قال باحثون من معهد ماساشوسيتس التقني، ومدرسة هارفرد الطبية، إنهم تمكنوا من تطوير نسيج دماغي ثلاثي الأبعاد بتقنية أثمرت عن بناء نسيجي يحاكي تركيبة الخلايا الموجودة في الدماغ البشري الحي . وعمد الباحثون في اختبارهم، إلى زرع خليط من خلايا دماغ الجرذان، في صفائح من الجل المائي . وفي تقنية مشابهة للطريقة التي تصنع فيها الدوائر المتكاملة لأشباه الموصلات، غطّى الباحثون صفائح الجل المائي برقائق بلاستيكية شفافة تحتوي على فجوات تسمح بدخول الضوء بدرجات مختلفة، ما يتيح للباحثين التحكم بمقدار الجل الذي يتعرض للضوء، وبالتالي، التحكم بالحجم الثلاثي الأبعاد لبناء النسيج المتعدد الطبقات . وأوضح الباحث في معهد ماساشوسيتس، إيد بويدن، إن احتواء هذه الأنسجة على مجموعة متنوعة من الخلايا الدماغية يتيح استخدامها في دراسة الطريقة التي تشكّل فيها الخلايا العصبية وصلات تسمح لها بالتواصل فيما بينها، كما يتيح توقع طريقة استجابة المرضى لأنواع مختلفة من العقاقير . من جانب آخر أظهرت دراسة قام بها باحثون من جامعة سنغافورة الوطنية أهمية دور جزيئات كبريتيد الهيدروجين في حماية النسيج الدماغي من تأثيرات بعض الالتهابات التي قد تحدث فيه . ويوضح فريق البحث الذي ضم مختصين من مدرسة علم الأدوية التابعة للجامعة بأن -الخلايا الدبقية الصغيرة- في الدماغ، وهي خلايا مناعية، تعمل على التهام الخلايا الميتة والتالفة لإزالتها كما قد تنتج تلك الخلايا غاز أكسيد النيتريك، حيث يسهم الأخير في زيادة تأثر النسيج المصاب . وطبقاً لما جاء في تقرير نشر حول الدراسة في دورية - علم كيمياء الأعصاب- فقد قدمت النتائج -ولأول مرة- دلائل تشير إلى دور جزيئات كبريتيد الهيدروجين في تثبيط اثنين من المواد التي تتسبب بحدوث التهاب في النسيج الدماغي وهما غاز أول أكسيد النيتريك وعامل ضمور الأورام ألفا TNF-a . وأفادت الدراسة أن- كبريتيد الهيدروجين- يقوم بالتخفيف من التأثيرات الاحتقانية -للخلايا الدبقية الصغيرة- من خلال الإسهام في خفض تصنيع أنزيم nitric oxide synthase من قبل تلك الخلايا، وهو الأنزيم الذي ينتج غاز أكسيد النيتريك في النسيج الدماغي . وبحسب ما أشار القائمون على الدراسة فقد كشفت بحوث سابقة عن دور جزيئات كبريتيد الهيدروجين في التفاعلات التي تسبق حدوث الالتهابات في بعض الحالات؛ مثل التهاب البنكرياس، والصدمة الناجمة عن النزف الشديد، إلا أن الدراسة الأخيرة أظهرت أن هذه الجزيئات قد توفر حماية للنسيج الدماغي من الالتهابات التي قد تحدث فيه، عوضاً عن المساهمة في زيادة تأثيراتها . وعلق الدكتور -بيان جن- سونج- المختص من الجامعة وعضو فريق البحث على نتائج هذه الدراسة بقوله ان هذه النتائج تشير بقوة إلى أن جزيئات كبريتيد الهيدروجين قد تعمل في الدماغ كعامل مكيف، فهي تسهل مرور الإشارات العصبية بين العصبونات والخلايا الدبقية الصغيرة، ما قد يبشر بإيجاد علاجات محتملة لالتهابات النسيج العصبي.