توقعت مصادر سياسية أن تتكثف المشاورات بين الفرقاء في لبنان في ضوء استمرار شغور منصب رئاسة الجمهورية، وسط تبادل الاتهامات بين فريقي «14 مارس» و«8 مارس» بتعطيل التوصل إلى شخصية توافقية لاستيفاء هذا الاستحقاق. ورجح مصدر سياسي مطلع أن يتوجه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بعد غد الثلاثاء إلى باريس للقاء رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري. وكانت مصادر مطلعة كشفت أن الحوار بين تياري «المستقبل» و«الوطني الحر» سيستأنف علناً قريباً، لكنها رأت أن إحياء الحوار لا يعني أن المستقبل سيضم صوته إلى رصيد عون الذي يلمح إلى ترشحه لمنصب الرئاسة رابطاً ذلك بحصوله على ضوء أخضر من كل الفرقاء. وكان الحريري استقبل مؤخراً في مقر إقامته في الدار البيضاء في المغرب وزير الصحة وائل أبو فاعور، موفداً من النائب وليد جنبلاط الذي جرى اتصال هاتفي معه خلال اللقاء، وتم الاتفاق على لقاء بين الحريري وجنبلاط في موعد يحدد لاحقاً.وقال مصدر قريب من جنبلاط إن الأخير أعلن مراراً أنه لن يصوّت لعون ولا لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بسبب حالة الاستقطاب الحادة التي يمثلها ترشيحهما. واعتبر المصدر نفسه أن ثمة فرصة غير مسبوقة متوافرة للبنانيين لإيجاد قواسم مشتركة للاتفاق على انتخاب رئيس جديد. من جهة أخرى، رأى عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر أن من يتابع الوضع في العراق لا يستغرب ما يحصل فيه من أحداث، مبيناً أن الكلام الذي يطلق على أن ما يحصل هو من فعل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فقط، «أمر غير صحيح تماماً». وعما ورد على لسان أعضاء «حزب الله في مجلس الوزراء عن خطورة الوضع في المنطقة ولبنان، رأى الضاهر، في حديث إلى قناة «ام تي في» أن كلام الحزب الشيعي يخالف الواقع، وهو يملك مقاتلين في سوريا يقاتلون إلى جانب نظام الأسد وهم بالآلاف، مشيراً إلى سقوط 9 قتلى من الحزب في منطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية أمس الأول. وطالب الضاهر «حزب الله» بأن يسحب مقاتليه من سوريا وأن يعترف بحق الشعب السوري، وإلا سيتحمل «عواقب كثيرة». (بيروت- وكالات) الاتحاد الاماراتية