عبدالله الحضرمي... عندما أعلن مكتبه أمس، أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، سيترأس فريق حزبه إلى مؤتمر الحوار الوطني سادت فوضى العواطف لدى فريقين ،الارتياح لدى أنصاره وأعضاء المؤتمر من منطلق الثقة في ما لدى الرجل من مهارات سياسية وفهم لمشكلات البلاد وقدرات تفاوضية وإرادة تجنيب اليمن المزيد من الصراعات، فضلا عن شجاعته في اتخاذ القرار، وهي شروط مهمة بالنسبة لمن يتولى قيادة فريق تفاوضي في شأن خطير كالذي نحن بصدده. الانفعال وشد الأعصاب غمر فريق الخصوم الذين لا يريدون أن يجربوا في حياتهم فضيلة التسامح والقبول بالآخر، أو القبول بالأمر الواقع الذي ليس بمقدورهم سوى احتماله والتعايش معه أو مصارعة الصداع . سيلجأ قادة نصف المبادرة الخليجية إلى المبعوث الأممي وسفير الولاياتالمتحدة وسفراء الدول الراعية للإبلاغ عن هذا الأمر الجلل والخطر الذي يتهدد مؤتمر الحوار الوطني والمتمثل في بيان مكتب رئيس المؤتمر الشعبي العام حول من سيقود فريق النصف الآخر للمبادرة الخليجية في مؤتمر الحوار. اللقاء المشترك يمارس وصاية مجحفة على الحياة السياسية وعلى الأحزاب، ويجد نفسه في موقع المنتصر الخارج من حرب ضروس ، تسيطر عليه مشاعر التفوق والإحساس بأن هناك طرفا منهزما يجب القضاء عليه أو تكبيله بالأغلال، وهذا خطأ مركب لعدة أسباب . الأول: أنه لا يوجد في الأصل مهزوم ومنتصر حتى الآن، ولكن يوجد طرف تنازل عن السلطة لمنع الدخول في الحرب الأهلية، ولا يزال بكامل قواه الشعبية من كافة الجوانب حتى زمن بعيد، وطرف آخر استفاد سياسيا من تلك التنازلات ووصل بفضلها إلى السلطة، لا بقوته ولا بشعبيته، وبكلام أدق يمكن القول إن المشترك كسب من الأزمة نصف الحكومة وخسر نصف جماهيره فيما فقد المؤتمر الشعبي نصف الحكومة وكسب الشارع . والثاني: إنه من حيث الأساس والمبدأ فإن الإحساس بافتراض منتصر ومنهزم وترجمته إلى الممارسة لا يدعم التوجه إلى حل المشكلات، كما أنه يتناقض مع قيم الحوار ما يجعل المؤتمر القادم ضربا من الهباء لا يعول عليه، ناهيك عن أن النصر الذي يعيشه اللقاء المشترك يظل وهما. من حق المؤتمر أن يقرر من يمثله وليس من حق أحد التدخل في شؤونه والإملاء عليه بما يجب وما لا يجب، ولا يزال على حال من القوة تجعله قادرا على اتخاذ قراراته وحمايتها.