يبدو أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقف عاجزة عن وقف تقهقر قواتها في العديد من المناطق، حتى وإن تحدث أحد ناطقيها عن انسحابات تكتيكية هنا وهناك. فقد تمكن المسلّحون المناوئون للحكومة من السيطرة على بلدة الرطبة القريبة من الحدود الأردنية في محافظة الأنبار، وهي رابع بلدة في المحافظة تسقط بأيدي المسلحين في اليومين الأخيرين، وسيطر المسلحون أيضاً على معبر طريبيل الحدودي مع الأردن بعد انسحاب القوات الحكومية منه. ونقل تلفزيون «بي بي سي» عن متحدث باسم المسلحين انهم ينوون السيطرة على محافظة الأنبار كلها، وهي كبرى محافظاتالعراق، كما قتل أكثر من 40 شخصاً خلال اشتباكات دارت في عدد من المدن والمناطق العراقية بين الجيش والتنظيمات المسلّحة المناوئة للحكومة. تقهقر مستمر وبعد الاستيلاء على راوة وعانة، يبدو ان هدف المسلحين القادم هو بلدة حديثة، الواقعة أيضاً على الفرات، وسدها الحيوي. وقال مسؤولون عسكريون عراقيون إن بغداد أرسلت على عجل أكثر من الفي جندي الى منطقة السد لحمايته من هجوم المسلّحين المحتمل. وقال شهود ومصادر أمنية إن مسلحين سيطروا على 4 بلدات في محافظة الأنبار غرب العراق. انسحاب «تكتيكي» وأوضح مسؤول في المخابرات العسكرية طلب عدم ذكر اسمه «انسحبت قوات الجيش من راوة وعانة والرطبة هذا الصباح، وتحرك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقال الجيش العراقي إنه انسحب من هذه المدن كإجراء «تكتيكي» بهدف «تحشيد الإمكانيات». وقال شهود إن المسلحين سيطروا منذ السبت على القائم ومعبرها الحدودي مع سوريا. وتقع هذه المدن قرب الطريق الرابط بين سوريا ومحافظة الأنبار، حيث سيطر المسلحون منذ يناير على الفلوجة التي تقع على بعد 60 كلم غرب بغداد ومناطق من الرمادي. قصف تكريت من جانبها، شنت القوات العراقية غارة على موقع لمسلحين وسط مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، فيما صد مسلحون موالون للحكومة هجوماً على ناحية العلم شرقي المدينة الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد. وأفاد شهود عيان بأن 7 أشخاص قتلوا وأصيب 13 آخرون في الضربة الجوية في تكريت، التي استولى عليها مسلحون ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتنظيمات متطرفة أخرى الأسبوع الماضي. واستهدفت الضربة الجوية محطة لتعبئة الوقود، إذ تخضع محطات الوقود لسيطرة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذين بدأوا منذ فترة بتنظيم توزيع المنتجات النفطية على السكان في الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت. وفي ناحية العلم الواقعة شرق تكريت، قتلت مستشارة محافظ صلاح الدين الشيخة أمية ناجي الجبارة بنيران قناص أثناء هجوم شنه مسلحون في محاولة للسيطرة على الناحية. وقتل مدني عراقي واصيب أربعة آخرون بجروح، بقصف نفذته طائرة هليكوبتر تابعة لطيران الجيش، استهدف أحياء الشهداء ونزال والجغيفي والشرطة، فضلاً عن سوق شعبي وسط الفلوجة. انفجارات ببغداد وفي العاصمة بغداد، وقع انفجار في مدينة الصدر، شرقي المدينة، أسفر عن سقوط قتيل واحد وسبعة جرحى، على الأقل. وفي حي الزعفرانية، جنوبي العاصمة، وقع انفجاران بعبوتين ناسفتين، قرب محطة للوقود، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 12 آخرين بجروح. وأفادت مصادر امنية وطبية في بغداد بمقتل أربعة مدنيين واصابة 12 آخرين بانفجار عبوة في سوق شعبي في منطقة النهروان جنوب شرق بغداد. وفي مدينة الصدر الى الشرق من العاصمة قتل مدني وأصيب ثمانية آخرون بانفجار عبوة في سوق شعبي. معارك «بيجي» وعلى صعيد المعارك حول مصفاة بيجي، أكدت وزارة الدفاع أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على المصفاة بعد اشتباكات مع مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال المتحدث باسم هيئة أركان الجيش إنه تم صد 3 محاولات للهجوم على المصفاة، قتل خلالها أكثر من 70 مسلحاً. وأكدت مصادر لتلفزيون «بي بي سي» أن المسلحين المعارضين لحكومة المالكي في العراق وبينهم عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام شنوا هجوما جديدا مع الفجر على المواقع القليلة التى يسيطر عليها الجيش في مصفاة بيجي. وأضافت المصادر أن «المسلحين تمكنوا من اسقاط مروحية عسكرية في منطقة ال 600 القريبة من المصفاة». تأكيد ونفي ويقول المسلحون إنهم تمكنوا من السيطرة على بعض المواقع في المصفاة، حيث أصبحوا يسيطرون على أكثر من 90 في المئة منها، فيما نفت الحكومة العراقية على لسان وزير الطاقة حسين الشهرستاني ذلك، وقالت إن التقارير التي تحدثت عن سيطرة المسلحين على 90 في المئة من المصفاة «عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً». وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم الجيش إن اشتباكات جرت فجر أمس مع من اسماهم ب «عصابات داعش الإرهابية» في مصفاة بيجي وانتهت بسيطرة قوات الجيش على المصفاة. ويتواصل القتال حول مدينة تلعفر شمال غربي العراق. وتدور معارك للسيطرة على المدينة بين المسلّحين من ناحية والجيش العراقي ومتطوعين مسلحين من ناحية أخرى منذ الاثنين الماضي. سقوط معبرين وانسحب الجيش العراقي من معبر طريبيل الحدودي مع الأردن، وأشار كذلك إلى أن المسلحين يسيطرون على معبر الوليد على الحدود مع سوريا، في حين سيطر مسلحون على مقر قيادة عمليات الجزيرة والبادية غربي الأنبار في العراق. وقالت مصادر أمنية إن مسلحين اجتاحوا معبر الوليد على الحدود العراقية السورية، وهو ثاني معبر يسقط خلال يومين. وقال مصدر في شرطة الجمارك ومصدر عسكري إن المسؤولين في المعبر فروا حين فتح المسلحون النار. وأكد مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه سقوط المعبر الحدودي. البيان الاماراتية