برلين (د ب أ) - كان ذلك يبدو مستحيلاً بعد قضية فيستينا في 1998 أو عملية بويرتو عام 2006، لكن الحقيقة أن عالم سباقات الدراجات عاش في 2012 عاما أكثر صعوبة بسقوط لانس أرمسترونج، المتورط في أكبر فضيحة منشطات في التاريخ. غرقت المعاناة فوق الدراجة والانتصارات على الطريق أسفل زلزال أرمسترونج، الذي هز في طريقه قواعد الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات. وبعد الكشف عن القضية في أكتوبر، دخل الأميركي في حالة سقوط حر، فخسر ألقابه السبعة في سباق فرنسا الدولي (تور دو فرانس)، وتخلى عن رئاسة مؤسسته الخيرية لمكافحة مرض السرطان، وابتعد عنه رعاته والآن قد يواجه خسائر بالملايين، بل وربما عقوبة السجن. كان تقرير الوكالة الأميركية المكافحة المنشطات (أوسادا)، الذي أنهى مسيرة أرمسترونج، بمثابة الصدمة، لكن الدراج الألماني المعتزل أولاف ألداج أوجز حقيقة الأمر بجملة: "إنني متأثر ومندهش إزاء تأثر واندهاش الجميع". وقبل الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات، الذي زادت الأقاويل المحيطة به على خلفية تلك الفضيحة، أدلة أوسادا، وعاقب السائق وأطلق على تلك السنوات اسم "الحقبة السوداء"، ليترك النسخ السبع من السباق الفرنسي دون فائز، مع تورط غالبية ملاحقي الأميركي على ألقابها في فضائح منشطات. ويسعى الاتحاد الدولي إلى تطهير صورته بلجنة مساعدة ذاتية لتسوية ماضيه وبناء مستقبله، لكن الأصوات التي تتعالى مطالبة باستقالة رئيسه بات ماكويد، الذي عصفت به قضية أرمسترونج، تزداد مع الوقت. وتمثل حركة "غيروا سباقات الدراجات الآن"، إحدى الجهات الأكثر انتقادا للاتحاد الدولي للعبة، وأعلن أحد أعضائها، بطل سباق فرنسا ثلاث مرات جريج ليموند، استعداده لتحدي ماكويد في الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 2013، العام الذي ينطلق أواخر يناير بقضية عملية بويرتو في إسبانيا. وبعيدا عن النفقات الباهظة التي يحصل عليها جيش المحامين الذين يتولون قضيته، يطالب عدد من الرعاة فضلا عن الشركة المنظمة للسباق الفرنسي وصحيفة "صنداي تايمز"، التي قاضاها أرمسترونج قبل بضعة أعوام، بتعويضات قيمتها نحو مليوني يورو. كما قد يواجه الأميركي عقوبة السجن بسبب الشهادة الزور، بعد أن أكد أنه لم يتعاط المنشطات "قط".