قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    التلفزيون الإيراني: لا وجود احياء في حطام مروحية الرئيس الإيراني    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    شيخ الأزهر يعلق على فقدان الرئيس الإيراني    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاسلاميون يحتفلون بموقعة الدستور وخصومهم يتوقعون كارثة قادمة.. هجوم على البرادعي لاتهامه للمصريين بالجهل
نشر في الجنوب ميديا يوم 29 - 12 - 2012

الاسلاميون يحتفلون بموقعة الدستور وخصومهم يتوقعون كارثة قادمة.. هجوم على البرادعي لاتهامه للمصريين بالجهل القاهرة 'القدس العربي': بين خندقين الأول لأهل الايمان - كما يطلقون على انفسهم - والثاني للقوى المدنية التي لا يلبث افرادها بسكب الدموع على مصر، التي تتحول بسرعة عن هويتها المتنوعة لتعيش البلاد حالة غير مستقرة المزاج.
دعاة المساجد من السلفيين بدأوا بالتمكين في منابرهم بينما يشير خصومهم بان مصر في اتجاه الهاوية، وبين الفريقين شعب يعاني قرابة نصف سكانه من الأمية وبات غارقاً في نار الفتنة فأي الفريقين يصدق وإلى أي دعاة الفريقين يلبي النداء.
صحف مصر الجمعة كشفت بجلاء بوادر الفتنة التي قسمت البلاد لقسمين، وبينما كان يطمح البعض لأن يتجاوز الدستور الذي ولد متعثراً الأزمة ويعيد اللحمة بين الفريقين إذا بالساعات الأخيرة تكشف عمق المحنة التي تخيم على البلاد للحد الذي دفع بعض خصوم الاسلاميين لدعوة الجيش للتدخل ليكشفوا بجلاء عن تناقض واضح واضطراب في تفكيرهم، فبعد ان هتفوا بسقوط العسكر يطالبون الان بإعادتهم للمشهد مجدداّ. ومن الموضوعات التي اهتمت بها الصحف عودة مجلس الشورى للأنعفاد بكامل هيئته، واحتلت الأزمة الاقتصادية التي تواجهها مصر موقع الصدارة في الصحف، ونددت العديد من الصحف ببقاء هشام قنديل في منصبه رئيساً للوزراء، كما شهدت الصحف مزيداً من المعارك بين الاسلاميين وخصومهم. وإلى التفاصل:
البرادعي يعلق فشله على جهل المصريين
ونبدأ رحلتنا الصحافية مع محمود سلطان رئيس تحرير جريدة 'المصريون' ذات التوجه الاسلامي والذي هاجم محمد البرادعي احد ابرز وجوه المعارضين لجماعة الاخوان والرئيس محمد مرسي قائلا: 'أتمنى من الدكتور محمد البرادعي، أن يتخلى عن لغة التعالي التي يخاطب بها المصريين، وأن لا تحمله 'الهزيمة السياسية' التي لحقت به بعد إقرار الدستور الجديد، على الإساءة للشعب المصري والتحريض عليه، وحث الغرب على 'تجويعه' عقابًا له، بعد أن قال كلمته في الدستور على نحو لم يرض البرادعي وجبهته.
البرادعي وفي حوار خاص مع 'بي بي إس' الأمريكية، قال إن 'الأميين' فقط هم الذين صوتوا لصالح الدستور.. وأن المتعلمين ورجال الأعمال رفضوه! وهي إهانة يمكن أن يعاقب عليها قانونًا.. إذا كان فعلًا كما يدعي 'داعية مدني' يحترم القضاء والقانون وينحاز إلى إرادة الشعب البرادعي كان محرضًا فجًا.. وقال لبرنامج ساعة الأخبار وبالنص كما أوردته 'المصري اليوم': نحتاج من الجميع حول العالم أن يتحملوا مسؤولياتهم، ويجب على كل منهم أن تكون أقواله متماشية مع تصريحاته، في إشارة إلى ضرورة استخدام القوى الخارجية مساعداتها لمصر كورقة ضغط لتحقيق الديمقراطية التي تدعو إليها ودعا 'البرادعي' إلى عدم تكرار 'الخطأ الذي وقع خلال عهد مبارك' ممثلًا في 'التضحية بالديمقراطية' من أجل 'المصالح السياسية الإقليمية قصيرة المدى'.
