عدد المشاركين:0 معارك عنيفة للسيطرة على قضاء تلعفر الاستراتيجي.. واجتماع لوزراء الخارجية العرب غداً التاريخ:: 17 يونيو 2014 المصدر: عواصم وكالات أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، أنه منفتح إزاء احتمال تعاون واشنطن مع طهران حول العراق، وحذر من أن توجيه ضربات بطائرات من دون طيار قد يكون أحد الخيارات لوقف تقدم الجهاديين، في حين اندلعت معارك عنيفة بين مجموعات مسلحة والقوات الحكومية للسيطرة على قضاء تلعفر الاستراتيجي شمال العراق، فيما يجتمع وزراء الخارجية العرب، غداً، لمناقشة «الأوضاع الخطرة» في هذا البلد. وقال كيري رداً على سؤال من «ياهو نيوز» حول احتمال تعاون الولاياتالمتحدة عسكرياً مع إيران في العراق «لا أستبعد أي شيء يكون بناء»، وأضاف أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يدرس «كل خيار مطروح بشكل معمق» بما يشمل استخدام الطائرات من دون طيار، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة التي انسحبت عسكرياً من العراق في نهاية 2011 «متمسكة جداً بوحدة» أراضي البلاد. وإيرانوالولاياتالمتحدة حليفتان لنظام رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، لكن لا توجد بينهما علاقات دبلوماسية منذ 34 سنة. وكان مسؤول أميركي أعلن في وقت سابق، أمس، في فيينا أن طهرانوواشنطن قد تجريان محادثات حول العراق على هامش المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية. في هذا الوقت، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن محادثات مباشرة ستجري قريباً بين الولاياتالمتحدةوإيران للاتفاق على كيفية التعاون بينهما، لدعم العراق في مواجهة الهجوم الذي تتعرض له البلاد. وكانت إيران أعربت عن استعدادها لتوفير مساعدة عسكرية من أجل التصدي لهجوم الجهاديين في العراق، من دون أن تستبعد التعاون مع الولاياتالمتحدة، لكنها في الوقت الراهن ترفض التدخل في المعارك. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، وصول السفينة الأميركية «يو إس إس ميسا فيردي» التي تنقل 550 عنصراً من المارينز وطائرات مروحية، إلى الخليج للتمكن من إرسال تعزيزات في حال إخلاء السفارة الأميركية في بغداد. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الأميرال جون كيربي، في بيان، أن «وزير الدفاع، تشاك هاغل، أمر سفينة النقل البرمائي، ميسا فيردي، بدخول الخليج، واجتازت السفينة مضيق هرمز». والسفينة، المجهزة بجسر لهبوط المروحيات، مزودة بعدد من مروحيات «إم.في - 22 اوسبري» وطائرات عمودية قادرة على الإقلاع مثل مروحية والتقدم بسرعة طائرة. ويشارك عناصر المارينز ال550، إذا اقتضت الضرورة، في عمليات إخلاء السفارة الأميركية في بغداد إذا ما ازداد الوضع تأزماً، كما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية. وانضمت السفينة في الخليج إلى حاملة الطائرات «جورج اتش.دبليو.بوش» وعلى متنها أكثر من 70 طائرة ومروحية. وتواكب حاملة الطائرات نفسها المدمرةُ «تروكستون» والطراد «فيليبينز سي»، المزودان بالعشرات من صواريخ توماهوك. وأعلنت واشنطن، أول من أمس، إرسال 50 عنصراً من المارينز الإضافيين لحماية سفارتها في العراق، ونقل بعض موظفيها إلى مواقع دبلوماسية أميركية أخرى أقل تعرضاً للخطر جراء تقدم الجهاديين. على الصعيد الميداني، تدور اشتباكات، منذ مساء أول من أمس، بين المسلحين الذي ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الجهادي المتطرف وتنظيمات أخرى من جهة، والقوات العراقية من جهة ثانية، في قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) وسط نزوح آلاف العائلات. وقال قائمقام تلعفر، أكبر أقضية العراق والقريب من الحدود مع سورية وتركيا، عبدالعال عباس، ل«فرانس برس»، أمس، إن «هناك 200 ألف نازح، والاشتباكات مستمرة داخل تلعفر. لدينا شهداء وجرحى وفوضى ونزوح». من جهته، ذكر مصدر مسؤول رفيع المستوى في محافظة نينوى حيث يقع القضاء، التي خرجت معظم مناطقها عن سيطرة الدولة منذ أسبوع، أن المسلحين تمكنوا بعد هجوم شنوه في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية من السيطرة، أمس، على بعض أحياء القضاء. وأضاف أن «قضاء تلعفر يشهد حالياً سيطرة المسلحين على أبنية حكومية، ما عدا الأحياء الشمالية التي لاتزال تشهد اشتباكات». بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، ل«فرانس برس»، إن «الجيش صد هجوماً على المدينة، وأرسلنا تعزيزات إلى المدينة، وكبدنا العدو خسائر جسيمة، ولم يستطيعوا السيطرة على شبر واحد منها». وكانت القوات الحكومية نجحت، صباح السبت الماضي، في صد هجوم أولي للمسلحين على القضاء، قبل أن يتمكن هؤلاء من دخوله مع شنهم الهجوم الثاني الذي بدأ قبيل منتصف الليلة قبل الماضية. وعلى الرغم من أن المسلحين يسيطرون منذ أسبوع على مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) مركز محافظة نينوى، وعلى معظم مناطق هذه المحافظة التي تملك حدوداً تمتد لنحو 300 كلم مع سورية، إلا انهم لم يبدأوا مهاجمة تلعفر سوى أول من أمس. ويقع تلعفر، وهو أكبر أقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية، في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سورية وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 ألف نسمة معظمهم من التركمان الشيعة. وفي محافظة الأنبار، غرب العراق، قال ضابط في الجيش إن المسلحين الذي باتوا يسيطرون أيضاً على مناطق واسعة من محافظة صلاح الدين، خصوصاً مركزها مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) هاجموا، أمس، نواحي الرمانة والكرابلة والعبيدي الواقعة على الحدود العراقية السورية. وأوضح أن «المسلحين وصلوا على متن رتل يضم سيارات عسكرية عبر الصحراء من مدينة الموصل، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة، وقد قتلنا أربعة من المسلحين في الرمانة و13 مسلحا في الكرابلة وأربعة مسلحين في العبيدي». ويسيطر مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية» وتنظيمات أخرى منذ بداية العام على مدينة الفلوجة الواقعة على بعد 60 كلم فقط غرب بغداد. وفي السياق ذاته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في بيان، أمس، أن وزراء خارجية الدول ال21 (بعد تعليق عضوية سورية منذ نوفمبر 2011) سيجتمعون الأربعاء والخميس «لبحث تطورات الأوضاع الخطرة في العراق، والخطوات المطلوب اتخاذها للتعامل مع الوضع الخطير هناك»، وقال إن الجامعة «تعبر عن قلقها البالغ من تصاعد العمليات الإرهابية ضد العراقيين واستهداف عدد من المدن العراقية». عدد المشاركين:0 الامارات اليوم