أكدت الولاياتالمتحدة ما سبقها إليه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الذي أعلن أن الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي طالبت رسمياً بضربات جوية أميركية ضد المسلّحين، فيما تواصلت الاشتباكات في قضاء تلعفر وتعرضت أكبر مصفاة نفط عراقية لهجوم. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في جلسة للكونغرس أمس أمام اللجنة الفرعية للمخصصات في مجلس الشيوخ «لدينا طلب من الحكومة العراقية للحصول على قوة جوية» لمواجهة متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولكنه لم يحدد متى تم تقديم الطلب. وسؤل ديمبسي عما إذا كان على الولاياتالمتحدة تلبية الطلب فرد بشكل غير مباشر قائلا «إن من مصلحة أمننا القومي مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام أينما وجدناهم». وكان زيباري أكد أمس أن بغداد طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلّحين الذي يشنّون منذ أسبوع هجوماً تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد. وقال إن العراق «طلب رسمياً مساعدة واشنطن طبقاً للاتفاقية الأمنية، وتوجيه ضربات جوية للجماعات الإرهابية». مصفاة بيجي وميدانياً، هاجمت مجموعة من المسلحين فجر أمس مصفاة بيجي، أكبر مصافي النفط في العراق والواقعة في شمال البلاد. وقال مسؤول في المصفاة لوكالة فرانس برس «تمكنت مجاميع مسلحة (فجر أمس) من اقتحام أجزاء من المصفاة في بيجي، وأدى ذلك الى اشتباكات واندلاع حريق في بعض الخزانات المخصصة لتجميع الفضلات النفطية». وأضاف أن المصفاة توقفت بشكل تام عن الإنتاج منذ يوم الاثنين حين جرى إخلاء الموظفين الأجانب والإبقاء على بعض الموظفين العراقيين، معتبراً ان هذا الأمر يمثل «ضربة كبيرة للاقتصاد العراقي». من جهته، قال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة إن «قواتنا تمكنت من صد هجوم على مصفاة بيجي ... وقتلت 40 من المسلّحين». وأضاف أن 21 مسلحا قتلوا أيضاً في محافظة الأنبار (110 كلم غرب بغداد) فضلاً عن مقتل 20 مسلحاً عند مدخل مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد). وأوضح عطا أن القوات العراقية سيطرت على مدينة تلعفر (469 كلم شمال غرب بغداد). وأشار إلى أن القوات العراقية اعتقلت 42 مسلحا من عناصر (داعش) في مناطق مختلفة من العراق وأن العمل الأمني متواصل بهمة عالية، نافيا سقوط مصفاة بيجي بأيدي المسلحين. توقف تام وأوضح أن «مسلحين ينتمون الى داعش جاؤوا على متن رتل من سيارات همر وأخرى عسكرية استولوا عليها سابقاً ويرتدون زيا للجيش، وهاجموا المصفاة»، مضيفاً أن «القوات العراقية الموجودة، وبإسناد من طيران الجيش، قتلت أربعين من المسلحين وأحرقت اربع سيارات همر وعدداً من السيارات وصدت الهجوم». وقال مسؤول في المصفاة إن المصفاة توقفت بشكل تام عن الإنتاج منذ الاثنين، حين جرى إخلاء الموظفين الأجانب والإبقاء على بعض الموظفين العراقيين الأساسيين، معتبراً ان هذا الأمر يمثل «ضربة كبيرة للاقتصاد». معارك بتلعفر في هذا الوقت، تواصلت المعارك بين المسلحين والقوات الحكومية في قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) الاستراتيجي الواقع في محافظة نينوى، والذي يتعرض منذ السبت لهجوم كبير. وقال نور الدين قبلان نائب رئيس مجلس محافظة نينوى «تدور اشتباكات عنيفة في احياء المعلمين ومنطقة السايلو وأجزاء من المطار بين مسلحين مرتبطين بداعش وقوات أمنية بمساندة أبناء العشائر». وأضاف «هناك تقدم للقوات الأمنية دون أن يتم تطهير القضاء بشكل كامل»، في وقت شدد متحدث عسكري على أن القوات العراقية وضعت خطة تنص على الانتهاء من تحرير تلعفر في غضون الساعات المقبلة. ويقع تلعفر، وهو أكبر أقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية، في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 الف نسمة معظمهم من التركمان الشيعة. 3 قرى في مقابل ذلك، سيطر مسلّحون على ثلاث قرى تقع بين قضاء طوزخرماتو (175 كلم شمال بغداد) وناحية امرلي على بعد 85 كلم جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد) إثر اشتباكات قتل فيها 20 مدنياً، وفقا لمسؤول محلي. وقال قائممقام قضاء طوزخرماتو شلال عبدول في تصريح لوكالة فرانس برس «تمكن مسلحون من السيطرة على ثلاث قرى واقعة بين قضاء الطوز وناحية امرلي جنوب كركوك، فيما سقط 20 مدنياً جراء الاشتباكات». وأضاف أن القضاء «يخضع لسيطرة قوات البشمركة والوضع الأمني فيه مستقر وجميع تلك القوات في حالة تأهب كامل لصد أي هجوم محتمل من قبل إرهابيي داعش». وأوضح عبدول أن «الاشتباكات (...) أسفرت عن هجرة الفي عائلة الى الأماكن الآمنة وسط القضاء أو ناحية امرلي، التي تتمركز بها قوات امنية»، والتي تبعد حوالي 12 كلم عن مركز قضاء خورماتو، وأغلب سكانها من العرب والتركمان. مفخخة بغداد وفيما قالت الشرطة ومسؤولون في مستشفى إن 13 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 30 بجروح في انفجار سيارة ملغومة في حي مدينة الصدر في بغداد. وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن المهاجمين استهدفوا سوقاً مفتوحة مزدحمة، أعلن مصدر مسؤول في مكتب القائد العام للقوات المسلحة أن قيادة عمليات سامراء (110 كلم شمال بغداد) «تستعد لتنفيذ عملية واسعة النطاق، تستهدف تطهير منطقة الدور» الواقعة التي الجنوب من تكريت. أهمية مصفاة بيجي تقع مصفاة بيجي قرب مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، مركز محافظة صلاح الدين، والتي يسيطر عليها مسلحون ينتمون الى «الدولة الإسلامية» وتنظيمات أخرى منذ نحو أسبوع، حين شن هؤلاء هجوماً في شمال البلاد تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة. وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظاتالعراقية بالمنتجات النفطية، وتقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 600 الف برميل يوميا. البيان الاماراتية