حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المحتجين الذين خرجوا للشوارع في شتى انحاء تركيا مطالبين باستقالته من ان لصبره حدود وشبه هذه الاضطرابات بمحاولة قام بها الجيش قبل ست سنوات للحد من سلطته. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المحتجين ضد الحكومة من ميدان في العاصمة انقرة على بعد بضعة كيلومترات من المكان الذي كان يتحدث فيه اردوغان. وعقد اردوغان ستة تجمعات أمس الاحد وهو مقياس للتوترات بعد اسبوع من اكبر مظاهرات وأسوأ اعمال شغب منذ توليه السلطة قبل عشر سنوات. ولوّح الآلاف بالعلم التركي وهتفوا "الله أكبر" في الوقت الذي اتهم فيه اردوغان المحتجين بمهاجمة النساء اللائي يرتدين الحجاب وتدنيس المساجد بأخذهم زجاجات الجعة الى داخل المساجد. وفي قلب اسطنبول التجاري تدفق عشرات الآلاف على ميدان تقسيم بوسط اسطنبول حيث بدأت الاحتجاجات قبل تسعة ايام عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد مظاهرة سلمية احتجاجا على خطط للبناء على متنزه هناك. ويرى كثيرون ان اردوغان يهدد النظام العلماني لتركيا. ويعتصم محتجون كثيرون داخل خيام وهم يسيطرون الان على منطقة واسعة من الميدان مع اغلاق مداخله بحواجز من الحجارة والقضبان الحديدية. وانسحبت الشرطة بشكل كامل من المنطقة. وتطرح الدول الغربية تركيا كمثال لديمقراطية اسلامية يمكن محاكاتها في مناطق اخرى بالشرق الاوسط . ولكن تصرفات الشرطة العنيفة اثارت انتقادات من جانب الغرب ويتهم اردوغان على نحو متزايد قوى خارجية بمحاولة تضخيم الاضطرابات. وهاجم اردوغان ايضا المضاربين الاجانب والمحليين في الاسواق المالية بتركيا وتوعد "بخنق" هؤلاء الذين قالوا انهم يزدادون ثراء من "عرق الشعب" وحث الاتراك على ايداع اموالهم في البنوك الحكومية وليست الخاصة، وقال "هؤلاء الذين يحاولون اغراق البورصة ستنهارون .. اذا امسكنا بمضاربتكم سنخنقكم . مهما كنتم سنخنقكم." واضطربت الاسواق المالية التركية الاسبوع الماضي ويستعد المستثمرون لمزيد من الاضطراب هذا الاسبوع. وقتل ثلاثة اشخاص واصيب نحو خمسة الاف اخرين في الاضطرابات التي تعصف ببلد يواجه حربا على الجانب الاخر من حدوده الجنوبية مع سوريا. وقال اردوغان في واحدة من اكثر كلماته التي صيغت بلهجة حادة منذ بدء الاضطرابات "تحلينا بالصبر وسنتحلى به ولكن للصبر حدود. وهؤلاء الذين يمارسون السياسة من خلال الاختباء وراء المحتجين يجب ان يتعلموا اولا ما الذي تعنيه السياسة." ولم يحدد اردوغان من الذي يعتقد انه "يختبئ وراء المحتجين" ولكن من بين احد انجازاته التي تدعو للفخر التصدي لمؤسسة علمانية محافظة ولاسيما جيش اسقط اربع حكومات خلال 40 عاما. وشبه اردوغان الذين يقول منتقدوه انه اصبح مستبدا بعد الفوز في ثلاثة انتخابات على التوالي هذه الاضطرابات بمواجهة مع الجيش. وقال "اننا اليوم في نفس المكان الذي كنا فيه في 27 ابريل". وفي ذلك اليوم نشر الجيش مذكرة على موقعه على الانترنت ندد فيها بخطط تعيين عبد الله جول الشريك المؤسس مع اردوغان لحزب العدالة والتنمية رئيسا للبلاد. وكانت هذه الخطوة ستعطي حزب العدالة والتنمية سيطرة واسعة على اجهزة الدولة واشار الجنرالات الى ان بامكانهم التحرك لوقفها دفاعا عن النظام العلماني. وساد توقع بأن ترضخ حكومة اردوغان مثلما فعلت حكومات اخرى قبلها لإرداة الجيش ولكنها واجهت الجيش وانتقدته علانية لتدخله ومضت قدما في تعيين جول. وكانت تلك لحظة حاسمة في العلاقات مع الجيش الذي سجن كثير من كبار ضباطه منذ ذلك الوقت بعد تحقيق في مؤامرات انقلاب مزعومة ضد اردوغان.