تصاعد إرهاب «البراميل المتفجرة» التي يستخدمها الطيران المروحي التابع للنظام السوري في الغارات اليومية، حيث سقط أمس 31 قتيلا بينهم أطفال في قصف استهدف كلاً من حي السكري وحي الأشرفية في حلب. كما سقط 34 قتيلا آخرين بالقصف برا وجوا وفق لجان التنسيق المحلية بينهم 14 في إدلب، و10 في حمص، و6 في درعا و4 في دمشق وريفها. في وقت تضاربت المعلومات بين نظام دمشق والمرصد السوري لحقوق الإنسان حول الإفراج عن 10 آلاف معتقل بموجب العفو الصادر عن الرئيس بشار الأسد. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «إن 25 قتيلا على الأقل قضوا جراء قصف الطيران حي السكري (جنوبالمدينة)، بينهم طفلان وامرأة على الأقل، لكن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة». وأوضح «أن طائرة مروحية استهدفت الحي ببرميل متفجر أول أوقع عددا من القتلى والإصابات. ولدى تجمع الأهالي، ألقي برميل آخر، ما تسبب بذعر وحركة هروب، وارتفاع عدد القتلى والجرحى». وأظهرت صور مرعبة وزعها المرصد مدنيين يحملون جثثا مدماة بعضها لأطفال. وكانت طائرات مروحية ألقت في وقت سابق براميل متفجرة على منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية، شمال المدنية، ما تسبب في مقتل ستة أشخاص على الأقل. والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات صغيرة أو عبوات غاز فارغة تملأ بمتفجرات وبقطع حديدية، وتقوم بإلقائها طائرات مروحية. وبالتالي، هي غير مزودة بأي نظام توجيه يتيح تحديد أهدافها بدقة. وأفاد المرصد عن قصف بالبراميل المتفجرة أيضا على مناطق عدة في ريف دمشق وعلى بلدات في محافظة درعا (جنوب)، وقال «إن نحو 7 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها لقوا مصرعهم جراء تفجير حاجز المداجن بأطراف قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي بسيارة مفخخة من قبل جبهة النصرة». وذكر المرصد أن اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في قرية العدنانية الواقعة في منطقة جبال الحص بالريف الجنوبي الشرقي الى الجنوب من معامل الدفاع في حلب ما أدى لجرح ومقتل 23 عنصرا على الأقل من عناصر الدفاع الوطني وقوات النظام ومقتل سبعة مقاتلين من قوات المعارضة. وأعلنت شبكة شام الإخبارية عن مقتل شخصين وإصابة عدد بجروح من سكان مدينة الحولة جراء استهدافهم بصاروخ (كونكورس) سقط على آلية لنقل الطحين والمواد الغذائية في بلدة كيسين بحمص. وفي درعا، قالت الشبكة إن مقاتلي كتائب المعارضة قاموا بتفجير مبنى تتمركز فيه قوات النظام على أطراف بلدة بصرى الشام وسط أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام. وأعلنت عن مقتل عائلة بكامل أفرادها جراء قصف قوات النظام لمدينة زملكا. وارتفع إلى 13 بينهم 8 أطفال تحولت أجسادهم إلى أشلاء، عدد الضحايا الذين قتلوا جراء سقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة مساء امس الأول على مناطق في حي كرم الرحال بمدينة جسر الشغور في إدلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام. إلى ذلك، وبعد أسبوع من صدور مرسوم العفو العام عن الرئيس بشار الأسد، يبقى عدد المعتقلين الذين افرج عنهم محدودا جدا وسط تضارب في الأعداد بحسب المصادر، بعد أن كان متوقعا أن يشمل عشرات الآلاف، خصوصا من الناشطين المعارضين. وبلغ عدد المفرج عنهم بموجب قرار العفو حوالى 1200 بحسب الإعلام الرسمي، في حين تحدثت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات عن إخراج عشرة آلاف سجين، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد المفرج عنهم تجاوز 2700، من المعتقلين السياسيين وفي قضايا جنائية، ويتوزعون في كل المناطق السورية. وفي إحصاء للأرقام التي بثتها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» منذ الأربعاء الماضي، بعد يومين على صدور العفو، وحتى الأحد، يتبين أن العدد بلغ 1199 شخصا في كل المحافظات السورية. ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصادر قضائية أن عدد الذين أطلق سراحهم من السجون السورية وصل إلى ما يقارب عشرة آلاف موقوف، وأن عدد الموقوفين المطلق سراحهم من محكمة الإرهاب وصل إلى 4500. ولم تؤكد أي جهة أخرى هذا الرقم، في حين نفى ناشطون علمهم بالإفراج عن هذه الأعداد، مشيرين إلى أن الشخصيات البارزة من المعارضة والناشطين الموقوفين في الفروع الأمنية وفي السجون، لا يزالون معتقلين، باستثناء الطبيب جلال نوفل الذي أوقف في يناير 2014 لنشاطه المعارض. ونقلت «الوطن» عن رئيس النيابة العامة لدى محكمة الإرهاب عمار بلال أن عملية إطلاق سراح الموقوفين قد تستمر طوال الشهر الحالي. وتوقعت أن يصل عدد المفرج عنهم من السجون خلال الأسابيع المقبلة إلى ثلاثين ألفا، مشيرة إلى أن عدد السجناء في سوريا يصل إلى ما يقارب 150 ألف سجين. وقال مدير المرصد «إن الأجهزة الأمنية السورية أوقفت منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف مارس 2011 والتي تحولت إلى نزاع دام، مئة ألف شخص. وأوضح أن هناك 18 ألف شخص من المعتقلين لا يعرف مكان وجودهم. ويعيش السجناء في ظروف بالغة السوء. (دمشق، بيروت - وكالات) الاتحاد الاماراتية