أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس، عن إرسال سفينة حربية أخرى إلى الخليج على خلفية التطورات الأخيرة في العراق، واستمرت الحياة كالمعتاد في بغداد أمس على الرغم من القلق بشأن تقدم المسلحين المتشددين صوب العاصمة العراقية، وقتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة في الفلوجة، ولقي 23 مقالاً من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في بعقوبة، ليصل عدد قتلى التنظيم إلى 56 خلال 24 ساعة حسب مصادر وزارة الداخلية. تحرك أميركي وأوضحت «البنتاغون» أن إرسال السفينة «يو إس إس ميسا فيردي» سيتيح للرئيس باراك أوباما المزيد من المرونة في التعامل مع الوضع في العراق. وهذه السفينة مصممة للقيام بعمليات برمائية، وتحمل في الوقت الراهن وفقا لبيانات عسكرية طائرة عمودية قد تساعد في عمليات إجلاء المزيد من الأميركيين. وقالت (البنتاغون) إن سفينة النقل البرمائية دخلت الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية لدعم أي تحرك أميركي محتمل. وتنضم السفينة إلى حاملة الطائرات جورج إتش. دبليو. بوش التي أمرت الوزارة السبت بأن تتحرك إلى الخليج بالإضافة إلى طراد الصواريخ الموجهة فيليباين سي والمدمرة تروكستون التي تحمل صواريخ موجهة. وقالت وزارة الدفاع في بيان «السفينة ميسا فيردي قادرة على القيام بمجموعة من عمليات رد الفعل السريع والاستجابة للأزمات. وتحمل السفينة قطعة ملحقة لطائرات ام في-22 اوسبري». قلق بغدادي وسيطر مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» على مدينة يغلب التركمان على سكانها في شمال غرب العراق أول من أمس بعد قتال شرس معززين قبضتهم على شمال البلاد بعد هجومهم المباغت. فبعد اجتياحهم بلدات في وادي دجلة شمالي بغداد أوقف مقاتلو «داعش» فيما يبدو تقدمهم نحو العاصمة متجهين بدلاً من ذلك لإحكام قبضتهم على الشمال. لكن بعض سكان بغداد قالوا إنهم على استعداد للدفاع عن أنفسهم إذا توجه المقاتلون جنوباً. وقال عراقي من سكان بغداد يدعى صاحب أبو عبد الله ان أناساً كثيرين قلقون بشأن ما قد يحدث. وأضاف أن «الناس يخزنون الطعام وقلقون من احتمال قطع الطرق كما يخافون على أطفالهم ويشعرون بقلق وبالتالي يشترون ما يلزمهم مع أنه لن يحدث شيء». لكن آخر يدعى هشام الحمداني قال ان الحياة في بغداد تسير كالمعتاد. وكذبت السلطات العراقية تقارير إخبارية تحدثت عن تعرض مطار بغداد لهجوم. وقالت وزارة الداخلية إن بعض القنوات تناولت خبراً عارياً عن الصحة وهو أن مطار بغداد الدولي يتعرض لهجمات من إرهابيين وأن هنالك قصفاً وهناك توقفاً لحركة الطائرات في المطار، موضحاً أن المطار آمن والحركة طبيعية. ونظم سكان حي الفضيلية في بغداد استعراضاً في الشوارع تعبيراً عن تأييدهم للحكومة واستعدادهم للانضمام للقتال. غارات جوية وأظهرت لقطات مصورة نشرتها وزارة الدفاع العراقية أمس غارات جوية استهدف بها سلاح الجو أماكن يُعتقد أن فيها مسلحين من «داعش». وقال المتحدث باسم «قوات مكافحة الإرهاب» في العراق سعد معن إن قوات الأمن قتلت العشرات من متشددي التنظيم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف «تمكنت القوى الأمنية بقيادة عمليات بغداد وفي الأربع والعشرين ساعة الماضية من قتل 56 إرهابياً وإصابة 21 آخرين». وتدور اشتباكات بين مجموعات من المسلحين من جهة والقوات العراقية من جهة ثانية في قضاء تلعفر الاستراتيجي الشمالي وسط نزوح آلاف العائلات، كما افاد أمس مسؤولان، بينما تؤكد السلطات ان القضاء لم