أبوظبي (الاتحاد) - نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، في مقره بالمسرح الوطني، مساء أمس الأول، ندوة ثقافية للكاتبة ناديا بوهناد، لمناقشة وتوقيع روايتها "كارما" الصادرة حديثاً، حيث تضمنت مداخلة نقدية للدكتور معن الطائي، وقدمتها هيفاء الأمين. وتتبع الطائي في مداخلته النقدية خيط السرد الذي اتبعته الكاتبة لتنسج شبكة من العلاقات الإنسانية المعقدة والمتشابكة التي تقوم في معظمها على ثنائية الخيانة والانتقام، مشيراً إلى أن الكاتبة شرحت في مقدمة تسبق المتن السردي للحكاية معنى مفردة كارما، وهي، كما ينقل الناقد الطائي عن الكاتبة، مصطلح في الفلسفة الهندوسية والبوذية يطلق "على عواقب السلوك الذي يقوم به الإنسان، سواء كان عملاً أو شراً، بشرط أن يكون السلوك ناتجاً عن وعي وإدراك مسبق بما يترتب عليه من عواقب أخلاقية، تنمو هذه النتائج وتتضح وتسقط على صاحبها فيكون جزاؤه من جنس عمله". وبعد استعراض مطول لتفاصيل الرواية، انتقل الناقد إلى جماليات البناء الروائي، فلاحظ "تعدد مستويات السرد من خلال عملية التأطير المزدوج للمتن الحكائي؛ فالإطار السردي الأول الذي يواجه القارئ بوصفه مبرراً لتوليد الحكاية يجمع بين أم سيف التي تتولى فعل القص على مستوى السرد وابنتها روضة التي تقوم مقام المروي له. ويتفاجأ القارئ مع نهاية الحكاية بأن ذلك الإطار السردي الأول هو إطار متخيل ومختلق أيضاً، وأن الإطار السردي الفعلي على مستوى الحكاية هو ذلك الذي يجمع بين ميرة بوصفها الشخصية التي تقوم بفعل القص ومعالجتها النفسية والتي تأخذ موقع المروي له". من جهتها، أعربت نادية بو هناد عن سعادتها بهذه المداخلة، ثم تحدثت عن ثلاثة أنواع من القراء هم: الأول يقرأ بطريقة عادية للمتعة ويكون محايداً في تلقي العمل. والثاني يقرأ مع ممارسة عملية إسقاط شخصي على النص. والثالث يقرأ ما بين السطور. ثم تحدثت بشكل سريع عن تجربتها في كتابة الرواية، وغرضها من تضمين الكارما في ثناياها، ودعت إلى التسامح والنسيان، وعدم ترك الفرصة لأي خيانة أو طعنة لتؤثر علينا، بل تركها تمر دون أن نلقي بالاً لها. وطالبت الكاتبة بأن يحب الإنسان ذاته، فمن لا يحب ذاته لا يستطيع أن ينجح في حياته، ولا يستطيع أن يحب الآخرين. وقد أثارت هذه الأفكار النفسية جدلاً بين الحضور ابتعد بهم عن الرواية وهي موضوع النقاش. وربما يعود السبب إلى أن الحاضرين في غالبيتهم لم يقرأوا الرواية، وبالتالي لم يكن من الممكن أن يعلقوا عليها، وربما لهذا السبب طلب أحد الحاضرين من الدكتورة ناديا بو هناد أن تقرأ شيئاً من الرواية وهو ما حدث بالفعل. يشار إلى أن رواية "كارما" تحكي أحداث الحب والخيانة والإدانة والتسامح في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، وكتبت بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية. وقد رفضها الرقيب في البداية ثم وجدت طريقها إلى النشر.