اللعب أثناء رحلة الطفولة ليس مجرد وسيلة للهو، إنما هو وسيط تربوي مهم يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة في النمو الإنساني. ولا ترجع أهمية اللعب إلى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب، بل إنه يسهم بدور مهم في التكوين النفسي للطفل وتكمن فيه أسس النشاط التي تسيطر على التلميذ في حياته المدرسية. واللعب أيضاً لا يرتبط بالطفولة فقط، إنما يظل متنفساً تربوياً لمختلف الأعمار، ويساعد كثيراً على تخفيف أعباء العمل وضغوط الحياة. لكن اللعب أيضاً سلاحاً ذو حدين، فمن خلاله يمكن أن يتعلم الطفل قيماً وأنماطاً سلوكية إيجابية وسلبية في نفس الوقت. الطفل يبدأ في إشباع حاجاته عن طريق اللعب، حيث تتفتح أمامه أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس، ويدرك أن الإسهام في أي نشاط يتطلب من الشخص معرفة حقوقه وواجباته، وهذا ما يعكسه في نشاط لعبه، ويتعلم الطفل عن طريق اللعب الجمعي الضبط الذاتي، والتنظيم الذاتي تمشياً مع الجماعة، وتنسيقاً لسلوكه مع الأدوار المتبادلة فيها. كما أن اللعب مدخل أساسي لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً وليس لنموه اجتماعياً وانفعالياً فقط، ففي اللعب يبدأ الطفل بمعرفة الأشياء وتصنيفها ويتعلم مفاهيمها ويعمم فيما بينها على أساس لغوي، وهنا يؤدي نشاط اللعب دوراً كبيراً في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه. محاولات الاكتشاف البروفيسور العالمي لعلم نفس النمو الدكتور بنجامين سبوك، يوضح سيكولوجية لعب الأطفال، ويقول:" كثيراً ما تصاب الأم بالخجل أو يصيبها الغضب والتوتر عندما ترى ابنها يعبث بعضوه التناسلي، ولا تعرف أنه يتصرف بشكل طبيعي محاولاً اكتشاف نفسه. وإذا تكرر ذلك مرة أو اثنتين أو ثلاثاً فهذا أمر طبيعي، أما أن يستمر الطفل في ذلك طيلة الوقت، فهذا يعني أن الطفل يعاني من حالة توتر شديدة. وعندما يتصرف بطبيعته وعبثه لا يمكنه أن يفكر أن هناك من سيقول له "عيب" أو "حرام". وقد يسأل الطفل عن إحساسه بشكل غامض أو مضطرب، وتكون إجابة الأب أوالأم قاسية إلى الدرجة التي يحاول فيها الطفل أن يختفي بعيداً دون أن يراه أحد ليخفي خجله، ويظل يداعب عضوه التناسلي. .. يمكن للأب المتزن والأم العاقلة مواجهة هذا السؤال بنوع من الرد اللطيف: بأن هذا التصرف أمام الناس غير لائق تماماً كما يقولون له عندما يتبول على نفسه. لكن معظم الآباء والأمهات يقابلون هذا الفعل على أنه من كبريات الجرائم، رغم أن كل واحد منهم يعرف الحقيقة الواضحة وهي أن مثل هذا العبث البسيط ليست له أية أضرار على جسد الطفل حتى لو أنكر الأمر أو علل سلوكه أو برره. ويعرفون أن مجرد الإقناع المهذب للابن كفيل بأن يحسم المسألة. لكن رغم كل ذلك نجد بعض الآباء والأمهات يتصرفون وكأن القيامة قد قامت، وأن الابن ارتكب أفظع الفواحش". ... المزيد