إن تتبع تصريحات البرادعي ومواقفه في الآونة الأخيرة، يشكك إلى حد بعيد في 'أهليته' السياسية، وصلاحيته لمرحلة ما بعد الثورة.. وبعد الاستفتاء على الدستور الجديد ويبدو لي بتواتر المواقف أنه يفتقر إلى 'الخيال' أو 'الإبداع السياسي' أو تقديم رؤى مبتكرة، لمستقبل مصر السياسي، إذ لا يصدر منه إلا الأفيهات الجاهزة والمعلبة عن الحرب الأهلية و'الكارثة' و'الإفلاس الاقتصادي'.. ومرسي 'الديكتاتور أو الإله'.. وما شابه.. وهي انتقادات فضفاضة لا تكاد ترى فيها ما يقنع الرأي العام مصر هذه الأيام لا تحتمل إهدار طاقتها في الاشتباك مع هذه المعارضة 'العبثية'.. وإذا كان ثمة ضرورة ملحة، لوجود قوى مدنية حقيقية، تعدل قوة الحضور الطاغي للاسلاميين، في السلطة.. فإن طريقة إدارة البرادعي، للخلافات السياسية، غير مشجعة بالمرة، للاعتقاد بجدية موقفه من الدستور أو من طريقة الرئيس مرسي في الحكم.. وربما لا تشجع أيضًا على الوثوق بها كقوة مدنية حقيقية وغير مزيفة.
شكراً للشعب وأهلاً بالمعارضة
اسفرت نتائج الاستفتاء عن حالة من التفاؤل والفرح بين انصار التيار الاسلامي ومن بينهم قطب العربي الذي أعرب في صحيفة 'الحرية والعدالة'، لسان حال الاخوان المسلمين عن ان النتيجة النهائية تؤكد ان الشعب يعرف الطريق الصحيح لمستقبله: جميل أن يعلن أقطاب المعارضة قبولهم لنتيجة الاستفتاء حتى وإن هددوا بأنهم سيواصلون نضالهم السلمي لإسقاط هذا الدستور أو تعديل نصوصه بعد الحصول على أغلبية برلمانية في مجلس النواب المقبل، فهذا النضال السياسي حق مشروع في دولة ديمقراطية، ومن حق الشعب أن يتجاوب معهم، أو أن يرفض أطروحاتهم تجنبا للدخول في متاهة جديدة تعصف بما حققه من استقرار أو تقدم يضيف قطب إذا كان بعض الشباب والسيدات قد أخذتهم العزة بالإثم، عبر قطع بعض الطرق مثل كوبري 6 أكتوبر، أو استمرار الاعتصام في ميدان التحرير رغم انتفاء المبررات، وقيام بعض السيدات بقص خصائل من شعورهن احتجاجا على إقرار الدستور! فإن من واجب العقلاء وقادة المعارضة أن يرشدوا هذا السلوك، وأن يوجهوا جهد هذا الشباب الثائر إلى عمل منتج، وأخص هنا الاستعداد لانتخابات مجلس النواب بعد شهرين حتى لا يدركهم ذلك اليوم فجأة فيعضون أصابع الندم على نقص الاستعدادات ويطلبوا أجلا جديدا لن تسمح به القوانين مرة أخرى.. نتيجة الاستفتاء عززت شرعية الرئيس مرسي وحكومته، وإذا كانت رموز المعارضة ادعت أن التصويت كان يجري على الرئيس وسياساته وليس على الدستور ونصوصه، فإننا بهذا المنطق نستطيع أن نستخلص أن شعبية الرئيس زادت من 51.5' إلى 64 ' أي: بواقع 12.5' ودون دعم من بعض القوي الليبرالية واليسارية التي أعلنت دعمها له في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
الاعلامية 'السرسوعة' تربت في مدرسة مبارك!
ونتحول نحو مزيد من المعارك الصحافية على لسان المستشار فتحي الملا بصحيفة 'المصريون' نحو إعلامية هي الأكثر شهرة في سمائنا الفضائي لميس الحديدي وإن كان المستشار لم يسمها، وقد اشتهرت بالعداء للاسلاميين ومشروعهم، يقول الملا: هذا العمل الذي تمارسه هذه الإعلامية (السَّرْسُوعَةْ)، صباح مساء.. ونظرتها السوداوية القاتمة، وكلماتها المسمومة، وأفكارها السقيمة التي تحجب ما تخفيه نفسها من أمراض نفسية وعاهات مزمنة كشفتها الثورة، فهذه (السَّرْسُوعَةْ) وأمثالها تربية عصر مبارك، بكل سوءاته وسيئاته، اكتسبوا خبراتهم الإعلامية وجنَّدوها لخدمة النظام السابق وكان كل أمالها أن يوقع لها مبارك على ورقة عملة (فئة مائة جنيه) لتكون ضمن كنوزها التي قد تكون محتفظة بها إلى الآن ليرثها ورثتها الشرعيين.. ربما وبدلًا من أن تنكسف وتعتذر عن فعلتها السوداء اللي لا تشرف ثائرًا ولا ثائرة إذ بها يطول لسانها وتتزايد حماقتها ويصور لها خيالها السقيم أن المشاهدين قد نسوا ماضيها وتجنيد نفسها أقصد لسانها وشفتيها في السب واللعن والتطاول على خلق الله ما هذا الإعلام الذي تمارسه السيدة (السَّرْسُوعَةْ)؟أين تعلمت قواعده وأصوله؟ كيف يراها من علموها وهل من سبيل (لشكمها) وتصويب مسارها؟ والإحسان إليها بالنصيحة السليمة وعدم التمادي في الباطل واللعب بالنار، وتكف عن الإعلام الأعور، الذي يرى بعين واحدة لمرض نفسي، ولمصالح (ذاتية) ليس غير.. هذه (السَّرْسُوعَةْ) ليست حريصة على مصلحة وطن وإلا كان أسلوبها أفضل، وكلماتها أكثر صدقًا.
