والتي وصل عددها إلي45 عرضا كانت تنبئ بحدوث انتفاضة مسرحية كاملة, إلا أن هذه الانتفاضة عادت لتنحسر من جديد عام2012, ليتضاءل عدد العروض بشكل ملحوظ يصيب بالحسرة وخيبة الأمل, بالإضافة لكثير من التساؤلات التي فجرتها المهرجانات المسرحية المتتالية التي أقامتها وزارة الثقافة رغم صراخها المستمر من عجز الميزانيات بما أنتج في النهاية مشهدا مسرحيا مهلهلا وبلا ملامح. عروض لا تتعدي أصابع اليد الواحدة تلك التي لاقت استحسان الجمهور,قبدأت هذا العام بعرض شيزلونج ثم قدمت عروضا راقية من نوعية ليلة القتلة للمخرج تامر كرم, مدد يا شيكانارا للمخرج عادل حسان, في بيتنا شبح للمخرج عصام السيد, ليل الجنوب للمخرج ناصر عبدالمنعم, حنظلة للمخرج إسلام إمام, وأخيرا عاشقين ترابك للمخرج محمد الشرقاوي. قيادات ومهرجانات تغييرات متتالية شهدها مسرح الدولة هذا العام, إلا أنها لم تنعكس إلا بالسلب علي أداء المسارح, نظرا لما اتسمت بها من غياب الهدف منها, فقد استبدل السيد محمد علي وناصر عبدالمنعم منصبيهما, فذهب الأول للمركز القومي للمسرح, وتولي الثاني رئاسة البيت الفني, وما هي إلا أسابيع حتي استقال ناصر عبدالمنعم وخلفه ماهر سليم, بينما تولي د.انتصار عبدالفتاح رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقي, بالإضافة لتغيير كل قيادات المسارح المختلفة, والتي أنتجت كثيرا من الأزمات في مواقعها. كما أن وزارة الثقافة دعمت عدة مهرجانات مسرحية بشكل يوحي بالتناقض غير المفسر, مثل مهرجان المسرح المستقل وغيره حلم الشباب أكثر ما يمنحنا الأمل في المشهد المسرحي هو طاقات الشباب والمواهب التي انطلقت في كثير من العروض, والتي تنبئ بنجوم سيحتلون الصف الأول في القريب العاجل, مثل أبطال مسرحية عاشقين ترابك محمد يوسف ورانيا الخطيب وهالة سرور وميدو عبدالقادر, وأبطال حنظلة أحمد فتحي ومحمد علي وأحمد عبدالهادي, وهم الحلم الوحيد الذي لابد ان نراهن عليه جميعا لنهضة المسرح أما علي مستوي القاعات, فتم افتتاح مسرح الهناجر في بداية العام, بعرض أهو دا اللي صار للفنان لطفي لبيب بتصوير كاريكاتوري لأحداث الثورة, وكذلك تم افتتاح مسرح للشباب في قلب المسرح العائم وبتكلفة لم تتجاوز عشرة آلاف جنيه, بالإضافة لمسرح بيرم التونسي بالإسكندرية. محاولات فردية ولأن عشاق المسرح كثيرون, فقد لاحت هذا العام محاولات فردية علي طريق انقاذ المسرح. فقد أنهي د. عمرو دوارة موسوعته في تاريخ المسرح المصري والتي بدأها قبل عشرين عاما, وتناولت نشأة المسرح علي يد يعقوب صنوع عام1872, وضم تفاصيل4500 مسرحية. وعلي الجانب الآخر من ضفاف نهر الأمل, اتخذ الفنان جلال الشرقاوي قرارا خطيرا وجريئا بعودة مسرح الفن قبل أيام بعرض الكوتش وهو ما يمثل خطوة مهمة علي طريق عودة القطاع الخاص لمواصلة دوره التاريخي في نهضة الفكر والوعي المصريين. وداع القامات أبي عام2012 أن يغادرنا إلا قبل أن يرحل معه حفنة من قامات المسرح والفن العربي علي كل مستويات عناصر العمل المسرحي. ففي شهر يناير رحلت عن عالمنا سهير الباروني نجمة مسرحيتي حواديت, هاللو شلبي, ثم توالي رحيل النجوم بدءا من النصف الثاني للعام مثل مهندس الضحك يوسف داوود, والموسيقار محمد نوح, والمخرج هناء عبدالفتاح, والممثلين سمير حسني, وفؤاد خليل, ومحيي الدين عبدالمحسن, وأحمد عبدالهادي رفيق عادل إمام في مشواره المسرحي, وأخيرا كانت الفاجعة برحيل غواص النغم عمار الشريعي.