قرر مجلس الأمن والسلم الإفريقي، مساء أمس، وبالإجماع، عودة مصر إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، وذلك في أول انتصار للرئيس المصري المُنتخب عبد الفتاح السيسي، على صعيد العلاقات المصرية الخارجية، بما يفتح الباب على مصراعيه أمام عودة الدور المصري إلى القارة السمراء، وعودة اهتمام القاهرة بالعمق الإفريقي بشكل عام، بما يُمهد الطريق كذلك لحل واحدة من أقوى الأزمات التي تواجه الدبلوماسية المصرية، وهي أزمة سد النهضة الإثيوبي. وخلال الاجتماع الذي عقد أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مستوى المندوبين الدائمين، قررت الدول ال15 الأعضاء في المجلس عودة مصر إلى مكانها الطبيعي داخل الاتحاد الإفريقي. جهود دبلوماسية وعقب الاجتماع وصدور قرار المجلس، صرح، سفير مصر لدى إثيوبيا والاتحاد الإفريقي السفير محمد إدريس، بأن «الفترة الماضية شهدت جهوداً دبلوماسية مكثفة تكللت بالنجاح، فآلت الأمور إلى نصابها الصحيح، وعادت مصر إلى حيث يجب أن تكون في قلب إفريقيا، وعادت إفريقيا إلى مصر». وأوضحت مصادر أن الاجتماع الذي عقد، رغم أنه على مستوى السفراء، إلا أنه يملك الآلية لاتخاذ قرار بعودة أنشطة مصر. عودة متوقعة وأكد مراقبون، أن عودة مصر للاتحاد كانت متوقعة، وذلك على ضوء الترحيب السابق لدول مجلس الأمن والسلم الإفريقي جميعها بعودة مصر، فضلًا عن دعوة الدولة المضيفة (غينيا الاستوائية) للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى حضور القمة الإفريقية. وتتيح موافقة المجلس على عودة مصر إلى الاتحاد الإفريقي، لمصر، حق المشاركة في اجتماعات القمة الإفريقية المقبلة، والمقررة في غينيا الاستوائية يوم 26 يونيو الجاري. وفد إلى أديس أبابا وذكرت تقارير إعلامية مصرية نقلاً عن مصادر مصرية أنه نتيجة للقرار الإفريقي فإن وفد مصر سيتوجه إلى أديس أبابا لحضور الاجتماعات التحضيرية على مستوى كبار المسؤولين يومي 20-21 يونيو الجاري. وأضافت، أن وزير الخارجية الجديد سامح شكري سيتوجه في وقت لاحق لتمثيل مصر في اجتماعات وزراء الخارجية الأفارقة التي ستعقد يوم 23 يونيو الجاري. وتابعت، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيشارك في القمة الإفريقية، التي تعقد يومي 26 - 27 يونيو الجاري، على رأس وفد رفيع المستوى، وسيجري لقاءات موسعة على هامش القمة مع الزعماء والقادة الأفارقة، كما سيلقي بيانًا مفصلًا يستعرض خلاله الأوضاع في مصر والقارة والعلاقات المصرية الإفريقية، وحرص مصر على تنميتها في جميع المجالات. من جهته، شدد الدبلوماسي البارز عبدالرؤوف الريدي، على أهمية عودة العلاقات المصرية الإفريقية، لافتًا في السياق ذاته إلى أن عودة مصر تسهم في تدارك الخلافات البينية مع دول القارة، وأبرزها أزمة سد النهضة الإثيوبي. دعوة رسمية أشارت مصادر مصرية إلى أن القرار الإفريقي سيترتب عليه توجيه دعوة رسمية من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية لمصر إلى المشاركة في القمة الأميركية الإفريقية التي ستعقد في واشنطن في أغسطس المقبل، وهى القمة التي كانت أميركا رفضت في وقت سابق دعوة مصر لها بسبب تعليق أنشطتها بالاتحاد الإفريقي، موضحاً أن سفير مصر في أديس أبابا حضر بالفعل الاجتماع التحضيري الأول للقمة، بناء على دعوة من السفير الأميركي في إثيوبيا، وتم خلاله بحث القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة. البيان البيان الاماراتية