بغداد - "الخليج"، وكالات: حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد اجتماعه، أمس، إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من أن العراق يواجه تهديداً وجودياً، ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة، فيما سارع الأردن إلى تعزيز وجوده العسكري على الحدود الشرقية بالدبابات وراجمات الصواريخ، بعدما تمكنت "داعش" من توسيع وجودها في مدن ومعابر غرب العراق، وارتكبت مجازر بحق مئات الجنود والسجناء . (ص 24 25) وقد تعهد وزير الخارجية الأمريكي كيري في بغداد، أمس، بأن تقدم بلاده دعماً "مكثفاً ومستمراً" للعراق في مواجهة "التهديد الوجودي" الذي يمثله هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، داعياً قادة البلاد إلى الوحدة حتى يصبح هذا الدعم "فعالاً" . وقال في مؤتمر صحفي في بغداد عقب لقائه عدداً من المسؤولين بينهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي "هذه لحظة القرار بالنسبة لقادة العراق، العراق يواجه تهديداً وجودياً، وعلى قادة العراق أن يواجهوا هذا التهديد"، فيما قال المالكي لكيري إن "ما يتعرض له العراق حالياً يشكل خطراً ليس على العراق فحسب، بل على السلم الإقليمي والعالمي"، داعياً "دول العالم لا سيما دول المنطقة إلى أخذ ذلك على محمل الجد"، وأضاف أن مسألة "تكليف مرشح الكتلة الكبرى لتشكيل الحكومة ينبغي الالتزام بها" . على الأرض، واصل مسلحو "داعش" وتنظيمات متطرفة أخرى تقدمهم في غرب العراق وسط تراجع القوات الحكومية، حيث سيطروا على مناطق جديدة ليحافظوا على زخم هجومهم المتواصل منذ أسبوعين، وحقق المسلحون مكاسب جديدة حيث سيطروا على مدينة الرطبة (غرب) التي تبعد نحو 150 كلم عن معبر الوليد الرسمي مع سوريا إثر انسحاب القوات الحكومية منها، وبات هؤلاء يسيطرون على عدة مدن في محافظة الأنبار وسط تراجع القوات الحكومية نحو بغداد، وهي القائم، وعانة وراوة القريبتان، وكذلك الفلوجة الخاضعة لسيطرتهم منذ بداية العام والتي لا تبعد سوى 60 كلم عن غرب بغداد، وأعلنت مصادر أمنية أن المسلحين سيطروا كذلك على معبر الوليد، وقال ضابط برتبة عقيد في حرس الحدود العراقي وآخر برتبة نقيب إن القوات العراقية التي كانت منتشرة عند المعبر توجهت نحو معبر طريبيل مع الأردن الذي يقع في منطقة قريبة، فيما أكد مصدر أمني أردني أن المملكة عززت قواتها على الحدود مع العراق "بإرسال آليات عسكرية وأرتال من الدبابات وناقلات جنود وراجمات صواريخ"، بالتزامن مع سيطرة مسلحي عشائر الأنبار على المعبر الحدودي الوحيد مع الأردن . وأعلن مسؤول عراقي في قضاء تلعفر وشهود عيان أن المسلحين سيطروا على القضاء الاستراتيجي القريب من الحدود مع تركياوسوريا، فيما أكدت السلطات أن القوات العراقية صامدة و"تقاتل بشجاعة" . وأعلنت قيادة الأركان العراقية أن تنظيم "داعش" قام بذبح وشنق "مئات الجنود" العراقيين في مناطق مختلفة في العراق على مدى أسبوعين، وأن 69 سجيناً قتلوا عندما تعرض موكب للشرطة العراقية كان ينقلهم لهجوم من مسلحين في محافظة بابل (جنوب) . الخليج الامارتية