12/27/2012 11:58 PM بين الترهيب والتخويف واختلاق مواقف ودعاوي قضائية والتهديد لكثير من المخرجين والفنانين .مر عام على السينما المصرية في ظل حكم " الإخوان" والذي لم يتمكن ببرنامجهم المزعوم " النهضة" أن ينهضوا بأى شئ فى الدولة ، وحتى مجال السينما الذى كان يتنفس الصعداء بالكاد في ظل النظام السابق ، لفظ أنفاسه الأخيرة على يد حكم الاخوان ونهضتهم الزائفة . وكما هو متوقع أعطى طائر النهضة الإخواني ظهره لصناعة السينما ، اللهم ما عدا فى مجموعة من القرارات الرقابية التي شوهت الأعمال المعروضة سينمائيا تحت إدعاء حماية الدين والشريعة فى نغمة أصبحت مفتعلة ومملة ،وهو الوضع الذي يضع الفن تحت يد فاشية تتعامل مع الجمهور كطفل صغير تختار له ما يناسبه وإلا تعرض للعقاب وكله بالشرع والدين ! وعلى الرغم من تعويل الكثيرون بأن صعود جماعة الإخوان المسلمين للحكم سيحدث تغيير جذري وقوي في السينما المصرية لأنهم الجماعة الدينية الوحيدة المتفتحة بين التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة الآن من سلف وخلافه ، إلا انهم خذلوا صناعة السينما وجعلوها صناعة منتهية الصالحة في ظل حكمهم ، ، وأصيب بخيبة أمل كل من توقع أن تسير السينما المصرية على خطى السينما الإيرانية والتي وصلت للأوسكار العام الماضي فى ظل حكم إسلامى متشدد ! ، وهى النغمة التى كان يرددها داعمو وصول الأخوان للحكم للوقوف أمام مخاوف السينمائين من فاشيتهم وعدم احترامهم للفن بشكل عام و من تابع السينما خلال 2012 سيكتشف اختفاء العديد من النجوم في ظروف غامضة عن صناعة السينما ، فسنجد أن عادل إمام وأحمد حلمي ومكي وغيرهم كثيرين فضلوا عدم تقديم أعمال سينمائية جديدة بعد الظروف السيئة التي يمر بها السوق السينمائي وسيطرة الفكر الإسلامي المتشدد على موظفي الرقابة لإرضاء جماعة الإخوان ورئيسهم محمد مرسى ، وظهرت لنا حالات تؤكد تورط الرقابة في إرضاء التيار الديني مثل تعطيل أفلام لمخرجين بقيمة محمد خان و داوود عبد السيد وعمرو سلامة وغيرهم ! ولم يجد صناع السينما سوى اللجوء للأفلام السطحية التي تعتمد على أغنية ورقصة ساخنة بتوليفة السبكية لتمرير أفلامهم بعيدا عن مخالب الجماعة داخل الرقابة على المصنفات الفنية. وعلى مدار عام كامل لن تجد عمل سينمائي مصري يستحق الوقوف أمامه أو حتى إلقاء الضوء عليه ، اللهم سوى فيلم بعد الموقعة ليسرى نصر الله رغم سلبيات الفيلم العديدة التي وقع فيها المخرج ! لنجد أن المشهد السينمائي يتصدره هذا العام فيلم ريكلام للمخرج على رجب وبطولة غادة عبد الرازق ، وظهور سما المصري بفيلمها "على واحدة ونص " وفيلم محمد رمضان عبده موته" والذي حقق أعلى إيرادات يومية في تاريخ السينما المصرية ! و أيضاً فيلم حصل خير لسعد الصغير ،عودة ظهور فيفي عبده بمهمة في فيلم قديم وغيرها من الأفلام التي مرت مرور الكرام لأن معظمها تتوجه لجمهور السينما من المراهقين . وفي الوقت الذي توقعنا فيه نهضة سينمائية تتزامن مع الثورة والوعى الشعبي الذي نتج عنها ، والتي جعلت رجل الشارع البسيط يتحدث بالسياسة ويعي ويفهم جيدا حقوقه وواجباته ،لم نجد فيلما واحدا يناقش قيمة فكرية تستحق التقدير أو حتى يعبر عن الثورة بالشكل التي تستحقه ،لنعيش حالة افلاس فكري وفني في عام 2012 في أول سنة تحت مظلة حكم الإخوان. فماذا سنقدم خلال السنوات القادمة أسوء مما قدمناه خلال هذا العام ؟! الله واعلم !