استدعت وزارة الخارجية عبدالله الشحي سفير الدولة في بغداد، للتشاور في ظل التطورات الخطرة التي يشهدها العراق، وأعربت الوزارة عن بالغ قلقها من استمرار السياسات الإقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي الكريم، في وقت حذّرت السعودية من الحرب الأهلية في العراق، ودعت دول عربية وإسلامية إلى تشكيل حكومة وحدة جامعة، فيما طلب العراق من واشنطن شن ضربات جوية على المسلحين . وقالت وزارة الخارجية في بيان: إن دولة الإمارات إذ تستنكر مجدداً وتدين بأشد العبارات إرهاب "داعش" وغيرها من الجماعات الإرهابية الذي أدى إلى إزهاق أرواح العديد من أبناء الشعب العراقي الأبرياء، فإن الإمارات على قناعة وثقة بأن الخروج من هذا النفق الدموي لا يتم عبر المزيد من السياسات الإقصائية والتوجهات الطائفية، والمتمثل في بيان الحكومة العراقية الذي صدر أول أمس الثلاثاء . وأكدت وزارة الخارجية أن الإمارات ترى أن الطريق الوحيد لإنقاذ العراق والحفاظ على وحدته الإقليمية واستقراره هو في تبني مقاربة وحل وطني توافقي، يجمع ولا يقصي . ومن جهته، أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية على "تويتر" أن أحداث العراق وسوريا وليبيا على قرابة من فصل جديد من فصول الربيع العربي، مشيراً إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التحديات والأخطار . وقال إن السذاجة المفرطة التي تعامل معها البعض في بدايات (الربيع العربي) أصبحت مضحكة لولا أنها كانت دموية، فكرة أن المنطقة ستطوي صفحة لترحب بأخرى . وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أعلن أن بغداد طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين، طبقاً للاتفاقية الأمنية، وقال زيباري في ختام اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب المشاركين في المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، "إن الحل العسكري وحده ليس كافياً، ولا بد من حلول سياسية جذرية"، وتابع "لا بد بالتأكيد من تشكيل حكومة جديدة جامعة وممثلة بالجميع من دون تمييز ومن دون تهميش لأي طرف" . وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في جلسة للكونغرس إن الحكومة العراقية طلبت دعماً جوياً أمريكياً، ورد على سؤال للجنة الفرعية للمخصصات في مجلس الشيوخ عما إذا كان على الولاياتالمتحدة تلبية الطلب بشكل غير مباشر قائلاً "إن من مصلحة أمننا القومي مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام أينما وجدناهم" . وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إن الأوضاع الميدانية في العراق تهدد مصالحنا ومصالح دول الخليج ومصالح إيران وتابع "الكل مهدد" . وأعلن رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاري ريد أنه لا يؤيد إرسال أي قوات أمريكية للمشاركة في القتال في العراق، الذي وصفه بأنه "حرب أهلية"، وقال "لا أؤيد بأي حال وضع رجالنا ونسائنا في خضم هذه الحرب الأهلية في العراق، هذا ليس في مصلحة الأمن القومي لبلدنا" . وحذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من حرب أهلية في العراق لا يمكن التكهن بانعكاساتها على المنطقة، مجدداً اتهام الحكومة العراقية باعتماد أسلوب طائفي وممارسة الإقصاء، وقال في افتتاح اجتماع منظمة التعاون الإسلامي إن إفرازات الوضع السوري "أوجدت مناخاً ساعد على تعميم حالة الاضطراب الداخلي في العراق نتيجة الأسلوب الطائفي والإقصاء"، وشدد على أنه نجم عن هذا الوضع "تفكيك اللحمة بين مكونات شعب العراق و(فتح) الطريق لكل من يضمر السوء لهذا البلد لكي يمضي قدماً في مخططات تهديد أمنه واستقراره وتفتيت وحدته الوطنية وإزالة انتمائه العربي"، فيما بحث ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز مع زيباري تطورات الأوضاع . ميدانياً، أعلن متحدث عسكري أن القوات العراقية وضعت خطة تنص على السيطرة على مدينة تلعفر الاستراتيجية من قبضة المسلحين، في غضون ساعات، فيما سيطر مسلحون على ثلاث قرى تقع بين قضاء طوزخرماتو (175 كلم شمالي بغداد) وناحية أمرلي على بعد 85 كلم جنوبي كركوك (240 كلم شمالي بغداد) إثر اشتباكات قتل فيها 20 مدنياً، وهاجمت مجموعة من المسلحين مصفاة بيجي، كبرى مصافي النفط الواقعة شمالي العراق، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات خاصة تحاول حمايتها، وذكر مصدر وشهود عيان أن مسلحي "داعش" سيطروا على المصفاة . وأعلن المتحدث باسم الجيش العراقي عن مقتل 40 مسلحاً في بيجي، و20 في مدخل تكريت، و42 في مناطق أخرى . الخليج الامارتية