مصر خرجت خاسرة في معركة الدستور
ومن الحديث عن لميس الحديدي وكيدها للاسلاميين الى جريدة 'الأهرام' والكاتب فاروق جويدة والذي يعبر عن حسرته لأن الدستور الجديد الذي ولد قبل أيام فرق مصر بدلاً من أن يجمعها: 'في هذا الاستفتاء ظهر الانقسام الديني في ابشع صوره حين وجدنا انفسنا امام مصطلحات لم تدخل يوما قاموس الحياة المصرية وهي المؤمنون والكفار وقد جاءت هذه المفردات على لسان مشايخنا الأجلاء في صورة خطب منبرية،حيث تحولت مساجد مصر إلى ساحات للصراع السياسي وانتقلت بالضرورة امام الصخب الإعلامي المجنون إلى دائرة الفتاوى واستباحت الكذب والتضليل في سبيل الوصول إلى غايات مشبوهة.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد، شهدت مصر لأول مرة إشعال حرب بالحجارة داخل بيوت الله وجاءت غزوات بين المدن المصرية تشبه غزوتي بدر وأحد وفتح مكة.. وشاهدنا على شاشات الفضائيات معارك المسلمين والكفار وكأن حمزة رضي الله عنه يحارب ابا لهب.
في الإسكندرية مدينة الفكر والثقافة وواحدة من أقدم وأعرق مراكز الحضارة الإنسانية القديمة والمعاصرة.. كانت حرب المساجد من أسوأ المشاهد في معركة الدستور وفيها استخدم كل فريق أحط الوسائل السلوكية واللفظية ابتداء بالاتهامات وانتهاء بالتكفير وفي تقديري جويده أن معركة الدستور تركت الجسد المصري منهكا ومقسما ومشوها على كل المستويات :هنا غابت تماما معارك الفكر وخصومات الرأي والجدل حول مواد الدستور لتحل مكانها معارك دينية هي ابعد ما تكون عن ثوابت العقل المصري الرشيد وإيمانه الوسطي المترفع.. في معركة الدستور كما أكدت لا يوجد منتصر ولا مهزوم، فكلنا فيها خاسرون.. ان التيارات الدينية، التي كانت ترى في هذه الموقعة الدامية نصرا محتما،لم تحقق الأهداف التي تصورتها، فقد خرجت من المعركة دون ان تحصل على الأرقام التي حققتها من قبل وهذا يعني ان هناك تغيرا في موقف القوي السياسية وقدراتها التنظيمية في الشارع المصري، لقد تراجع رصيد القوي الاسلامية في الشارع المصري امام متغيرات كثيرة في المواقف والإتجاهات بعد ان استولى الاسلاميون على الغنيمة ماذا سيفعلون بمصر؟
'الأهرام': أخونة الدولة وأسلمة المجتمع
الآن وبعد ان تحقق للاسلاميين مرادهم ماذا سيفعلون بغنيمتهم'الدستور' هذا ما يجيب عليه السيد ياسين في 'الأهرام': ومعنى ذلك أن هذا المجلس بغالبيته الاخوانية السلفية سيصدر تشريعات تحقق أهداف جماعة الاخوان في أخونة الدولة وأسلمة المجتمع، بغير معارضة كان يمكن أن تكبح جموح جماعة الاخوان المسلمين في استئثارها بوضع التشريعات التي ستؤثر حتما في الانتخابات البرلمانية القادمة ما دام المجلس سيصدر قانون تنظيمها. وفي تقديرنا أن المشهد السياسي الذي يسوده الانقسام في الوقت الراهن وسواء سعت الجبهة الليبرالية بالوسائل الديمقراطية السلمية لإسقاط الدستور، أو في حالة قبولها له مرغمة ودخولها في الانتخابات البرلمانية القادمة، فإن الاستقرار السياسي اللازم للتقدم للأمام من الموقف السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي المتردي لا يمكن أن يتحقق إلا بتوافر عدد من الشروط الأساسية. أول هذه الشروط التي لها أسبقية مطلقة هو إعادة بناء مؤسسات الدولة الأساسية التي حاولت قوي متعددة وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين هدمها باتباع أساليب قانونية مرفوضة، أو تنظيم مظاهرات فوضوية تخريبية ضد المؤسسات القضائية وفي مقدمتها المحكمة الدستورية العليا.
