غدا بدء العام الدراسي الجديد    خبير أثار يكشف عرض 4 قطع أثرية يمنية للبيع بمزاد عالمي    الوزير البكري يزور مسجد عمر بن الخطاب في عدن ويستنكر اقتحامه واعتقال إمامه    روسيا.. استخراج كهرمان بداخله صرصور عمره حوالي 40 مليون سنة    الأوقاف: اقتحام المساجد أمر مستنكر يسيء إلى هيبة الدولة ويزرع الفوضى ويفتح أبواب الفتنة    الحثالات في الخارج رواتبهم بالدولار ولا يعنيهم انهيار سعر الريال اليمني    أحزان الكعبة المشرفة.. هدم وحرائق من قبل أمراء مسلمين    خبير دولي يحذر: العد التنازلي للمؤامرة الكبرى على مصر بدأ    مورفي يكذب مزاعم ترامب تدمير البرنامج النووي الإيراني    مانشستر سيتي ينتظر الهلال السعودي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية    الفزعة الإماراتية.. نخوّة وشجاعة في كل موقف    الهلال السعودي إلى ثمن نهائي كأس العالم    نادي النصر يجديد عقد الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو    في مساحة الاختلاف.. يبقى الوطن أولاً..    لماذا لن يقمع الانتقالي مظاهرات الجنوب الحقيقية؟    وزير الأوقاف يؤكد أن ما حدث لشيخ الكازمي في المسجد يعد انتهاكًا صارخًا ومرفوضًا لا يقره دين ولا قانون    امتيازات خيالية وأرقام ضخمة بعقد رونالدو الجديد مع النصر السعودي    عراقجي: لا نقبل حاليا زيارة غروسي لطهران    Fairphone تعود لعالم أندرويد بهاتف منافس    عدن تشتعل بالأسعار بعد تجاوز الدولار حاجز 3 آلاف ريال    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    كأس العالم للاندية: السيتي يكتسح اليوفنتوس بخماسية ليخطف الصدارة    التكتل الوطني يحذر من تفاقم الأوضاع ويدعو الرئاسة والحكومة لتحمل مسؤولياتهما    عدن.. انعقاد الورشة التشاورية لصياغة خطط حماية المرأة ضمن برنامج تعزيز الوصول إلى العدالة للنساء والفتيات    شهادات مروعة.. معتقلون يكشفون تفاصيل تعذيبهم داخل زنازين الحوثي    عن الهجرة العظيمة ومعانيها    إدارة أمن عدن توضح حول اقتحام مسجد في المنصورة وتلمح إلى الاسباب    كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وآخر المستجدات (فيديو)    وفاة واحد من ابرز الجيولوجيين اليمنيين    عبده شرف الشامخ بفكره وعلمه ومبادئه    مبابي يتهم باريس سان جيرمان بالتعامل معه بطريقة "غير أخلاقية"    الارصاد يتوقع استمرار هطول الامطار الرعدية على المرتفعات    الدولار يسجل مستويات متدنية وسط مخاوف أمريكية    شرطة تعز تلقي القبض على متهم بارتكاب جريمة قتل في مديرية مقبنة    استبصار وقراءة في سردية احمد سيف حاشد الجزء الثاني (فضاء لايتسع لطائر)    زينة: «ورد وشوكلاته» يكشف مشاكل الشخصيات    صفقة جديدة تثير الجدل في ليفربول.. ومخاوف من التأثير على دور محمد صلاح    من الماء الدافئ إلى دعامة الركبة.. دراسة: علاجات بسيطة تتفوق على تقنيات متقدمة في تخفيف آلام الركبة    بفاعلية الحقن ودون ألم.. دراسة : الإنسولين المستنشق آمن وفعّال للأطفال المصابين بالسكري    طرق الوقاية من السكتة القلبية المفاجئة    تسجيل هزات أرضية من المياه المجاورة لليمن    من يومياتي في امريكا .. مرافق بدرجة رجل أعمال    كيف نطالب بتحسين الأوضاع    استئناف نقل النفط الخام من عقلة شبوة لكهرباء الرئيس    من يدير حرب الخدمات وتجويع المواطنين في عدن؟    