رفض الرئيس التركي عبد الله جول الأربعاء تلميحات من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأن الأول تجاوز سلطاته في التعامل مع مظاهرة احتجاجية محظورة ، مما يسلط الضوء على ازدياد الخلافات العلنية المتزايدة بين الزعيمين. وأبدى اردوغان استياءه لفشل الشرطة الاثنين في منع آلاف العلمانيين من تنظيم تجمع محظور في عيد "الجمهورية" في أنقرة للاحتجاج على "حكومة إسلامية قمعية" بشكل متزايد. إذ أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق الحشد، مما دفع اردوغان للتساؤل عمن أصدر لها أوامر بإزالة الحواجز التي تسد الطريق أمام المحتجين. وقال اردوغان في مؤتمر صحفي الثلاثاء "لم نصل بهذا البلد إلى ما وصل إليه اليوم بحكومة برأسين، ولا مكان لهذا البلد في المستقبل بحكومة برأسين". الأمر الذي رفضه جول نافيا فكرة وجود صراع بين السلطات، قائلاً للصحفيين في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء في قصر الرئاسة "لا توجد حكومة برأسين في الدولة، ويحدد دستورنا وقوانيننا بوضوح سلطتنا وواجبنا ومسؤولياتنا". لم ينتقد اردوغان جول مباشرة بسبب احتجاجات الاثنين، وألقى باللوم على "ضعف" الشرطة. وقال إنه لا يصدق أن يصدر الرئيس أمرا يسمح بتنظيم مظاهرة محظورة. لكنه استغل الحادث ليدعم من جديد حجته بشأن الرئاسة التنفيذية. وقال "إذا طبق النظام الرئاسي سنتخذ عندئذ هذه الخطوات بسهولة أكبر بكثير". يذكر أن جول شارك اردوغان في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في عام 2001 . ومن المتوقع أن يخوض اردوغان الانتخابات الرئاسية عام 2014 للفوز برئاسة الجمهورية بعد منحها سلطات تنفيذية قوية. غير أن استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا أشارت إلى أن جول أكثر شعبية رغم أنه لم يبد أي نية للمنافسة على المنصب الجديد.