حوار: رفيف الخليل لكل مجتهد نصيب، فمن التميز تلتقط التفاصيل رغم المصاعب المهنية، لتحصد التفوق والريادة لها ولبلدها، إعلامية هادئة، واثقة، هي الإماراتية، ميثاء إبراهيم، مخرج أول في قناة "سما دبي" ومقدمة برنامج "معمار" . حاصلة على بكالوريوس تكنولوجيا الاتصال، وتمتلك مواهب إعلامية وخبرات مهنية مكنتها من ممارسة العمل الميداني في الإخراج والتقديم معاً . في هذا الحوار تقربنا أكثر لشخصيتها الإعلامية خلف وأمام الكواليس، التي تتضح بالتأني والحذر لخطواتها المهنية المدروسة، مشيرة إلى تجربتها الجديدة في التقديم واختيار أفكار مبتكرة، متجددة، تجذب المشاهدين بشكل يتناسب وطموحاتها الكبيرة، مع إضافات أخرى تطرقت لها في هذه السطور . * "معمار" أول تجربة لك كمقدمة برامج، بعد تخصص دام سنوات في الإخراج التلفزيوني، كيف تصفين عملك من الكواليس إلى الأضواء؟ - تأنيت كثيراً قبل خوض هذه التجربة، واخترت بداية قوية وظهوراً واثقاً ومدروساً، فالبداية كانت منذ أن التحقت بقناة "سما دبي" عندما تدرجت بالعمل من وظيفة "مساعد مخرج" ثم "مخرج" وصولاً إلى "مخرج أول"، منصبي الحالي، وبعد سنوات عمل طويلة تعلمت فيها الكثير وصقلت من خلالها موهبتي في إخراج برامج منوعة، قررت تقديم لون إعلامي جديد إلى جانب الإخراج، لأطل على الجمهور أمام الكاميرا، ويتعرف إليّ وهو أمر ممتع وشاق في الوقت ذاته، لكنه يضيف لي تفرداً مهنياً قل وجوده . * وهل وجدت مطلبك في هذه النوعية من البرامج؟ - يعد أول برنامج مختص بعالم الديكور يعرض على قناة "سما دبي"، من حيث الفكرة لأنها جديدة، وهو ليس امتداداً لبرنامج معين، فهو بعيد عن الطابع التقليدي، ووملوء بالتغيير والموضة المتجددة التي تهم شريحة كبيرة من مشاهدي القناة، حول فنون الديكورات الداخلية وجماليات التصميم والأناقة، بحيث نقدم في كل حلقة موضوعاً جديداً بأسلوب حيوي ومختلف يرتقي لما ينتظره الجمهور منا . * وفي أي مرتبة تضعين نفسك؟ - لا يمكن أن أقيم نفسي، لكنني راضية عن ردود فعل المحيطين بي وتعليقات المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنذ ظهوري الأول في البرنامج شعرت بقربي من المشاهدين، وشعروا بأنني متمرسة في مجال التقديم وأملك خبرة كافية، وثقة عالية، والأهم الطموح العالي والرغبة في التميز، وهذه الانطباعات الإيجابية أعتز بها، مع تخوفي من الظهور المفاجئ على الجمهور لكن ولله الحمد وصلت لما لم أتوقعه . * ما المنتظر من كونك مقدمة برامج هل هي الشهرة أم ماذا؟ - لم أختر الشاشة لمجرد الظهور أو الشهرة، ولا أرضى أن أكون مجرد وجه جميل يزين الشاشة، إنما أسعى إلى تعزيز مكانة المذيعة الإماراتية الناجحة فعلياً، وهذه الفرصة حملتني مسؤولية التطوير والصعود إلى أعلى المراتب الإعلامية التي نستحقها . * ما التحديات التي تواجهك؟ - حالياً أخرج وأقدم برنامج "معمار" وهذا هو التحدي الصعب فلكل مجال متطلباته وشخصيته المهنية، وهي المرة الأولى حسب علمي التي تحدث في القناة، أن يقدم أحد برنامجاً ويخرجه في آن واحد، لكن ما يخفف المهمة أنه مسجل، ولعل ما لم يخطر ببال المشاهدين أن أساس البرنامج قائم على شخصين أنا كمقدمة ومخرجة وزميلتي مريم علي كمنتج ومعد، إضافة إلى مساعد مخرج حمد العوضي، وهذا ما يجعلنا تحت ضغط كبير وعمل متواصل حتى في الإجازات الرسمية لاستكمال تسجيل الحلقات . * أمام هذه الضغوط لا بد من دعم متواصل، من يساندك؟ - الدعم المعنوي هو محرك جوهري للنجاح، وأعتبر نفسي محظوظة، حيث حظيت بدعم ومساندة عائلتي وكذلك دعم إدارة قناة "سما دبي" في تشجيع وتحفيز الموظفين بشتى الوسائل والطرق للوصول إلى أفضل النتائج، كما لا بد لي من شكر زميلتي مريم علي على ما قدمته لي من مساندة ونصح مبني على المحبة والاحترام . * ألا تفكرين في مغادرة القناة أمام عروض أخرى؟ - العروض متوفرة، لكن علاقتي بقناة "سما دبي" حكاية حب لا تنتهي، فمنذ التحاقي بها عام 2006 وأنا أعمل بكل طاقتي وأعتبرها بيتي الأول فيها أقضي ساعات عمل طويلة من دون كلل أو ملل وفي قلبي ولاء وانتماء لا يوصف لهذا المكان، الذي أعطاني الفرصة والثقة وأعطيته جهداً لا ينضب . * لكل إعلامي شخصية تميزه و معايير يعتمد عليها، ماذا عنك؟ - "الطموح والاجتهاد" هما عنوان حياتي فلا أرضى بالقليل وألاحق التفوق والمراتب العالية من دون توقف، وبدأ تميزي في الإخراج خلال سنوات الدراسة الجامعية، حيث كنت أنفذ أفلاماً تسجيلية قصيرة، حققت المراكز الأولى على مستوى الإمارات في فعاليات طلابية عدة، إضافة إلى عرضها في مهرجانات عربية ودولية، ما ولّد داخلي حباً عميقاً تجاه العمل وإيماني بقدراتي التي تختصر أي مشقة وأي عثرات . * كيف تواكبين تغيرات الإعلام في الساحة؟ - عن طريق تعزيز قدراتي العملية والاستفادة من شتى العلوم والمعارف في ظل ساحة إعلامية تشهد منافسة وتغييرات مستمرة وقفزات سريعة غير بعيدة عما يدور حولنا في الحياة ومشاربها المختلفة . * من يعجبك من بنات جيلك؟ - الإعلامية الإماراتية أثبتت ذاتها المهنية وكثر يعملن بذكاء واجتهاد، والأسماء كثيرة ومنها مريم الشيباني، حيث يعجبني أداؤها في التقديم والمثابرة على العمل بنجاح وتميز . * فيم تطمحين حالياً؟ - تطوير ذاتي في التقديم واكتساب مهارات جديدة، فطموحي بلا حدود ويتخطى كل الحواجز، وكل خطوة تقدم تقودني إلى خطوة أخرى وآفاق جديدة في سماء الإعلام . وأكثر ما يشغل بالي في مسيرتي أن أكون قدوة لغيري من بنات جيلي، في ترسيخ هوية فتاة الإمارات الملتزمة بقيمها وزيها وعاداتها في زمن التغيرات المستمرة والانفتاح السريع . الخليج الامارتية