فعالية ثقافية في مديرية السخنة بالحديدة إحياءً لذكرى الهجرة النبوية    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    تحذير أممي من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن    عينيك تستحق الاهتمام .. 4 نصائح للوقاية من إجهاد العين في زمن الشاشات والإضاءة الزرقاء    5 مشكلات صحية يمكن أن تتفاقم بسبب موجة الحر    تجارة الجوازات في سفارة اليمن بماليزيا.. ابتزازًا مُمَنهجًا    الشاعر المفلحي.. رافعات الشيادر روحن فوق جيل الديس    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    كفى لا نريد دموعا نريد حلولا.. يا حكومة اذهبي مع صاروخ    حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين    إب .. تعميم من مكتب التربية بشأن انتقال الطلاب بين المدارس يثير انتقادات واسعة وتساؤلات حول كفاءة من اصدره    الحديدة و سحرة فرعون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريون يحبسون انفاسهم ترقبا لنتائج استفتاء الدستور.. محاولات فاشلة من الرئيس والمرشد لمقابلة المعارضة
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 12 - 2012

المصريون يحبسون انفاسهم ترقبا لنتائج استفتاء الدستور.. محاولات فاشلة من الرئيس والمرشد لمقابلة المعارضة القاهرة - 'القدس العربي' الارتباك هو سيد الموقف في كل الصحف المصرية التي اتخذت كل منها جانب الاطراف التي تدعمها بالتحليل والهجوم وكلها تترقب كما المصريون نتائج الاستفتاء في مرحلته الثانية حول الدستور واغلبها يكشف المأزق لدى الاخوان المسلمين، فما ان يخرجوا من مأزق حتى يقعوا في مشكلة ايضا، قادة الاخوان انفسهم ومنذ مدة يعلنون ان جبهة الانقاذ رفضت كل دعاواهم لها للحوار ويشاء ربك العلي القدير ان يجهز الاخوان انفسهم في نفس اليوم فضيحة من النوع الثقيل، اذ نشرت صحيفة حزبهم- الحرية والعدالة- في صفحتها الثالثة تحقيقا شاملا لزميلتنا سامية خليل جاء فيه بالنص 'رفضت جبهة الانقاذ جميع مبادرات الحوار الوطني منذ انسحاب ما تسمى القوى المدنية من مؤسسة الرئاسة او لجنة الحكماء او المبادرات الحزبية ومؤخرا رفضت مبادرة جماعة الاخوان المسلمين كما رفضت دعوة الجمعية التأسيسية لمناظرة وحوار الجبهة حول الدستور.. وبرغم اجتهاد الرئيس ومؤسسة الرئاسة ونائب الرئيس في تهيئة اجواء ايجابية للحوار واستجابة الرئيس لمطالب الجبهة المسبقة وشروطها.. الا ان الجبهة في كل مرة تزعم ان شروطها لم تتحقق بعد وتصعد شروطا جديدة وتصدر الازمات وتتجه للتصعيد، ومؤخرا دعت جماعة الاخوان المسلمين الجبهة لحوار وطني لانهاء حالة الاستقطاب السياسي ولم الشمل، لكنها رفضته وتتخذ مواقف متشددة وكلما تحقق لها مطلب تفتعل ازمات جديدة وترفع سقف المطالب، وكذلك رفضت القوى المدنية مبادرات حزب الحرية والعدالة للم الشمل التي اعلنها د. محمد سعد الكتاتني عقب رئاسته الحزب ورفضت مبادرات تلتها من حزبي غد الثورة والوسط وغيرها لانهاء حالة الاستقطاب السياسي والخروج من الازمة'.