والنموذج الأبرز لعدوان رئيس الجمهورية الدكتور مرسي على استقلال السلطة القضائية كما يشير السيد ياسين هو المهزلة الخاصة بالسعي المتواصل الذي خاب لإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، مرة بتعيينه سفيرا بالفاتيكان حتى يغادر مجبرا موقعه، ومرة أخرى بعد سحب هذا القرار المعيب بإيراد نص في الإعلان الدستوري الباطل ترتب عليه إقالة النائب العام. وأسوأ من ذلك كله تعيين نائب عام ينتمي فيما يبدو- إلى الاخوان المسلمين ورفض جموع القضاة ووكلاء النيابة هذا التعيين الباطل. وبعدما تقدم النائب العام الجديد باستقالته تحت ضغوط رفضه من جانب الهيئة القضائية عدل عن استقالته، وعاد من جديد ليمارس وظيفته بصورة غير شرعية، وليس من مكتبه المعتاد في دار القضاء العالي وإنما من مكتب فرعي للنائب العام في التجمع الخامس، هروبا من الوقفة المضادة له أمام مكتبه التي قامت بها جماعات من القضاة ووكلاء النيابة غير أن أخطر عدوان على استقلال القضاء هو المظاهرات التي نظمتها جماعة الاخوان المسلمين ضد المحكمة الدستورية العليا ومحاصرتها ومنع قضاتها من دخول مبني المحكمة، في الوقت الذي كان يستفتي فيه الشعب على الدستور. ومعني ذلك أن المحكمة العليا التي تحمي الدستور محاصرة وعلقت جلساتها إلى أجل غير مسمى، وفي الوقت نفسه يدفع الشعب دفعا إلى التصويت على الدستور المعيب.
إلى تهاني: ما قطعوكي وماعزلوكي ولكن شبه لهم
ونتحول نحو المعارك الصحافية والكاتب حمدي رزق في جريدة 'المصري اليوم' الذي يشد من ازر المستشارة تهاني الجبالي التي اقصيت من المحكمة الدستورية، ويشن الكاتب هجوماً شرساً على الاخوان بسبب ذلك: 'لو اجتمع الاخوان على أن يضروك بشيء، نصالهم ترد إلى صدورهم، خسرك الوطن في الدستورية فأهلاً بك في الميدان، شرف لكِ أن تنزلي إلى الميدان متّشحة بثياب الحق على أن تجلسي رهينة المحبسين: الدستورية المحاصرة، ودستور عاجز عن الوفاء بمتطلبات الحياة الكريمة لشعب كريم العنصرين تآمروا بليل ليعزلنّك مصبحين، وما عزلوك وما قطعوك، لكن شبّه لهم أنها نهايتك، يستعجلون النهاية لكنها البداية التي لا يتوقعون، نعلم حقاً ستكونين حالة استثنائية في معارضة حكم الملالي، حالة تذكرنا بالفضليات من الحرائر اللاتي دفعن ثمناً غالياً لمواقفهن ضد الاستبداد الديني، في وجه محاكم التفتيش، وضعوك هدفاً نصب أعينهم، لكنهم لا يبصرون معدن الحرائر من سيدات مصر الفاضلة العفيفة الحرة التي تجوع ولا تتذلل لمرشدها، لا تقبل اليد ولا تنحني تلبس الحذاء، لا تقول سمعنا وأطعنا، تمسك بالعروة الوثقى لا تماري في ما يعتقدون أنه حق لهم، اتركي لهم الدستورية وانطلقي في رحاب الوطنية، يملكون قراراً وتملكين قراراً، يستحيون دستوراً، وتقرين الحق الذي فيه يمترون، ألقِي باستقالتك في وجه الذين ناصبوك العداء، وقرى عيناً، لا الدستورية تزيد قدرك ولا تنقصه، الدستورية محاصرة، منكسرة، واجب كنتِ تؤدي إياه بضمير القاضي، وهؤلاء لا ضمير ولا أخلاق لهم، إنهم قوم كاذبون، وعلى كذبهم العالم شاهد، يتدثرون بالدستور، دستورهم لا يساوي ورقة توت تخفي عورة، مفضوحون على قارعة الطريق يتسولون 'نعم' من أفواه جائعة، بئس مسعى الكاذبين! السيدات الكُمّل ندرة بين النساء، والكُمّل من النساء قلما يتوفرن في زمن تُستباح فيه حرمة النساء، وتُنتهك الأعراض، وتُرمى وتُقذف المحصنات، نالك كثير من سناج هبابهم وما ينفثون من سواد يلوثون به حياة المصريين، الكمّل من النساء لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الوطن بعد الله، سبحانه وتعالى.
