يرتبط استمرار الشعور بالتعب بجملة من الأسباب التي ليس لها علاقة في الكثير من الأحيان بقلة ساعات النوم أو بالقيام بعمل بدني شاق ولذلك فان من الأهمية بمكان التعرف على أهم الأسباب التي تقف وراء ذلك لان الكشف عنها يمكن له أن يساهم في البدء سريعا بمعالجة الأمراض التي ينبه التعب إلى وجودها في الجسم في وقت مبكر . السبب الأول : اضطرا بات في الغدة الدرقية يقف حدوث الاضطرابات في عمل غدة صغيرة لكنها هامة في الجسم وهي الغدة الدرقية وراء الشعور بالتعب لان هذه الغدة تكون غير قادرة على إنتاج الكميات الكافية من الهرمونات ، أما مظاهر الخلل في عمل هذه الغدة فتتمثل في حدوث زيادة في الوزن وتساقط للشعر وأيضا الشعور بالتعب أما سبب الشعور بالتعب فيعود لانخفاض سرعة عملية الاستقلاب أو الايض نتيجة لقلة الهرمونات الضرورية. ويتم عادة معالجة الإشكالات التي تحدث في الغدة الدرقية بتناول أدوية معينة تقوم بتعديل مستوى الهرمونات إلى المستوى العادي لها . السبب الثاني : الكآبة التي لم يتم اكتشافها يرتبط الشعور بفقدان الطاقة أحيانا بالوضع النفسي للشخص أكثر منه بالوضع البدني ولذلك يعتبر مرض الكآبة من العوامل الجدية التي تتكرر في اغلب الأحيان كسبب للتعب والشعور بقلة النوم . ويعتبر قلة النوم احد الأسباب المنطقية للشعور بالتعب، غير أن قلة النوم يمكن أن تتم نتيجة للوضع النفسي للإنسان ولاسيما شعوره بالكآبة ولذلك يقول الأطباء أن الشعور بشكل مستمر بالتعب وفقدان الرغبة بالحياة يجعل من الضرورة زيارة الطبيب وعدم إهمال هذا الأمر لان تجاهل ذلك يجعل الشخص يقع في حالة أعمق من الكآبة . السبب الثالث : اضطراب في النوم لم يتم تشخيصه يظهر الشك بوجود خلل أو اضطراب في النوم في اللحظة التي ينام فيها الإنسان ساعات طويلة كافية ومع ذلك فانه يشعر بالتعب أما مرد ذلك فيكمن في "الخلل النومي " الذي يجعل النوم سيئا من حيث النوعية وبالتالي فان الجسم لا يأخذ قسطه الكافي من الراحة ويؤدي توقف النفس أثناء النوم أيضا إلى جعل النوم متقطعا غير أنه يصعب اكتشاف حلقات توقف التنفس لفترة طويلة. ويعاني من هذا الأمر 20 بالمئة من الناس الذين يشخرون ليلا ولذلك فان الشخص الذي يشعر بالتعب بشكل مكثف خلال النهار ويعرف بأنه يشخر ليلا أو يستيقظ عدة مرات وهو يشعر بأنه يكاد يختنق ويستيقظ صباحا وهو أكثر شعورا بالتعب ولديه إشكالات في التركيز يتوجب عليه زيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن . السبب الرابع : عدوى مرضية في الجهاز البولي لم تعالج تعتبر من الظواهر العادية للإصابة بالعدوى البولية الشعور بالألم والحرقة والتهيج أما التعب فقد لا يظهر كحالة مرافقة غير انه يتوجب عدم الاستخفاف بذلك لأنه يحدث أحيانا أن يظهر فقط هذا الشعور فيما تبقى المظاهر الأخرى في الخلف مع أن استنفاذ القوى في هذا المجال يعتبر عاديا لان الالتهاب يفعل جهاز المناعة. وتعالج التهابات الجهاز البولي بالمضادات الحيوية غير أن من الهام بمكان تناول كميات كافية من السوائل التي تساعد في تنظيف الطرق البولية . السبب الخامس : إتباع الحمية يؤثر الطعام الذي يتم تناوله بشكل مباشر على كمية