يراقب كيان الاحتلال الإسرائيلي لحظة بلحظة ما يدور في العراق من أحداث، محاولًا اقتناص الفرص السانحة لاستغلال التطورات وتجييرها لصالحه. القدسالمحتلة (فارس) وقال الجنرال الإسرائيلي أودي ديكل في إطار قراءته للمشهد الإقليمي على ضوء المستجدات الأخيرة في العراق:" اعتقد أنه حان الوقت للاستعداد فكريًا بل وعمليًا لنشوء فكرة إعادة تنظيم المنطقة السورية – العراقية، وأساسها تفكك الدول القومية القائمة، وإقامة دول على أساس طائفي وعرقي". وتوقع ديكل قيام دولة علوية غرب سوريا، وأخرى للأكراد في شمال العراقوسوريا، وثالثة سنية في منطقة شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، ودولة شيعية في مركز وجنوب العراق، منوهًا إلى أن خطوط التقسيم الطائفية والعرقية هي الأكثر طبيعية واستقرارًا. من جانبها، سلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأضواء على السفينة التي رست مؤخرًا في ميناء عسقلان وكانت تحمل نحو مليون برميل نفط من إنتاج آبار إقليم كردستان العراق. وقالت الصحيفة في تقرير لها:" يبدو أن الاكراد أعادوا اكتشاف شريكهم القديم "إسرائيل"، التي وافقت على استيعاب النفط الكردي"، مضيفةً "ليس واضحًا في هذه المرحلة إذا كان هذا شراء لمرة واحدة أم قناةً دائمة دشنت لشراء النفط من الأكراد". ولا يحق للأكراد بيع النفط المستخرج من آبار إقليمهم بصورة مباشرةً، إذ أنه يجب أن يمر عبر وزارة النفط العراقية، وهم يحاولون منذ سنين – بحسب الصحيفة الإسرائيلية - الوصول إلى اتفاق مع الحكومة يأخذ بالاعتبار أن حقول النفط تعود لهم. وكانت حكومة الإقليم الكردي قررت في شهر أيار/ مايو، اتخاذ خطوات مستقلة عندما استأجرت سفينتين ناقلتين حملتا في ميناء جيهان مليون برميل نفط في كل واحدة منهما، بهدف بيع النفط مباشرة إلى المشترين. ولفتت "هآرتس" إلى أن النزاع النفطي بين الإقليم الكردي وبغداد، أثار خلافًا شديدًا أيضًا بين العراقوتركيا، بعد أن قررت أنقرة أن تقيم مع شركات أجنبية أنبوب النفط المباشر من كردستان إلى تركيا، بينما يهدد العراق باتخاذ خطوات قانونية ضد الدول التي تشتري النفط الكردي. على صعيدٍ ذي صلة، كشفت مصادر استخبارية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تبلور اتفاق بين رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني مع كلٍ من تركيا و"إسرائيل" يقضي بإعطائهم دولارًا أميركيًا عن كل برميل نفط مهرب. ونقل موقع "تيك ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي عن هذه المصادر قولها: "إن تركيا تحصل من أربيل على دولار أميركي مقابل كل برميل نفط يمر عبر أراضيها، في حين تحصل "إسرائيل" على ذات القيمة تقريبًا". وتحدثت المصادر ذاتها عن حقيقة الدور الذي تلعبه "إسرائيل" في هذه العملية، حين قالت: "إن التعاون والتنسيق العملياتي بين البحرية التركية والإسرائيلية في البحر المتوسط، تعزز إثر تشغيل خط نقل النفط من كردستان". وكان بارزاني قد أشار الجمعة الماضية، خلال زيارته الكويت، إلى إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل"، وهي الرسالة التي تلقفتها "تل أبيب" بترحابٍ واضح. وأعقب هذه التصريحات إعلان بارزاني أنه "آن الأوان للانفصال عن العراق"، وذلك بعيد لقائه في أربيل بالأمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأضاف بارازاني لمحطة التلفزة الأميركية CNN :" إننا نشهد عراقًا جديدًا يختلف تمامًا عن العراق الذي عرفناه .. وإن الأحداث الأخيرة أكدت بأن الشعب الكردي عليه أن «يغتنم الفرصة»، ليحدد الآن مستقبله". / 2811/ وكالة انباء فارس