آخر الرجال المحترمين يهاجم السلفيين
لا يختلف اي مراقب محايد ان يقرعن حالة من الترصد وتصيد الأخطاء نحو الاسلاميين باتت تخيم على الساحة الصحافية سحر جعارة التي اشتهرت بكراهيتها للتيار السلفي والاخواني توجه التحية لعالم ازهري بعينه هو الشيخ احمد كريمة عبر 'المصري اليوم' لمواجهته لرموز ذلك التيار لنستمع اليها وهي تزرف الدمع على حال مصر في زمن الاخوان: 'طبقاً لاعتراف الدكتور 'ياسر برهامي'، المسجل، فقد أطلق 'مشايخ الفضائيات' على الصحافيين والإعلاميين ما سماه سياسة 'العين الحمرا'.. وهي السياسة التي امتدت للفنانين وأدخلتنا في حرب شتائم من منصة الشيوخ وعتاب وتذكرة بأخلاقيات الاسلام من الإعلاميين!
الحرب لم تترك في قاموس البذاءة لفظاً يخدش الحياء إلا واستخدمته، حتى الخوض في الأعراض واقتحام غرف النوم! لقد قررت ألا أذكر أسماء نجوم 'الردح الديني' على الفضائيات، لأنهم هواة شهرة، ولأن أخلاقهم وتعبيراتهم تسيء للاسلام. لكن في قلب هذا الظلام أطل علينا الدكتور 'أحمد كريمة'، أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر، مع الإعلامية الواعية 'منى الشاذلى' برسالة كلها إنسانية ليبرئ رسولنا الكريم (عليه الصلاة والسلام) من الأحاديث الضعيفة التي روجها البعض لتبرير البذاءة والتدني في مهاجمة رموز الإعلام الدكتور 'كريمة' بكى وكله غيرة على الاسلام ممن سماهم 'خوارج هذا العصر' ومما لحق الاسلام من أولئك الشتامين، وقال إنهم يجب أن يحاسبوا بتهمة ازدراء الدين الاسلامي.. وطالب شيخ الأزهر بتقديم مذكرة إلى النائب العام فيها أسماء هؤلاء السبابين. الغريب أنهم وبعد وصلات السب والقذف خرجوا في اليوم التالي يعتذرون لمن طعنوهم في شرفهم.. كأنهم تلقوا تعليمات بالتهدئة ممن يحركونهم أو أنهم جبنوا وتراجعوا خشية مقاضاتهم! هؤلاء (لا يحملون مؤهلاً شرعياً)، كما قال 'كريمة'، لكنهم يتحدثون كأنهم ظل الله على الأرض، لمجرد أن دولتهم الهشة مررت دستورا مشوهاً يصادر حرية الفكر والعقيدة والإبداع.
مرسي يعود لهوايته ويؤدي اليمين للمرة الخامسة
وإلى انباء الرئيس مرسي والذي عاد لهوايته القديمة آداء القسم الجمهوري والذي جر عليه الكثير من الهجوم والسخرية، فقد قالت مصادر بحزب 'الحرية والعدالة' إن الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشورى اتفقت على اختيار الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب، مستشار رئيس الجمهورية، زعيماً للأغلبية، بدلاً من النائب علي فتح الباب، وأشارت إلى أنه من المتوقع تغيير بعض رؤساء اللجان، على رأسها اللجنة التشريعية، التي قد يرأسها الدكتور حسين حسان، أو الدكتور جمال جبريل، أستاذ القانون الدستوري وأضافت المصادر أن مشاركة 'العريان' في وضع الدستور جعلته مؤهلاً أكثر من غيره لقيادة الأغلبية والحوار مع ممثلي الأحزاب والمستقلين حول التشريعات الجديدة وتابعت المصادر أن الرئيس محمد مرسي سيلقي بيانه الأول بعد إقرار الدستور الجديد 'السبت'، أمام جلسة خاصة للمجلس، بكامل تشكيلته وبحضور الحكومة وكبار رجال الدولة ورؤساء الأحزاب وممثلي الأزهر والكنيسة، وسيؤدي اليمين الدستورية من جديد للمرة الخامسة منذ توليه الرئاسة، تفعيلاً لمهامه في الدستور الجديد، على أن يتم اختيار رؤساء اللجان والوكلاء بعد بيان الرئيس من جهة أخرى، أمهلت مؤسسة الرئاسة القوى السياسية غير المشاركة في الحوار الوطني حتى، السبت، لتقديم مقترحاتها حول قانون الانتخابات البرلمانية، قبل عرضه على مجلس الشورى الإثنين لمناقشته، وتوقعت مصادر تصديق الرئيس على القانون، الخميس، وتناقش لجنة الحوار الوطني التي يقودها المستشار محمود مكي، نائب الرئيس السابق، مطالب المعارضة بهذا الشأن، الأحد، لعرضها على المجلس قبل تقديم مشروع الحكومة.