ولن اعلق وسأترك لكم الحكم عليهم والى بعض مما عندنا:
تمرير مشاريع لرجال
اعمال اجانب دون دراستها
ومع ذلك فأني اهدي حقائق ووقائع منشورة وليس اسرارا عن بيزنس جماعته ولن اعلن او افسر فأحد قادتهم- عضو مجلس شورى الجماعة- وعضو مجلس الشعب المنحل وعضو اللجنة التأسيسية التي وضعت الدستور وهو الدكتور جمال حشمت والذي يكتب مقالا اسبوعيا في 'الاهرام' خصص مقاله يوم الاربعاء الموافق الخامس من الشهر الحالي للضغط على المسؤولين لتمرير مشروع لاحد رجال الاعمال من الامارات، وقال بالنص 'تقدم مستثمر اماراتي يحب مصر بجد بمشروع رائد وعظيم عن طريق فريقه المصري هذا ملخصه، بناء مساكن منخفضة التكلفة اعتمادا على الخلطات الاسمنتية.
مزارع لنبات الجوجويا لانتاج الطاقة الحيوية ومصنع ميثانول قائم على الصرف الصحي والقمامة ويتم السيطرة على سعر الاسمنت من خلال الاكتفاء الذاتي للطاقة والتي تشكل خمسة وستون في المائة من التكلفة الانتاجية وقد تم تقديمه لمجلس الوزراء عن طريق محافظة البحيرة مع ملخص واف لكل جزئية في المشروع الذي لن يمتلك ارضا بل هي ارض ملك الدولة المصرية، فقط الافكار والتنفيذ والقرض 'نحو ثلاثة مليارات' الذي سيسدد بعد سنوات من فائض الارباح بنسب لا تتجاوز ثلاثة في المائة لكن ماذا حدث ياسيادة رئيس الوزراء؟ بدلا من تشكيل لجنة من عدة وزراء معيينين لتوفير الوضع القانوني والارض المطلوبة والاشراف الواجب ثم لقاء مع منسق المشروع ومدير مكتب وزير الاستثمار وحث فيه الآتي: تم عرض المشروع وانه نموذج للمدينه الاقتصادية المتفرد، وعدم الاعتماد على الدولة في الكهرباء والصرف الصحي والبنية التحتية وقد تم السؤال عن المالك للمشروع والارض، المصانع، محطة توليد الكهرباء، فأصر أن المشروع بهذه الصورة هو قرض ومن اختصاص وزير التعاون الدولي لأن الدولة ملزمة في هذه الحالة برد قيمة الاستثمار وكأننا نعرض على سعادته منحة فأخبرته صراحة بأنه يهمنا ان تكون الدولة طرفا وشريكا في هذا الاستثمار نظرا لما يتعرض له كبار المستثمرين من معوقات وابتزاز خاصة ان المشروع هو في المقام الاول مشروع قومي بالدرجة الاولى).
هذا نص ما كتبه واعترف به القيادي الاخواني البارز ونود ان ننبه ان البحيرة هي محافظته ولم يكشف لنا عن اسم المستثمر الاماراتي.. فربما نكتشف مثلا انه ضاحي خلفان قائد شرطة دبي.. وحتى نعرف انواع الانشطة التي يعمل بها في بلاده وعن اسماء فريقه المصري وهل هو منهم ام لأ؟ وهل اعضاء الفريق شركاء في المشروع؟ وهل جاء المستثمر الاماراتي الذي يحب مصر هي امه الثانية بخمسة مليارات مثلا وطلب عليهم قرضا من الحكومة ثلاثة مليارات؟ رغم أن حشمت لم يحدد نوع عملة المليارات الثلاثة المطلوبة قرضا.. هل هي من نوع الدولار ام الجنيه المصري؟ وهل من واجب القيادي الاخواني والفريق المصري الغامض ان يضغط على حكومته لمنح الاماراتي ثلاثة مليارات بينما نتسول القروض من الخارج؟
وفد من رجال الاعمال الاتراك
لن اعلق ولكني اورد نموذجا باعتراف اصحابه، والغريب ياأخي أن ربك شاء ان يكشفهم وفي نفس اليوم بأن نشرت 'الاخبار' في صفحتها الثالثة عشر تحقيقا من الاسكندرية أعده زميلنا أشرف شرف عن قيام نائب محافظ الاسكندرية والقيادي الاخواني الدكتور حسن البرنس بمصاحبة وفد من رجال الاعمال الاتراك الى موقع دفن نفايات في المدينة لاستغلاله في توليد الطاقة وجاء في التحقيق (تم الاتفاق مع الجانب التركي على استخدام تلك الغازات في توليد الكهرباء ورافقه وفد من الخبراء الاتراك في مجال تدوير القمامة، والنائب احمد جاد والدكتور احمد عاشور مسؤول ملف النظافة بحزب الحرية والعدالة ومسؤولو شركة نهضة مصر المسؤولة عن جمع القمامة بالمحافظة).