الطاقة التي يمتلكها الجسم ولذلك فان توفير المعدل المناسب بين صرف الطاقة وبين التزود بها لا يكفيه فقط تناول كميات كافية من الحريرات والبروتينات لان الجسم بحاجة إلى مواد مغذية أخرى . ويوضح المختصون أن قلة وجود الحديد في الجسم على سبيل المثال يجعل صاحبه يشعر بالضعف والتعب لان الجسم غير قادر على إنتاج الكميات الكافية من مادة الهيموغلوبين الضرورية لتزويد الخلايا بالأوكسجين كما يمكن أن ينتهي الأمر بظهور فقر في الدم ليس فقط بسبب الطعام وإنما أيضا بسبب فقدان الدم الكثيف أو بسبب نزيف أو خلال الدورة الشهرية . ويشير الأطباء إلى انه من بين أسباب التعب هنا ليس فقط قلة الطعام بشكل عام وإنما أيضا قلة الطعام الصحيح مع انه يكفي في هذا الأمر الاهتمام بقائمة الطعام الذي يتم تناوله وتتبع أن يكون مضمونه موزعا عبر خمس وجبات طعام متوازنة خلال النهار. السبب السادس : تحسس غذائي مخفي قد لا يخطر ببال الكثيرين أن التحسس من الطعام يمكن أن يظهر على شكل تعب مع أن مبدأ ذلك هو مشابه لمبدأ أو قاعدة الإصابة بالعدوى المرضية حيث يقوم الجسم بإطلاق رد الفعل المقاوم الذي يقوم بتعزيز قوة الجسم ويتم الشعور بالتعب العادي لثناء التعرض مثلا للداء البطني أو توتر الغلو تين . السبب السابع : تناول كميات كبيرة من الكافيين يتناول الكثير من الناس القهوة على أمل أن يبعدوا الشعور بالتعب غير أن المبالغة في تعاطي مادة الكافيين التي تحتويها القهوة يكون لها تأثير معاكس لان إشباع الجسم بهذه المادة يولد شعورا بقلة النوم وبالتهيج وبوجع الرأس والشعور بالضيق وأيضا وفي المقام غير الأخير بالتعب . وينصح المختصون الصحيون بالتفكير باستبدال القهوة أحيانا بتناول الشاي الذي يحتوي على كميات اقل من الكافيين وبالحد من تنول السوائل التي تحتوي على هذه المادة. ويشيرون إلى أن تناول كأسا من الماء أو ممارسة الحركة بشكل منتظم يمكن أن تمنح الجسم الطاقة بشكل أفضل من الكافيين . السبب الثامن : مرض سكري لم يتم تشخيصه يزداد عدد المصابين بالسكري في مختلف دول العالم بشكل مقلق ورغم ذلك فان الأرقام المنشورة لا تعكس الواقع الحقيقي لان الكثير من الناس يكونون مصابين بالمرض ومع ذلك لا يشعرون به وبالتالي لا يندرج عددهم ضمن المصابين بالمرض. ويحافظ السكر على وضع الجسم في حالة الحركة ولذلك فان نقصه يجعل الإشارات الأولى تصدر عن لجسم ولاسيما على شكل تعب يقترن بازدياد الشعور بالعطش أو الحاجة إلى التبول أما عندما يترافق ذلك بفقدان الوزن والشعور بالتوتر وحدوث إشكالات في البصر فان الحاجة تكون ضرورية لزيارة الأطباء المختصين الذين يمكن لهم إجراء فحص السكري . ويعتبر هذا الأمر ضروريا لان الكشف المبكر عن المرض يساعد في معالجته بشكل فعال وعدم السماح له لحاق الضرر بأعضاء الجسم المختلفة . وينصح الأطباء الناس الذين يشعرون في الفترة الأخيرة بالتعب غير العادي بان يقوموا بإجراء تغييرات في أسلوب حياتهم أما عندما لا يتحسن الوضع بعد ذلك فان الحاجة تكون ضرورية أيضا لزيارة الأطباء . ويشدد المختصون على عدم الاستخفاف بالتعب لأنه يمكن عبره أن يعطي الجسم انطباعا بان الأمور ليست على ما يرام .