كسبوا الدستور لكنهم خسروا مصر
ونبقى مع ما انتهت إليه معركة الدستور والتي كانت الشغل الشاغل لمعظم كتاب الصحف ومن جريدة 'الوطن' نتأمل ماكتبه الروائي يوسف القعيد: 'الخاسر الوحيد في غزوة الدستور هم من يحكمون مصر. يعني انتصارهم نهاية وَهْم الدولة المدنية الذي صدقه السُذج وتصوروا أنه يمكن أن يعرف الطريق إليهم. وانتهاء حلم العدل الاجتماعي من الآن وحتى يتقرر مصير مصر. والمهم أن على نخبة مصر أن تدرك أن الحريات العامة والخاصة أصبحت في خبر كان. فنحن لسنا بإزاء دستور، ولكن نص يُمَكِّن قِلة من التحكم في رقاب الأغلبية. وأن تجعلها تعيش بشروطها وبالطريقة التي ترضاها.. خطورة النصر الوهمي في غزوة الصناديق أن الاخوان المسلمين أصبح لهم منافس خطير من نفس اتجاههم وحقلهم، ألا وهو التيارات السلفية التي تزايد على الاخوان في الشارع.
ويبدو أن قدر الاخوان هم السلفيون وليس الليبراليين ولا اليسار، لأن السلفيين بسلوكهم يجعلون شرعية الاخوان تتآكل في الشارع.. داعية الإسكندرية الذي خرج ليكشف مؤامرات الليل لطبخة الدستور. هدفه أن يقول إننا نحن أبناء السلف الذين نحرص على الاسلام أكثر من الاخوان، خصوصاً أن هذا الداعية له كتاب ضد جماعة الاخوان المسلمين. وليت الخطر توقف عند من يتكلمون من السلفيين، ولكن ها هي العضلات التي استنبتوها لتخويف المصريين منهم تمارس عملها.
لقد نسي حكام مصر أن أمريكا أطلقت أسامة بن لادن، لكنها دفعت الكثير وخاضت الحروب لتغتاله، وأن أنور السادات أطلق الاسلاميين ليُرهب بهم خصومه، وكانت النتيجة أنهم اغتالوه يمكن أن تطلق العفريت لكنك قد لا تستطيع أن تسترده.
أبواسماعيل يعيد أمجاد أنطونيو
الشاعر احمد فؤاد نجم احد الذين تغنوا للاسكندرية لكن يؤلمه الآن كثيراً ما يجري لها من ترويع من قبل بعض الاسلاميين على رأسهم الشيخ حازم ابوإسماعيل فرد عليه في جريدة 'الوطن': 'يتمتع بشخصية كاريزمية ذات قدرات هائلة على الحشد، تجلت عندما قدم نفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية، حيث اقتحم شوارع القاهرة بجيوش من شباب الفقراء بأعلامهم السوداء والكاروهات وعلى كل لون يا 'باطيسطا' مما جعل بعض البسطاء يراهنون على نجاحه في تلك الانتخابات، وباكتساح حتى وشى به أحدهم بأن السيدة والدته أمريكية الأصل مضت بنا الأيام العجيبة التي تعيشها مصر المحروسة عقب ثورة 25 يناير المباركة المنتصرة بإذن الله مهما حاول الأعداء تعطيلها، ثم فجأة أيضاً ظهر الأخ 'حازم لازم' أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بقضه وقضيضه في حملة تأديبية للإعلام المصري الذي لا يعجب الأستاذ المحامي السابق، وحين نقلت الكاميرات التليفزيونية مشهد 'حازمون' يفترشون الأرض ويمارسون رياضة المصارعة وهم يقطعون الطريق أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، ثم جاء دور الحيوانات لنرى العجول والأبقار وهي تذبح على مسمع ومرأى من المشاهدين، وقبل أن نذهب بعيداً في تفسير مغزى هذه المشاهد فوجئنا ب'مخزنجي' مدينة الإنتاج الإعلامي يصرخ: إلحقوني يا عالم الناس دي سرقت البهايم من زريبة مدينة الإنتاج الإعلامي والعجل اللي ذبحوه ده عهدة وأنا ماضي عليه! يتابع نجم ثم يظهر في أول خمس دقائق من المظاهرة ثم يختفي 'مشيراً إلى أبوإسماعيل' حدث هذا في غزوة الترشح للرئاسة، ثم في غزوة مدينة الإنتاج الإعلامي التي ذكرتني بغزوة الخندق! مش عارف ليه. وبعد أن تجمد الموقف عند هذا الحد أراد 'حازم لازم' أن يأتي بالجديد، فقام هو وبعض جنوده بالهجوم على مدينة الإسكندرية! بحملة تأديبية حتى تكون عبرة لباقي المدن المصرية الآبقة ويرثي نجم المدينة يا حبيبتي يا إسكندرية.. بقى دا معقول! طب إزاي؟ دا من أيام المرحومة كليوباترا والمفدى مارك أنطونيو ماحدش فكر يعمل العملة دي.
