متابعة: عبد الناصر البار عاشت الجماهير العربية والجزائرية أمسية سعيدة فرحًا بالإنجاز الكبير والتأهل الذي حققه محاربو الصحراء على حساب الدب الروسي بهدف في كل شبكة، وهذا التأهل الذي يُعد تاريخيًا بالنسبة لكل العرب لأنه ولثالث مرة فقط يصل منتخب عربي للدور الثاني من منافسة كأس العالم وهو الحلم الذي انتظرته الجماهير العربية لعقود طويلة من الزمن قبل أن يتمخض عن ذلك الحلم مولود جديد اسمه "محاربي الصحراء" ويجعل من هذا الحلم حقيقة ويسعد كل الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، بهذا الإنجاز التاريخي. ولعل أجواء الفرحة والبهجة التي صنعتها كل الجاليات العربية ليلة أمس الأول بالتأهل الذي حققه الخضر أكبر دليل عن ذلك، وقد عاشت الدوحة ليلة بيضاء حتى أواخر خيوط الفجر الباكر، فكانت الأهازيج والرقصات والأغاني حاضرةً في كل مكان كما شارك في هذا الحفل النساء والأطفال وحتى العجزة، وقد سلطت جريدة الراية الرياضية الضوء على هذه الاحتفالات من قلب الحدث بمنطقة سوق واقف حيث خصص مكان كبير ومزود بشاشة عملاقة لمتابعة مباريات كأس العالم ومن بينها مباراة الخضر وكذلك مقهى كورة بنادي السد، وقد واكبنا هذه الأحداث حتى بعد صافرة نهاية المباراة وعشنا الاحتفالات الصاخبة والكبيرة التي شهدها كورنيش الدوحة من كل حدب وصوب من طرف كل الأخوة العرب الذين اعترفوا جميعًا بأن هذا إنجاز يحسب للكرة العربية عامة والجزائرية خاصة. حضور جماهيري شهدت المنطقة المخصصة للجماهير بمنطقة سوق واقف توافدًا جماهيريًا كبيرًا من طرف الجالية العربية عامة والجزائرية خاصة وقد فاق عددها ما كان منتظرًا فقدت بلغ عدد الجماهير التي شاهدت المباراة أكثر من 1500 مشجع اكتظت بهم منطقة سوق واقف، وهو ما زاد من حماس المباراة من خلال الأهازيج الكبيرة التي رددها المشجعون وان ، تو ، ثري ، فيفا لالجيري والرقصات على أنغام الموسيقى الجزائرية، كما تفاعل الجميع مع لقطات وصول ودخول اللاعبين إلى الملعب، وقد تجاوب الجميع مع البث المباشر للتغطية التي قامت بها قناة البيان سبور قبل المباراة مباشرة من سوق واقف، كما كان هناك تفاؤل كبير وإجماع على أن الخضر سيحققون فوزًا تاريخيًا يجعل الخضر في الدور الأول وهو ما تم حقًا. مشجعون أجانب بين جماهير الجزائر شهدت مباراة الخضر والدب الروسي حضورًا جماهيريًا كبيرًا من أول دقيقة انطلقت فيها المباراة ولكن ما ميّز هذه المواجهة هو حضور مشجع روسي وآخر كوري لمتابعة المواجهة وقد استقبلهما أنصار الخضر بحفاوة كبيرة تحت أهازيج وان ، تو، ثري ، فيفا لالجيري وهو ما تفاعل معه كثيرًا المشجعون من خلال ترديدهم هذه العبارة الشهيرة لمناصرة محاربي الصحراء، قبل أن يحجزا مكانًا إلى جانب أنصار الخضر ومتابعة المباراة إلى جانبهم وهو ما زاد من جمالية الأجواء. أجواء خيالية لا مثيل لها بعد هدف التعادل مباشرة بعد تعديل الخضر للنتيجة عن طريق المهاجم إسلام سليماني عمت فرحة كبيرة وأجواء هستيرية لا مثيل لها من هتافات وأهازيج إلى جانب أن الكل كان يحضن الآخر بدون شعور وإحساس، وما ميز هذه الأجواء هو الحضور القوي للجنس اللطيف والأطفال ومشاهدة المباراة جنبًا إلى جنب مع الجماهير الذين غصت بهم منطقة سوق واقف، كما أن أهازيج وان ، تو ، ثري فيفا لالجيري دوت كثيرًا في