الثلاثاء 24 يونيو 2014 12:00 صباحاً صنعاء((عدن الغد))خاص: لطالما عرضّتُ بعض الحقائق للشك إلّا حقيقة واحدة ، لم أشك فيها ، حقيقة واحدة بقية قابعة في قاع الذاكرة ، تردد أصداء سؤالٍ انبعث منذ زمن ، منذ أن رأيت الكثير يغادر الحياة دون رجعة ، تلك الحقيقة هي الموت ، وذاك السؤال ، ما الموت ؟ لماذا يكرهه البشر ؟ ماذا يعرفون عنه ؟. إن هذا الإنسان - الذي يكره الموت ويبغضه دون معرفة هذا الكائن الغريب - يتجسّد على الارض حيوات متعددة ، وأطواراً عدة بدأ بالامشاج إلى أن ينتقل لعالم أخر ، ومجمل هذه التجسيدات .. تقسم إلى حقب زمنية ، في كل حقبة يلزم على الإنسان إنجاز برنامج محدد .! وكلما أنجزه كاملاً ، وفهمه كليا ؛ارتقى وصعد إلى حقبة أخرى أوسع وأكثر برمجية من سابقتها ، وهكذا تستمر التقسيمات في حياة الإنسان إلى حيوات ، وحقب زمنية متتالية ، إلى أن يصل المرء إلى مداه الإنساني ويكتمل ! وبين كل حياة وحياة يتخللها إنتقال .. قد يدركه الإنسان ، أو لايدركه .!ذلك الانتقال .. ليس سوى رحلة قصيرة بين حياة ، وأخرى إلى أن يدنو الوقت من الإغماضة الأخيرة ليستيقظ بعدها في عالم آخر ، عالم الماوراء .! وفي لحظة الإغماضة الأخيرة .. يدرك المرء أن ما بين لحظة ولادته ، ولحظة إغماضته ( موته ) عاش مسافات ، كتلك التي رأها عند وقوفه بين مرآتين ، ونظر اليهما ، عندها رأى طريقا عظيما من المرايا اللامعة وكل واحدة أصغر من سابقتها ، تتمدد عبر المسافات وتتلاشى أكثر فأكثر ، حتى لم يتمكن من رؤية المرآة الاخيرة . حين يصل كل إنسان إلى حقيقة أن ،، الموت .. خُلق لينقلنا الى أعماق الأبدية !عندها يرى جمال الموت الذي أحببته ؛ فكانت محبتي تنمو بنمو معرفتي بغض الناس له ، وتتسع باتساع إدراكي خضوعهم لأشباحه المخيفة التي نحتها اللاوعي بجماله !أحببت الموت أكثر من كل شيء لأنني وجدته فتىً جميلا يحملنا بيديه إلى مرتع الخلود الأبدي ! الموت .. حرية ، وابتعاث ! بقلم: محمد علي البارع عدن الغد