محاولات المرشد اللقاء
بقيادات المعارضة
ونعتذر للقارىء عن تأخرنا في الإشارة لاستخدام مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع لأغنية لكوكب الشرق المرحوم أم كلثوم، في إغراء قادة جبهة الانقاذ الوطني من زعماء كفار قريش حمدين صباحي ومحمد البرادعي وعمرو موسى لإجراء حوار معهم، والتفاهم والتصالح، وجدد العرض المتحدث الرسمي باسم الجماعة، الدكتور محمود غزلان، وهو ما رفضه قادة الكفار، ودعوة المرشد جاءت في مقال له في 'الحرية والعدالة' يوم الجمعة قبل الماضي وقال فيه: 'يندسون في صفوف بعض المعارضين الشرفاء ويخدعونهم بمعسول الكلام وكثرة الانفاق من المال الحرام ليفرقوا بينهم وبين شركائهم الحقيقيين في مقاومة الظلم والفساد قبل الثورات وحتى إسقاط الظالمين وهذا ليس حباً فيهم ولا رغبة في نهضة أوطانهم، ولكن لإعادة استنساخ وانتاج نظم أسيادهم وأولياء نعمهم عن طريق نظريات 'فرق تسد' و'الغاية تبرر الوسيلة' فتشتت الجهود يصب في صالح أعداء الثورات ويساعدهم لتحقيق مآربهم المشبوهة، وصدق الشاعر حين قال: نحن نجتاز موقفاً تعثر الآراء فيه.. وعثرة الرأي تُرد.
فإذا خلصت النوايا وتوحدت الجهود وتضافرت الطاقات وانتهجنا سبيل العمل الجماعي للصالح العام وسرنا وفق منظومة العقل الجمعي حيث نستفيد من كل العقول والأفكار والأطروحات لانجاز الهدف المحدد نعرض الرأي ولا نفرض الرأي لتغيرت أوطاننا للأفضل ولأنجزنا أهداف ثوراتنا في أقرب وقت كما يحاول البعض اللعب على وتر البعد الديني والطائفي وإقحامه في معترك
الخلاف السياسي وهو ما من شأنه تعقيد الأمور بل خروجها عن السيطرة لذا فيجب على الوطنيين المخلصين البعد عن إقحام مثل تلك الأطروحات الفاسدة التي تسمم الأجواء وتهدد الاستقرار'.