سماء الدوحة. فوز مستحق وتأهل رائع أعرب علي لكروف وهو أحد الجزائريين المقيمين هنا في الدوحة عن سعادته الكبيرة بالتعادل الذي حققه الخضر أمس الأول على حساب المنتخب الروسي بنتيجة هدف مقابل هدف، وقال :أولاً الحمد لله على التعادل وثانيًا على التأهل التاريخي للخضر إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل وأكد أنه حتى قبل المباراة كانت حظوظ الأفناك كبيرة لتجاوز عقبة الدب الروسي لأن نتيجة التعادل كانت تكفي رفقاء مجيد بوقرة للعبور للدور الثاني الذي كان هدف الجميع قبل هذا العرس الكروي بالبرازيل، كما أشاد كثيرًا بالروح القتالية للاعبين وقال هذه أحلى هدية قدمها لنا المنتخب الجزائري قبل الشهر الفضيل حتى نصوم بكل ارتياح وسعادة كبيرة. وأضاف علي لكروف أن المنتخب الجزائري يملك لاعبين محترفين وذوي مؤهلات كبيرة تجعلهم قادرين على رفع التحدي والتألق في مونديال بلاد السامبا، مقرًا في الوقت نفسه بصعوبة المأمورية في الدور الثاني خاصة المواجهة المرتقبة مع العملاق الألماني، ولو أن كل شيء وارد في كرة القدم فمن كان يتوقع خروج إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا. نحن قادمون يا ألمانيا قالت فوزية حضري خوصة وهي إحدى أفراد الجالية الجزائرية المقيمة هنا بالدوحة إنها أسعد إنسانة على وجه الأرض بعد التأهل للدور الثاني ومواصلة المسيرة بكل نجاح وأكدت أنها جدًا متفائلة بكتيبة البوسني حاليلوزيتش في هذا المونديال وقالت لدينا لاعبون شباب متعطشون للظهور في مثل هذه البطولات الكبيرة، كما أنهم يملكون كل مواصفات النجاح والتألق، كما أكدت أن هذا التعادل مُهدى لكل الشعوب العربية التي ساندت المنتخب الجزائري في هذا المونديال من أول مواجهة وحتى الآن. أما عن رأيها في المواجهة المقبلة للخضر ضد الماكينات الألمانية فأجابت قائلة: حقيقة المباراة صعبة وضد أحد أفضل المنتخبات المرشحة لهذه الكأس ولكن لن نكون ضحية وسندافع بكل قوة عن حظوظنا حتى آخر دقيقة لأن كرة القدم لعبة لا تؤتمن والميدان وحده هو الفاصل. مع جابو وإبراهيمي لن يخيفنا أي منتخب أكد رياض عبد الرحمن وهو أحد مناصري الخضر من الجالية الجزائرية المقيمة بقطر أن المنتخب الجزائري أهدى الشعب العربي تأهلاً في غاية الأهمية خاصة أنه يعتبر إنجازًا تاريخيًا للكرة العربية والجزائرية ولم يحدث من قبل، وأضاف أنا جدًا سعيد وأفتخر كثيرًا بهذا المنتخب الذي رفع رؤوسنا وأزال كل النكسات السابقة للكرة العربية وأعطها وجهًا مشرفًا في بلاد السامبا. وعن توقعاته للمواجهة المقبلة ضد الألمان قال بعد التأهل أكيد أن الخضر سيكونون على أتم الاستعداد والجاهزية لملاقاة العملاق الألماني ولو أنه أقر بصعوبة المهمة وقال أكيد سنعيش هذه المواجهة على الأعصاب وكثيرًا من التوتر لأنها تعتبر مواجهة مصيرية ومحددة لمستقبل الخضر في مونديال بلاد السامبا، وقال رياض عبد الرحمن إنه يتوقع تألق وانتفاضة رفقاء سفيان فغولي في هذه المواجهة لأن الجزائر معتادة على اللعب الجيد والظهور بالوجه المشرف ضد المنتخبات الكبيرة ولم لا نكرر الفوز عليهم مرة ثانية مثلما حدث سنة 1982، كما أشاد كثيرًا باللاعبين عبد المؤمن جابو وياسين إبراهيمي وقال بوجود هذين اللاعبين المنتخب سيكون بخير ولن يخيفنا أي منتخب. جريدة الراية القطرية