من يزرع الفتنة في الاسكندرية؟
ونتحول لصحيفة 'الشروق' ورئيس تحريرها عماد الدين حسين الذي يحذر من خطورة الأوضاع في الأسكندرية: 'من الذي أشعل الشرارة الأولى في المأساة المستمرة من يوم الجمعة قبل الماضي في مسجد القائد إبراهيم بالإسكندريه بوضوح شديد هو الشيخ أحمد المحلاوي القطب الاخواني وخطيب المسجد سيغضب هذا الكلام كثيرين في التيار الاسلامي لكن أناشد عقولهم أن يسألوا أنفسهم سؤالا بديهيا وبسيطا هو: إذا لم يكن الشيخ المحلاوي قد حاول توجيه المصلين للتصويت بنعم في استفتاء الدستور، هل كنا سنشهد هذه الاشتباكات؟! بالطبع لا أريد أن أبرر ما حدث، ومبدئيا ينبغي إدانة أعمال العنف في أي مكان، خصوصا إذا استهدفت أماكن العبادة مسجد القائد إبراهيم وغيره ليس ملكا للشيخ المحلاوي ولا للاخوان أو السلفيين أو لأي حزب أو جماعة.. هو مكان لكل المسلمين، المؤيد منهم للاخوان والمعارض لهم ما ذنب اي شخص لا ينتمي للاخوان او السلفيين قرر أن يصلي في هذا المسجد أو ذاك، ثم فوجئ بالإمام أو الخطيب يحاول أن يقنعه بأفكار حزبه أو جماعته؟! رأينا نموذجا لخطيب مسجد الشربتلي بالتجمع الخامس الذي كان يصلي فيه الرئيس محمد مرسي، وحاول الإمام مدح الرئيس، فاحتج بعض المصلين بل واحتج الرئيس نفسه من حق أي مسلم ان يستمع لخطبة عامة لا تنحاز لحزب أو جماعة، إذا أراد الشيخ المحلاوي أو غيره ان يمارس السياسة فليذهب إلى أي مقر لجماعة الاخوان ويقول ما يشاء.
بشائر الاخوان التي تأخرت كثيراً
ونبقى مع صحيفة 'الشروق' والكاتب ابراهيم الهضيبي الذي يأس بسبب وعود الاخوان للجماهير التي لم ينجزوا شيئاً منها بعد: لم يعد خافيا أن وعود 'التغيير' التي بشر بها الاخوان في حملاتهم الانتخابية، والمتمثلة في شعارات ك'الاسلام هو الحل' و'مشروع النهضة' و'مرشح الثورة'، لم يتفرع عنها مشروع سياسي متكامل، فالبرنامج الذي خاضوا به الانتخابات البرلمانية اتسم بالعمومية، وخلا من أي تعريف لأولويات الأجندة التشريعية، أو برنامج عمل يتناول إطارا زمنيا محددا، ومشروع النهضة الذي قيل وقت الانتخابات أنه مشروع متكامل سينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة خلال أربع سنوات لم تظهر أوراقه المنتظرة، وقال القائمون عليه بعدها أنه 'مشروع فكرى' لا يزال يحتاج للتطوير، فلم يكن الصعود مقترنا بمشروع تغيير ناضج، ولم يستند الاخوان فيما قدموه من وعود في كل مرحلة إلى فهم منضبط للواقع يضبط سير العمل ويساهم في تحقيق الإنجاز ويجعل الوعود ممكنة التطبيق.
وبسبب هذا الفقر السياسي، فوجئ الاخوان في كل مرحلة بتحديات لم تكن في حسبانهم، ومنعهم غياب المشروع والرؤية المتكاملة (وكذا غياب الخيال السياسي) من التعامل معها بفاعلية، فكانت سببا إضافيا منعهم من إنجاز ما وعدوا به، ثم كان أن تذرعوا بوجود هذه التحديات لعدم الإنجاز، مع أن وجودها معلوم سابق لإطلاق الوعود، ومن ثم فالتذرع بها الذي يعني عدم سابق الإعداد للتعامل معها هو عذر أقبح من ذنب عدم الإنجاز حصد الاخوان أكثرية المقاعد البرلمانية في الانتخابات التي جرت في العام الماضي، وانتظر الناس منهم الوفاء بوعود علاج المشكلات الاقتصادية وإنجاز بعض مطالب الثورة، غير أن القضايا التي طرحت خلال الأشهر التي انعقد فيها البرلمان لم تتضمن بشكل جدي قضايا علاج فجوات الدخل (اللهم إلا إقرار الحد الأقصى للأجور، لا للدخول)، والتوزيع العادل للموارد الاقتصادية على نحو يحقق العدالة الاجتماعية، كما لم تتضمن إصلاح مؤسسات الدولة الرئيسة على النحو الذي طالب به الثوار؛ من تطهير وإعادة هيكلة الداخلية، وإقرار قانون السلطة القضائية، والوقوف أمام التمدد العسكري على المساحات المدنية، ولم تشمل الأجندة التشريعية للاخوان كذلك تطهير المجال السياسي من رموز الفساد (قانون العزل جاء متأخرا جدا، واقترحه نواب من خارج الاخوان) ولم تمض إلا أسابيع معدودة حتى بدأت شعبية الأكثرية البرلمانية في التراجع بسبب عدم اتساق أولوياتها والقضايا التي تطرحها مع القضايا الاجتماعية والسياسية الضاغطة.