اجتماع الأحزاب على الإخوان اليوم
وكل ما حدث من رد فعل من داخل الجماعة كان صوت بكاء ونحيب صادر يوم الثلاثاء من يسار الصفحة الحادية عشرة من 'الحرية والعدالة'، وكان للإخواني المسكين محمد رحمي، وهو يقول: 'هذا اجتماع الأحزاب على الإخوان اليوم، فلتذهب قلوب الإخوان الى الاستعانة بالله وحده، عندما وقعت أحداث 1946-1947م في مصر من مظاهرات الطلبة والعمال وانتفاضة الشعب كله ضد الانجليز ومعاهدة 'صدقي - بيفن' وما تلا ذلك من أحداث جلس الإمام البنا مع الإخوان في هذه الظروف يستعرض الأحداث معهم فإذا به يقول: 'غريب أيها الإخوان ما يحدث الآن فالقصر يحاربنا والوفد يحاربنا كذلك، وكان المفروض غير ذلك لما يبدو من العداء بين القصر والوفد، الأحزاب كلها مجتمعة على محاربتنا، الشيوعيون - الغربيون الجميع تألب علينا وسكت ثم قال: وهذا فضل الله علينا فقد يصيبنا الضعف البشري فتستعدي إحداها وتستعين بها على الأخرى، ولذلك كان من فضل الله علينا أن بدت البغضاء منهم جميعاً حتى لا نستعين إلا بالله القوي القادر، وسقط المحاربون في سبيل أهوائهم قد حاق بهم سيىء مكرهم وأعان الله تعالى الإخوان وأعلاهم بقرارهم إليه وحده'.
تحالف البنا
مع صدقي باشا والملك فاروق
وقد تأثرت جدا ببكاء رحمي وبكيت معه، وقلت له، يا أخ الإسلام وزميلي في الجماعة، مرشدنا العام المرحوم حسن البنا تحالف مع اسماعيل صدقي باشا، جزار الشعب المصري وأكثر الشخصيات السياسية كراهية، لدى المصريين وقتها، واستخدمه صدقي والملك فاروق لمحاربة حزب الوفد وكسر شعبية زعيمه خالد الذكر مصطفى النحاس باشا، وعندما وقع على مشروع معاهدة الجلاء مع وزير الخارجية البريطاني بيفن خرجت المظاهرات ضدها في الشوارع فاتصل حكمدار القاهرة وقتها اللواء سليم زكي بالبنا، وطلب منه ان يطوف معه في سيارة مكشوفة في شوارع القاهرة لتهدئة المتظاهرين اعتقاداً منهم بأن له تأثير عليهم، فاعتدى المتظاهرين على السيارة وكادوا يفتكون بالبنا وسليم زكي.
وقلت للمسكين رحمي، ما دمنا يا زميلي في الجماعة نفر الى الله وحده، فلماذا يريد مرشدنا أن نفر نحو زعماء كفار قريش لطلب مساعدتهم في خيبتنا الثقيلة وهم واتباعهم يهتفون، يسقط، يسقط حكم المرشد لدرجة أنه صار كأغنية، شعبية، فرد، ولو، السمع والطاعة أولا وأخيرا، ولهذا لم أجد فائدة بأن أطلب منه قراءة ما كتبه في الأهالي لسان حال حزب التجمع صديقنا والمؤرخ الكبير الدكتور محمود إسماعيل وقوله: 'يخطىء الكثيرون من نقاد الجماعة حين ينسبون الى سيد قطب كل سلبيات أفكار الجماعة ومن ثم يبرئون الإمام الشهيد من مغبتها إذا الثابت أن معظم قسام وملامح 'الشخصانية الإخوانية'، إن جاز التعبير - رسمها المؤسس - صحيح انه لم يخلف مؤلفات ضافية في هذا الصدد، باستثناء 'مذكرات الدعوة والداعية' وعلينا أن نعترف بأن المرحوم حسن البنا لا يمتلك ما يمكن تسميته فكراً إسلاميا له نصاته وتميزه بحيث يضاف الى مفكري السلفية.
كما أن ثقافته لا تتعدى الأوليات العامة في التراث الإسلامي خصوصا ما يتعلق بالبعد الأخلاقي شأنه في ذلك شأن 'الوعاظ' التقليديين لكنه - والحق يقال - كان مربياً فاضلاً لجيل من المصريين في زمن انحدرت إبانه الأخلاق من جراء مفاسد الاحتلال البريطاني وفئة 'أغنياء الحرب' المتعاملين معه كما كان شخصية 'كارزمية' ورعة وجذابة تأخذ بألباب سامعيه.