يخرج عن سيطرتها. وقال عبد العال عباس قائممقام تلعفر (380 كلم شمال بغداد) أكبر اقضية العراق والقريب من الحدود مع سوريا وتركيا «هناك 200 الف نازح والاشتباكات مستمرة داخل تلعفر». وأضاف «لدينا شهداء وجرحى وفوضى ونزوح»، داعياً «الاممالمتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي الى ان ينقذونا من هذا الوضع». حالة سيطرة وذكر مصدر مسؤول في محافظة نينوى حيث يقع القضاء والتي خرجت معظم مناطقها عن سيطرة الدولة منذ أسبوع أن المسلحين تمكنوا بعد هجوم شنوه في ساعة متأخرة من الليل من السيطرة أمس على بعض أحياء القضاء. وأضاف أن «قضاء تلعفر يشهد حالياً سيطرة المسلحين على أبنية حكومية (...) ما عدا الأحياء الشمالية التي لا تزال تشهد اشتباكات». وقال شاهد عيان في تلعفر في اتصال عبر الهاتف مع وكالة فرانس برس «هناك اشتباكات مستمرة (...) والمسلحون يسيطرون على أحياء بينما تشهد أحياء أخرى اشتباكات متواصلة». من جهته قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان «الجيش صد هجوماً على المدينة، وأرسلنا تعزيزات الى المدينة وقد كبدنا العدو خسائر جسيمة، ولم يستطيعوا السيطرة على شبر واحد منها». قصف استباقي وقال سكان في تلعفر إن الشرطة وقوات الجيش قصفوا بالصواريخ أحياء في المدينة قبل دخول قوات «داعش» والسيطرة على المدينة في نهاية الأمر. وقال عضو في اللجنة الأمنية التابعة للمالكي إن القوات الحكومية هاجمت مواقع «داعش» على أطراف المدينة بطائرات هليكوبتر. وقال مسؤول محلي قبل اجتياح المدينة «الوضع في تلعفر مفجع. هناك قتال جنوني ومعظم العائلات محاصرة داخل المنازل لا تستطيع مغادرة المدينة.. إذا استمر القتال قد يؤدي إلى قتل جماعي بين المدنيين». وفي محافظة الأنبار غرب العراق، قال ضابط في الجيش إن مسلحين هاجموا أمس نواحي «الرمانة والكرابلة والعبيدي الواقعة على الحدود العراقية السورية». وأوضح أن «المسلحين وصلوا على متن رتل يضم سيارات عسكرية عبر الصحراء من مدينة الموصل، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة (...) وقد قتلنا اربعة من المسلحين في الرمانة و13 مسلحا في الكرابلة واربعة مسلحين في العبيدي». قتلى من »داعش« وذكرت مصادر من قيادة عمليات دجلة العسكرية أن 23 عنصراً من أعضاء «داعش» قتلوا في عمليات متفرقة في مدينة بعقوبة (57 كلم شمال شرق بغداد). وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن «قوة أمنية تابعة لقيادة عمليات دجلة استهدفت خلايا لتنظيم داعش الإرهابي في قرى الطبج في النواحي الجنوبية لناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة، ما أسفر عن مقتل 12 من عناصر التنظيم الإرهابي وتدمير ثماني عجلات كانت بحوزتهم». وأضافت أن قوة تابعة لقيادة عمليات دجلة تساندها قوات خاصة عراقية قتلت 11 من عناصر داعش ودمرت ثلاث عجلات كانوا يستخدمونها في عملياتهم في القرى الشرقية لناحية العظيم شمالي بعقوبة. قتل عائلة وقتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة بينهم طفلان جراء قصف أصاب منزلاً في شمال مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي تخضع لسيطرة مسلحين منذ بداية العام الحالي، بحسب ما أفاد مصدر طبي. وقال الطبيب احمد شامي رئيس الأطباء في مستشفى الفلوجة «قتل سبعة اشخاص من عائلة واحدة جراء سقوط قذيفة هاون اصابت فجر اليوم (الاثنين) منزلا في حي الجولان في شمال الفلوجة». وأشار إلى أن الضحايا هم الأب والأم وطفلان (أقل من 10 سنوات) وثلاث فتيات. البيان الاماراتية