الرئيس هادي يستقبل مؤسس وقيادات الحراك الجنوبي استقبل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ظهر اليوم مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة ومعه عددا كبيرا من قيادات وكوادر وأعضاء الحراك الجنوبي السلمي الذين رحب بهم الأخ الرئيس ترحيبا حاراً. وقال: "نرحب بكم جميعا وكان يفترض أن نلتقي قبل هذا بكثير من الوقت ولكن المشاغل الكثيرة والبرامج المختلفة ربما حالت دون ذلك ولكننا نؤكد لكم اليوم أننا قد استطعنا تجاوز العديد من التحديات والمصاعب وكنا منذ انفجار الأزمة مطلع العام 2011 نعمل مع كل القوى الخيرة الوطنية من أجل تجنيب اليمن ويلات الصراع والاحتراب والتشظي وصولاً إلى الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في 18 مارس من العام الماضي وكانت تلك هي المعجزة التي جمعت كل القوى السياسية اليمنية بكل أطيافها ومشاربها وانتماءاتها اجتماعيا وثقافيا وخلاف ذلك تحت مظلة الحوار الوطني الشامل بدون سقف وبدون حدود". وأضاف: "لقد جرت حوارات مكثفة في أجواء من التآلف والوئام بين المشاركين في مؤتمر الحوار بعد أن كانت المتارس والخلافات والبنادق هي السائدة في الميدان ومضت عجلة الحوار الوطني الشامل تحت راية الوحدة والديمقراطية في سبيل بناء اليمن الجديد على أساس جديد يرتكز على العدالة والحرية والمساواة وبناء الدولة المدنية الحديثة بمقتضى الحكم الرشيد وذلك تنفيذا لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والقرارات الأممية ذات الصلة". وأثنى الأخ رئيس الجمهورية على المخرجات القيمة التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني بتوافق كافة القوى والمكونات السياسية بما في ذلك التوافق على نظام اتحادي يشمل ستة أقاليم لضمان صياغة جديدة لمستقبل اليمن الجديد المأمول من خلال نظام حكم جديد يواكب العصر ويرعى مصالح الشعب ويوسع دائرة المسؤولية ويضمن المشاركة في السلطة والثروة فضلا عن فتح آفاق جديدة عبر حكومات الأقاليم. واكد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي أن هذا النظام حديث في مبناه وتعامله ويتجاوز المركزية التي كان لها اسوأ الآثار في الاستحواذ وعدم الإنصاف والعدالة في توزيع الثروة والسلطة ومشاريع البنية التنموية الخدمية والاقتصادية. وأشاد الأخ الرئيس بالنضالات التي اجترحها الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية منذ عام 2007. وخاطب الحاضرين قائلاً: "لا شك بان الكثير منكم قد تعرض للتوقيف والمحاسبة عند مشاركته في المسيرات والمظاهرات، إلا أن ذلك النضال استمر حتى هبت رياح التغيير لما سمي ب"الربيع العربي" الذي انطلق من تونس ثم جمهورية مصر العربية وليبيا وصولاً إلى اليمن. وقال الأخ رئيس الجمهورية: "إن تراكمات الماضي وسلبياته بالنسبة لليمن شمالاً وجنوباً على حد سواء كانت من ابرز الأسباب لمجاراة ومحاكاة رياح التغيير".. مستعرضاً جملة من المعطيات التي صاحبت انفجار الأزمة والاتصالات التي أجراها بالبيت الأبيض الأمريكي وبخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي كان له سبق التجاوب في مساعدة اليمن في لحظة كان احوج فيها للمساعدة حين انعدمت المشتقات النفطية وانقطعت الكهرباء وجرت عمليات تخريب واسعة للبنى التحتية وغيرها . وثمن الأخ الرئيس عاليا تلك المساعدة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين من المشتقات النفطية حتى تم إجراء الانتخابات الرئاسية ما مكن اليمن من تجاوز أكبر محنة واجهها الشعب اليمني في تاريخه المعاصر.. منوهاً في ذات الوقت بجهود مجلس التعاون الخليجي ودور الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر الذي تم إيفاده لليمن وباشر في رعاية جهود تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وتابع الأخ الرئيس قائلاً: "إن المجتمع الدولي قد تضامن مع اليمن بصورة لم يسبق لها مثيل حيث أجمع كل أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشرة حول دعم الحل السلمي في اليمن