قنديل عبء
على الرئيس وجماعته
ومن المعارك ضد الرئيس للمعارك ضد رئيس الحكومة هشام قنديل والذي يحمل ضده بشدة الكاتب وائل قنديل في صحيفة 'الشروق': إن استمرار هشام قنديل على رأس الحكومة بعد بدء العمل بالدستور الجديد أصاب قطاعات واسعة من المصريين بالصدمة، ذلك أن الفترة الماضية لم تسفر عن أية مهارات أو قدرات تبرر التمسك به، فضلا عن أن أنهارا من الكلام جرت عن أن هذه الحكومة تمثل عبئا على الرئيس، وتسهم بقدر كبير في حالة التردي التي تضرب بمصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعياً وأزعم أنه فيما يتعلق بقضية وقوع 'تسرب فلولي' إلى تعيينات مجلس الشورى، ليس أقل من مراجعة الأسماء المشار إليها ووضعها في ميزان المادة الدستورية الخاصة بالعزل السياسي، ومن تثبت 'فلوليته' يغادر فورا ويرحل عن المجلس الذي آلت إليه سلطة التشريع، ودون ذلك هو اللامعقول في شؤون السياسة المصرية غير أن ممارسة 'اللامعقول' ليست حكرا على معسكر السلطة فقط، إذا تنافس قطاعات من المعارضة على اللقب بشراسة، وتظهر أداء قويا في عدم معقوليته واستقامته واتساقه مع المنطق والمصلحة الوطنية فإن تستمر هذه الحالة من 'المعارضة الهروبية' هذا معناه ببساطة أنها مرتبكة ومتخبطة وغير قادرة على المواجهة العبثي.
خمسة مليارات جنيه ينفقها المصريون
في احتفالات رأس السنة
وبالرغم من تحذير الهيئة الشرعية لعدم جواز تبادل التهاني في اعياد غير المسلمين إلا أن مفاجأة فجرتها دراسة أعدها الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات سابقا، حيث قدرت ما ينفقه المصريون في احتفالات الكريسماس بنحو5 مليارات جنيه موزعة على عدة بنود ومن هذه البنود إعلانات التهاني وهدايا رأس السنة وأشجار الكريسماس ورسائل المحمول والهدايا الذهبية وسهرات الفنادق والرحلات السياحية داخل مصر وخارجها، وكذلك بند المطبوعات من كروت المعايدة والأجندات ونتائج الحائط ومستلزمات المكاتب التي تستخدمها بعض الشركات في الدعاية لمنتجاتها وتشير الدراسة إلى بنود أخرى للنفقات مثل حفلات الخطبة والزفاف التي يربطها البعض بهذه المناسبة، وكذلك سهرات وحفلات الفنانين والأفلام الجديدة في السينمات، وكذلك تناول الكحوليات لغير المسلمين والأجانب، بالإضافة إلى بعض النفقات في مجالات غير مشروعة، حيث يزداد الإنفاق على تجارة وتعاطي المخدرات والممنوعات في مثل هذه المناسبة وتلفت الدراسة إلى بند آخر، وان كان غير ملموس، يتمثل في كون أن اليوم ليس إجازة رسمية إلا أن البعض يتغيب عن عمله، والبعض يسهر حتى الصباح، وبالتالي يتغيب في اليوم التالي.
وقد اعتمدت الدراسة في تقديرها لهذه المليارات الخمسة على البيانات الصادرة عن معدلات الإنفاق في الأعوام السابقة، مثل بنود الهدايا والدعاية في ميزانيات بعض الجهات، وكذلك تقديرات غرف السياحة والفنادق في هذه المناسبة، وتقديرات شركات المحمول، فعلي سبيل المثال لدينا90 مليون مشترك في شركات المحمول يرسلون عشرات رسائل التهنئة، فإننا لو افترضنا أن نصفهم فقط (45 مليونا) أرسل رسالة واحدة بالتهنئة ورد عليها المستقبلون (45 مليونا) يكون عندنا (90 مليون رسالة 50 قرشا ثمن الرسالة) أي نحو 50 مليون جنيه رسائل تهنئة بالمحمول فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.