أما عن مواقفه السياسية، ولا أقول فكره السياسي - فكانت مؤسفة إذ هادن 'القصر' فامتدح الملك فؤاد وأسهم في الدعوة الى خلافة ابنه فاروق كأمير المؤمنين كما حارب حزب 'الوفد' صاحب الجماهيرية الطاغية وقيل انه تآمر على اغتيال زعيمه 'النحاس باشا' وانحاز الى أحزاب الأقلية، أداة القصر وسلطة الاحتلال ولا نغتفر له معاضدته 'صدقي باشا' جلاد المصريين'.
أزمة الرئاسة والإخوان
مع المحكمة الدستورية
وإلى التطورات التي أحاطت وتحيط بأزمة الرئاسة والإخوان مع المحكمة الدستورية واستمرارهم في محاصرة مبناها، بتعليمات من الجماعة وهو ما أكدته جريدة 'الأخبار' القومية يوم الثلاثاء في تحقيق لها بالصفحة السادسة أعده زميلانا هاني قطب ومحمد استبان جاء فيه: 'التقت الأخبار ببعض المعتصمين أمام الدستورية منهم أحمد رشاد والذي قال، اننا مستمرون في اعتصامنا حتى الانتهاء من الاستفتاء على الدستور نهائيا وخروجه للنور وأن ما نشر عن قيامنا بمنع المستشارين من الدخول لمقر المحكمة، لممارسة عملهم، كذباً وافتراء، ونحن لسنا هنا لمنع أحد من القيام بعمله بل موجودون من أجل التعبير عن رأينا فقط، وإذا جاء المستشارون سوف يدخلون بدون أي اعتراض منا، إلا في حالة إذا عقدت الجلسة وأصدروا حكماً بحل مجلس الشورى سوف نمنعهم من الخروج من المحكمة'.
اتهام مستشار الرئيس المحكمة بالتآمر
أما بالنسبة للمشكلة التي خلقها مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية عصام الحداد في تعليق له للإعلام الخارجي اتهم فيه المحكمة بالتآمر، والرد العنيف للمحكمة الذي ألمحت فيه الى ان بيانه تنطبق عليه مواد في قانون العقوبات الجنائية، فانه سرعان ما تراجع وحاول تبرير موقفه في بيان قال فيه مكتبه - نقلا عن أهرام الأربعاء - وأعدته زميلتنا أماني ماجد: 'أولاً: انه ليس صحيحاً على الإطلاق أن البيان موجه لوسائل الإعلام الأجنبية إذ أن مخاطبة الإعلام الدولي له آلياته الإعلامية والصحفية المعروفة التي يتم اللجوء إليها عند الحاجة وفي هذا الصدد فإننا نوضح ان البيان محل الحديث منشور على صفحة مكتب مساعد الرئيس للتواصل الاجتماعي وغرضها التواصل بشكل اكثر اتساعا لعرض طبيعة المشهد السياسي العام في الدولة والأجواء المحيطة بهذا المشهد.
ثانياً: وفيما يتعلق بما تناوله بيان المحكمة الدستورية الموقرة من أن بيان مكتب مساعد الرئيس يكيل اتهامات لها دون إقامة دليل فهو أمر عار تماماً من الصحة ومن يطلع على البيان الصادر على صفحة التواصل الاجتماعي بشكل متأن وموضوعي لا يجد فيه فيما يتعلق بالمحكمة الموقرة، سوى إشارة لها في موضعين اثنين فقط أولهما متعلق بواقعة فعلية هي الحكم لحل مجلس الشعب وقبول السيد الرئيس ومجلس الشعب بحكم القضاء، وهو ما يدلل على العقيدة الراسخة للمؤسسات المصرية باحترام سيادة القانون وثانيهما: متعلق بما تردد منسوباً الى دوائر بشأن أحكام متوقعة لحل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور وقد حرص بيان مكتب مساعد الرئيس في هذا الشأن على الإشارة بشكل واضح وغير قابل للتأويل في أن ما يتردد منسوب لدوائر وليس لقضاة المحكمة أنفسهم، ومن هذا المنطلق، فإننا نوضح أن مكتب مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية حريص بالأساس على توضيح السياسة الخارجية العامة وتفسير المشهد السياسي الداخلي وانعكاساته الخارجية ويكن كل احترام وتقدير لمؤسسات الدولة بما فيها مؤسسات السلطة القضائية وذلك في إطار إيمان الإدارة المصرية باستقلال القضاء ومبدأ الفصل بين السلطات ودولة القانون'.
