أكّد أكاديميون ودبلوماسيون إسبان أن اعتماد الاسبانية في الدورة التاسعة من "جائزة الشيخ زايد للكتاب" يسهم في دعم دراسات اللغة العربية في الدول المتحدثة بالإسبانية التي ينتشر استخدامها لغةً رئيسيةً في مختلف أنحاء العالم، وتقديم الثقافة العربية إلى مجتمعاتها . وقال بدرو مارتينيث مونافيث، المستعرب والرئيس الأسبق لجامعة الاوتونوما في مدريد، والحائز على "شخصية العام الثقافية" ضمن "جائزة الشيخ زايد للكتاب 2009"، إن قرار الجائزة بضم الإسبانية إلى اللغات المعتمدة في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى"، يلبي حاجات موضوعية في الساحة الثقافية، وتوقع أن يكون لهذا القرار ردود فعل كبيرة، وذلك لأسباب عدة، منها ان الاسبانية من اللغات العالمية الرئيسية، وأكثرها انتشاراً من حيث عدد المتحدثين بها كلغة أم، وأنها لغة ناقلة لثقافة ثرية ومتعددة الأوجه على اختلاف المناطق الجغرافية للمتحدثين بها، فضلاً عن طبيعتها الراهنة لغة أوروبية غربية لا تزال تحمل تأثيرات مباشرة من اللغة العربية . وقال: "تعد الإسبانية لغة معظم شعوب أمريكا اللاتينية التي تستعملها الى جانب لغاتها الاصلية، وهي اللغة الثانية من حيث عدد المتحدثين بها في الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضاً . كما أنها تنتشر وتتطور بشكل مستمر" . وتستقبل "جائزة الشيخ زايد للكتاب" حالياً الأعمال المرشحة المكتوبة باللغة الاسبانية، إلى جانب اليابانية والإنجليزية، في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" حتى الأول من شهر سبتمبر المقبل . ويشمل هذا الفرع المؤلفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم الإنسانية والفنون والآداب بمختلف حقولها ومراحل تطورها عبر التاريخ . وقال ادواردو بوسكيتس، السفير في وزارة الخارجية الاسبانية، ومدير عام "البيت العربي" التابع لها: "يفخر "البيت العربي" بالتعاون مع "جائزة الشيخ زايد للكتاب" التي تحظى بمكانة عالمية مرموقة . كما نعرب عن سعادتنا باختيار الاسبانية في الدورة التاسعة من الجائزة، نظراً لأنها لغة معروفة واسعة الانتشار، وتلعب دوراً مهماً وفعالاً في ثقافة البلاد المتحدثة بها في أمريكا اللاتينية، والتي تعد من أهم الثقافات العالمية المتميزة في عالمنا المعاصر . ونؤكد اعتزازنا الكبير بإتاحة الفرصة أمام المؤلفات الاسبانية المعنية بالثقافة العربية للمنافسة لإحراز الجائزة" . وبيّن سعيد حمدان، مدير "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، ان العربية والاسبانية جمعتهما كثير من الجوانب المشتركة على مدى قرون طويلة، فالثقافة العربية بلغت ذروة تطورها الحضاري على أرض اسبانيا عندما كانت المدن العربية في الاندلس عواصم للعلم والثقافة والفنون والعمارة، وبوتقة انصهرت فيها أجمل ما قدمت الحضارتان العربية والغربية، حيث تقف آثارها الموجودة حتى اليوم شاهدة علي حجم ما قدمته هاتان الثقافتان للإنسانية بأكملها، وقال: "يتماشى هذا الإرث الحضاري مع أهداف "جائزة الشيخ زايد للكتاب" الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي على الخارطة الإقليمية والعالمية بوصفها منارة للتسامح ومنبراً للحوار والتنوير" . الخليج الامارتية