وتجنيبه الحرب الأهلية في سابقة لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية". ومضى قائلا " كما وان انعقاد مجلس الأمن الدولي في صنعاء كان بمثابة تأكيد لتضامن المجتمع الدولي مع اليمن وحرصه على تجنيبه ويلات الانقسام والحرب ودعمه لتنفيذ ما تضمنته المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية المزمنة التي جاء في أولى بنودها أن العمل ينطلق على أساس أمن واستقرار ووحدة اليمن". واستطرد الأخ رئيس الجمهورية قائلاً: "وصدر بعد ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2014 وأصبحت اليمن بعد ذلك محط اهتمام العالم من حيث تجربة الحوار الوطني والخروج السلمي وعلى صعيد معالجات آثار الماضي من اجل فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن المشرق". وقال الأخ الرئيس: "لقد تم الاعتذار من الحكومة عن حرب 94 وحروب صعدة والعمل جار من أجل تطبيق ما جاء في البنود 20 + 11 المنبثقة عن الحوار الوطني بما يكفل المعالجة الفعلية للقضية الجنوبية التي حظيت باهتمام محلي وإقليمي ودولي". وأردف قائلاً: "لقد تمت معالجات كثيرة للعديد من المطالب والقضايا من خلال اللجان القضائية والتي شملت إعادة من سرحوا قسرياً ومن تقاعدوا دون بلوغهم أحد الأجلين ومعالجة قضايا الأراضي والعقارات والمنهوبات وهناك قرارات أخرى على هذا الصعيد". وتناول الأخ الرئيس في كلمته طبيعة تقسيمات الأقاليم حيث بادر أبناء المنطقة الشرقية بالتوقيع على الإقليم الشرقي من خلال الوزراء والكوادر والقيادات المشاركة في الحوار .. فيما بادر أبناء إقليم تهامة وإقليم الجند وإقليم سبأ وغيرهم في هذا الاتجاه بغية تشجيع هذه التكوينات المتجانسة اجتماعيا وثقافيا وبصورة تشجع على النمو والتطور. ولفت الأخ الرئيس إلى أن المستشارين والخبراء يتفقون في توقعاتهم بأن اليمن الاتحادي سيشهد خلال العشر السنوات المقبلة بعد تطبيق النظام الاتحادي قفزة كبيرة نحو الأمام. وأوضح الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي أن الثروات الغازية والنفطية وغيرها من الثروات المعدنية موجودة في كل المناطق والجبال والسهول والبحار من صعدة حتى المهرة.. مشدداً أن المهم هو تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن ولا بد من بذل الجهود الحثيثة الوطنية من أجل تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل التي تمثل المخرج الوحيد والمهم من اجل الولوج إلى المستقبل المأمول وبما يكفل عدم ضياع المزيد من الوقت والفرص. وقال: "يكفي ما فاتنا وما ضيعناه منذ قيام الثورة اليمنية 26سبتمبر و14اكتوبر حتى اليوم".. منبهاً بأن مخرجات الحوار لا يمكن أن يؤثر عليها أحد او أي جماعة أو قوة سياسية أخرى وذلك لأن مخرجات الحوار مؤيدة ومباركة ومدعومة من المجتمع المحلي والإقليمي والدولي. وكان الأخ العميد ناصر النوبة مؤسس الحراك الجنوبي وقائده قد ألقى كلمة عبر فيها عن سعادته ومعه قيادات الحراك بلقاء الأخ الرئيس. وقال العميد النوبة: "يا فخامة الرئيس نلتقي هنا معكم وفي ظل قيادتكم وقد جئنا من مختلف شرائح ومكونات الحراك الجنوبي من اجل السلام والوئام والوقوف إلى جانبكم ومع مخرجات الحوار الوطني الشامل". وأضاف: "إننا وبصدق -يا فخامة الأخ الرئيس- نقدر لكم تقديراً عالياً جهودكم الوطنية التي بذلتموها شخصياً من اجل اليمن عموماً والقضية الجنوبية خصوصا". وأردف مؤسس الحراك الجنوبي وقائده قائلاً: "إننا جميعا في الحراك الجنوبي السلمي نؤيد كل خطواتكم يا فخامة الأخ الرئيس وقراراتكم وإجراءاتكم وما ترونه في طريق تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ونؤكد وقوفنا إلى جانبكم في كل الخطوات حتى تحقيق كافة الأهداف المرسومة. كما تحدث عدد من قيادات الحراك.. حيث أكدوا انهم مع القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي واجمعوا على أن المناضل العميد ناصر النوبة هو القائد وهو الذي يمثل الحراك الجنوبي السلمي بمصداقية ووطنية دون أدنى شك. مؤتمر الحوار الوطني اليمن