والبيان كما هو واضح مرتبك ومتناقض، ويتراجع فيه الحداد بطريقة غير لائقة، وكان يكفي أن يعبر عن اعتذاره لخطأ وقع فيه، فلماذا يهاجم المحكمة وهو يعرض الموقف السياسي العام لمن هم في الخارج، ويوجه اليها الاتهامات ويبرر ذلك بأنه أشار الى ما تردد منسوبا الى دوائر أحكام متوقعة، فهل هذه تصرفات مسؤول رئاسي على هذا المستوى يبنيها على ما تردد، منسوبا الى، وهو ما يجب على أي صحافي مبتدىء ان يتجنبه، أو هو ما يقوم به أي صحفي لفبركة أخبار، كأن يقول - علمت، صرح مسؤول، يتردد أن، وكيف يمكن ان يؤتمن على علاقات مصر الخارجية وهو على هذا المستوى؟
محاولات من الاخوان لإحكام
سيطرتهم على مصادر التمويل
أما الملفت هنا هو أن 'الأهرام' قالت انه مسؤول ايضا عن التعاون الدولي، وهو المنصب الذي كانت تتولاه الدكتورة فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي، والمختصة بالمنح والمساعدات التي تحصل عليها مصر من الخارج وتوجيهها الى المشروعات التي تقوم بها الهيئات الحكومية والأفراد، وهي مبالغ ضخمة تحصل عليها من أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والصين، ومنظمات للأمم المتحدة والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والهدف واضح هو إحكام سيطرة الإخوان على هذه المصادر لخلق طبقة من رجال اعمال الإخوان، وإذا أضفنا منصبه هذا الى قيام الرئيس بتعيين رجل الأعمال حسن مالك مساعده لشؤون الاتصال مع رجال الأعمال، وتشكيل مالك جماعة ابدأ، وتعيين رجل أعمال إخواني هو حسين القزاز في منصب مستشار اقتصادي، أدركنا الهدف الذي يسعى إليه الإخوان من السيطرة على الاقتصاد.
مصالحة بين نائب الرئيس
ونائب رئيس المحكمة الدستورية
المهم انه وقع يوم الأربعاء حادث ملفت آخر اللقاء الذي تم في القصر الجمهوري بين نائب الرئيس المستشار محمود مكي، ونائب رئيس المحكمة الدستورية المستشار حاتم بجاتو، وحضور عصام الحداد اللقاء، مما أثار تساؤلات عما يحدث، ولكن بجاتو أوضح ما حدث بقوله للصحف يوم الخميس: 'انه توجه إلى قصر الاتحادية لإجراء مقابلة شخصية مع نائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكي الأمر شخصي لكونه تربطه علاقة صداقة قوية بمكي منذ ثلاثين سنة، وفي اثناء اللقاء حضر الحداد وجلس معه بجاتو قليلا، وتحدثا عن أزمة المحكمة الدستورية وما سببه الخطاب الذي أرسله الحداد الى وسائل الإعلام الأجنبية، وأن اللقاء تم بمحض الصدفة وانه لم يكن مفوضا من المحكمة الدستورية ولا متحدثا باسمها، وبالطبع تطرق الحديث مع الحداد الى الأزمة وما سببه بيانه الذي أرسله الى وسائل الإعلام الأجنبية وما به من مساس بالمحكمة الدستورية العليا، وأن الحداد أكد له احترامه للمحكمة الدستورية وقضاتها وشرح له البيان، مفسراً انه لم يكن يقصد الإساءة الى الدستورية'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.