة الحرارة السطحية والعميقة بواسطة الأمواج الصوتية، والتنبيه الكهربائي واستخدام الطوق الرقبى الطري. البيان الاماراتية