تعرضت جي كي رولينغ، مؤلفة سلسلة كتب «هاري بوتر»، لعاصفة من الانتقادات السياسية الشرسة على مدونتها، أخيراً، من جانب أنصار استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، وذلك بعد تبرعها بمبلغ مليون جنيه إسترليني لحملة الحفاظ على الاتحاد «من الأفضل أن نبقى معاً»، وهذا الهجوم السيبراني ازداد شراسة بعد تشبيه رولينغ للانفصاليين الاسكتلنديين المتشددين بالأشرار من أتباع الشرير «فولدمورت» في رواياتها الشهيرة. وفي تقرير نشرته أخيراً، رأت صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون» الأميركية في الخطوة التي قامت بها رولينغ دعماً مالياً كبيراً لخصوم الانفصال عن إنجلترا، وتأييداً معنوياً كبيراً من أحد أبرز المشاهير في العالم. وفيما تجري عملية التحضير للاستفتاء الذي سيتم في سبتمبر المقبل، على قدم وساق، قالت رولينغ: إن حركة الاستقلال كانت نتاج «مجموعة هامشية من القوميين» الذين يسعون لتشويه سمعة أي شخص لا يؤيد قضيتهم. ورولينغ المولودة على حدود ويلز، والتي تعود أصولها إلى الاسكتلندية والإنجليزية والفرنسية والفلمنكية، تقول إن مثل هؤلاء الأشخاص قد لا يجدونها «اسكتلندية بما فيه الكفاية» ليكون لها رأي في القضية، لأنها ولدت في غرب إنجلترا وترعرعت على الحدود مع ويلز. أتباع فولدمورت وشبهت رولينغ على مدونتها تلك النخبة باتباع «اللورد فولدمورت» في سلسلة رواياتها «هاري بوتر»، مضيفة: «عندما يحاول الناس إثارة الجدل بشأن طهارة سلالتهم، تبدأ الأشياء في التحول قليلاً إلى ما يشبه أتباع فولدمورت الأشرار». لكن رولينغ التي تقيم في «أدنبره» عاصمة اسكتلندا وترى ولاءها لاسكتلندا التي عاشت فيها 21 عاماً، تقول إنه في حال التصويت ب«نعم» على الاستقلال، فإنها ترغب في البقاء في المدينة. ومن المتوقع أن يصوت الاسكتلنديون على الاستفتاء بشأن الاستقلال عن بريطانيا في سبتمبر المقبل، والتصويت محدد بالأشخاص الذين يعيشون في اسكتلندا، وتزيد أعمارهم على 16 عاماً. وعلى الرغم من أن معظم استطلاعات الرأي تظهر أغلبية لصالح رفض الاستقلال، فإن حملة «نعم» بقيادة الزعيم الاسكتلندي ألكس سلاموند كسبت بعض الزخم في الأشهر الأخيرة، حيث تلقت دعماً من شخصيات في مناصب عليا، وأفيد عن استلامها مساهمتين بمبلغ 1.25 مليون إسترليني (2.1 مليون دولار) من كولن وكريس وير، اللذين فازا بمبلغ 161 مليون إسترليني في اليانصيب عام 2011. ولم تحدد رولينغ المبلغ الذي تبرعت به لأنصار حملة «من الأفضل أن نبقى معاً» في مدونتها، لكن الحملة ضد الاستقلال أكدت أن المبلغ هو مليون جنيه إسترليني. موقف المشاهير وخلال الفترة الماضية، قدم عدد من المشاهير تأييدهم لصالح كلا الجانبين. وعندما فاز المغني ديفيد بوي بجائزة أفضل مغن منفرد «سولو» بريطاني في فبراير الماضي، تحدث ضد الاستقلال عن بريطانيا، وفي تصريح قدمته العارضة كيت موس التي تسلمت الجائزة بالنيابة عنه، حضت على دعوة «اسكتلندا ابقي معنا». أما من ضمن المشاهير الذين يدعمون حملة الاستقلال، فهناك الممثل شين كونري الذي وصف الانفصال بفرصة جيدة لا يفترض تفويتها. وتعتبر رولينغ أبرز شخصية تتبرع للحملة، وتبرعها يعتبر تحولاً رئيسياً لصالح المؤيدين للاتحاد. وعاصفة الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها تجاوزت حدود التهذيب في بعض الأحيان. غرد ستيفان سليم قائلاً: «ابق مع إنجلترا، والإعفاء الضريبي يا فائقة الثراء»، وتغريدة أخرى: «يا لها من عاهرة، بعد أن وفرنا لها ملجأ في مدينتنا عندما كانت أماً وحيدة». وكانت رولينغ قد قدمت تبرعات في السابق لمرضى التصلب المتعدد الذي عانت منه والدتها، وقالت إنها قلقة بشأن تأثير التصويت ب«نعم» في الأبحاث الطبية والاقتصاد. ورولينغ التي دعمت حزب العمال البريطاني في الماضي، والتي وصفت نفسها بأنها «لا تشجع» الائتلاف الحاكم، قالت إن التصويت ب«نعم» كطريقة «تسبب مشكلات لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون» تعتبر شكلاً من الوطنية لا تفقه له معنى. البيان الاماراتية