أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فى مطلع الأسبوع الماضى، حملته الانتخابية لخوض انتخابات الكنيست المقررة في 22 يناير القادم، واعدًا ب"تعزيز" الاستيطان. وقال نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني أمام حشد من أنصاره في القدسالمحتلة أن "يدنا ستبقى دوما ممدودة إلى جيراننا من اجل سلام حقيقي ومتبادل، مع الاستمرار في نفس الوقت في التشديد على المصالح الحيوية لدولة إسرائيل، مؤكدا على "تعزيز الاستيطان اليهودي"، وبقاء القدس تحت السيادة الإسرائيلية. وكانت الحكومة الاسرائيلية زادت من وتيرة المصادقة على بناء آلاف من الوحدات الاستيطانية كان آخرها التصديق على بناء 1242 وحدة في حي جيلو الاستيطاني جنوبالقدسالمحتلة، سبقتها مصادقة على 6000 آلاف وحدة في القدس والضفة. وقالت صحيفة اروتس شيفاع الإسرائيلية ان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو صرح قائلاً "إن الرد على الهجوم على الصهيونية ودولة "اسرائيل" يتوجب تسريع تنفيذ خطة الاستيطان في كل المناطق التي قررت الحكومة البناء فيها. وأضاف إن الخطوة أحادية الجانب التي قامت بها السلطة الفلسطينية في الأممالمتحدة تعدّ خرقا صارخا للاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع "اسرائيل" ولذلك ترفض الحكومة الإسرائيلية قرار الجمعية العامة. جاء ذلك بعد اعلان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" فلسطين عضوًا مراقبًا فى الأممالمتحدة حيث اهتزت الساحة السياسية فى إسرائيل. وخرج اليمين واليسار بتصريحات تعكس تأثير قرار الأممالمتحدة على الكيان الصهيونى.فقال سيلفان شالوم، الوزير الليكودى والمقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى التلفيزيون الإسرائيلى ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يفي بما التزم به الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات في اطار اتفاق اوسلو من عدم اتخاذ خطوات احادية الجانب. وأيد "شالوم" النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلى "موشيه يعالون" الذى اعتبر الخطوة الفلسطينية الأحادية للحصول على مكانة الدولة المراقِبة في الأممالمتحدة انتهاكاً سافراً للاتفاقات مع إسرائيل يقتضي الرد عليه في الوقت المناسب. اما عن ردود الافعال اليسار الإسرائيلى فقد قالت زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش ان قرار الجمعية العامة للامم المتحدة جاء في اعقاب استمرار الجمود السياسي، ويدل على ضرورة ان تسيطر اسرائيل على العملية السياسية بدلا من أن تتكبد خسائر فادحة، مشيرة إلى ان خطوات عباس جاءت بعد استمرار تجاهل الجانب الإسرائيلى لمطالبات السلطة بوقف تجميد المستوطنات الإسرائيلية. وايدت "يحموفيتش" زعيمة حزب الحركة "تسيبي ليفني" التى قالت أنه كان باستطاعة الحكومة أن توقف التحرك الذي قام به الفلسطينيون في الاممالمتحدة لو كانت قد تفاوضت معهم. وأكدت ان حصول فلسطين على لقب فى الأممالمتحدة هو دليل على فشل الحكومة الحالية التى اوقفت المفاوضات مع الجانب الفلسطينى لأجل غير مسمى. وفى هذا السياق أشارت صحيفة هاارتس الإسرائيلية إلى ان مشروع القدس الشرقية الذى يربط بين مستوطنة معالية ادوميم ومبان فى القدس الشرقية سوف يدفن حل الدولتين واضافت ان المشاريع التى اقيمت خلال العام الماضى تعكس الرغبة الإسرائيلية لخلق تواصل جغرافى بين المستوطنات اليهودية والقدس. واكدت ان مشروع الاشغال العامة لتوسيع الطرق واستكمال الحواجز يعكس نوايا إسرائيل لأنشاء حى يشطر الضفة الغربية الى نصفين ويقطع الصلة بين الأراضى الفلسطينيةوالقدس ووقف بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً. واشارت الصحيفة الى تصريحات المحامى الإسرائيلى "دانيال سايدمان" المسؤول عن مراقبة البناء الإستيطانى فى القدس الذى قال ان استكمال بناء مشروع "معالية ادوميم – القدس" سوف يقتل حل الدولتين وأضاف ان هناك ضغوط امريكية لعدم استكمال هذا المشروع. وسببت هذه الخطة ازمة دبلوماسية مع واشنطن عند اعلانها للمرة الاولى في 2010 تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الاميركي "جو بايدن" الى القدس ولقائه كبار المسؤولين الاسرائيليين وقتها لتعزيز محادثات السلام الفلسطينية-الاسرائيلية. وبقيت الخطة مجمدة منذ اغسطس 2011، لكن قبل اسبوعين من الآن اعلنت وزارة الداخلية الاسرائيلية اعادة اطلاقها. رغم الاستياء الدولي الذي سببه قرار منفصل من اسرائيل لبناء ثلاثة الاف وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية. كما انتابت المجتمع الإسرائيلى حالة من القلق بعد توارد انباء تعيين جون كيري، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس وزيرا للخارجية الاميركية لما يحمله من مواقف معارضة للسياسة الاسرائيلية في القضية الفلسطينية، وخاصة الاستيطان. ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت"، مقال للكاتب الإسرائيلى "أتيلا سومفالفى" ذكر فية ان ترشيح جون كيرى هو سبب قلق سرائيل بسبب مواقفة المعادية لأسرائيل مشيراً ان "كيرى" هو من أشد منتقدى سياسة الإستيطان الإسرائيلى وقد تعمد احراج رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اثناء زيارته لواشنطن بعد اول انتخابات له، كما انه قاد الكثير من الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات بين واشنطن وسوريا وفتح قنوات لحركة المقاومة "حماس" للأنخراط فى الحوار. كما ندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأستمرار إسرائيل فى بناء المستوطنات فى بيان نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية حيث اصدرت 4 دول أوروبية هم اعضاء فى مجلس الأمن الدولى بيان مشترك وقالت فيه ان عملية البناء في المنطقة المعروفة ب (اى 1) سيؤدى الى عملية ترحيل للفلسطينين ويعرض عملية حل الدولتين الى الخطر. حيث قامت جميع الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي باستثناء الولاياتالمتحدة بالتنديد بقرار اسرائيل ببناء الاف الوحدات السكنية الجديدة في شرقي اورشليم القدس وبعض المستوطنات وقال مندوبو بريطانيا وفرنسا والبرتغال والمانيا في بيان مشترك ان عملية البناء في المنطقة المعروفة ب (اى1) سيقضى على قرار حل الدولتين. كما انتقد الرئيس التركى "عبدالله غول" خلال مؤتمر صحفى عقده مع نظيرة الفلسطينى محمود عباس من بناء إسرائيل مستوطنات فى المنطقة اى1 والتى تقضى على حل الدولتين. مشيراً الى ان استكمال مثل ذلك البناء هو بمثابة اللعب بالنار واذا قررت إسرائيل استكمال تلك المبان سيكون لنا شأن أخر فى التعامل مع الأمر. داعياً نظيرة الفلسطينى بالتوجة الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال ووقف الاستيطان، وأشار جول الى ان اسرائيل تضع حلفائها كالولاياتالمتحدة وكندا والدول الكبرى في وضع صعب في ظل الانتقادات الدولية التي وجهت لاسرائيل بشأن الاستيطان. واحتلت اسرائيل القدس الشرقية العام 1967 وتعتبر القدس بشطريها "عاصمتها الابدية والموحدة" ولا تعتبر البناء في الجزء الشرقي منها استيطانا، في حين يعتبر الفلسطينيونالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية وينددون دائما بالاستيطان في الشطر الشرقي من المدينة. ويقيم اكثر من 340 الف مستوطن اسرائيلي في مستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة وهو رقم في تزايد مستمر كما يقيم نحو مئتي الفا اخرين في اكثر من عشرة احياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة. وهنا يجدر الإشارة الى مقصد إسرائيل من بناء مستوطنات إسرائيلية صغيرة يسكنها اليهود المتشددين داخل الاحياء الفلسطينية حيث نشرت صحيفة ها ارتس العبرية قائلة انه بناءً على شهود عيان فإن مئات من اليهود المتشددين ألقوا الحجارة على سيارات فلسطينية في القدس لعدة ساعات متواصلة يوم عيد الغفران اليهودى ، وأضافت الصحيفة ان عشرات السيارات تضررت رغم ان بعضاً منها تابع لمستشفيات فى المدينة واكدت الصحيفة ان العشرات من الشباب تجمعوا فى شارع الخليل وان الشرطة وصلت الى المكان ولم تفعل شيئاً لوقف قذف الحجارة.واكدت الصحيفة ان هذة ليست المرة الأولى التى يقذف فيها متشددون عربات فلسطينية وان الدولة تتعمد اعطاء تصريحات لليهود المتشددين فى اماكن أقامة الفلسطينيون لإلحاق الضرر بممتلكاتهم. وفى واقعه أخرى اشارت صحيفة ها ارتس الإسرائيلية إلى ان هناك مواجهات وقعت بين المستوطنيين المتطرفين وقوات الجيش والشرطة الاسرائيلية التي هدمت مباني اقيمت بدون ترخيص. وقالت الصحيفة إن المستوطنين هرعوا الى القرى الفلسطينية المجاورة وأن عدد من شبان المستوطنات أقدموا على ثقب أطارات السيارات العسكرية واضرام النار فى عربات الشرطة. وأكدت سلطات الجيش الإسرائيلى ان الجيش الإسرائيلى ينظر بخطورة الى محاولة الاعتداء على الجنود الإسرائيلين من قبل المستوطنين. وفى هذا السياق كشفت "حركة السلام الان" الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ان هنالك مشاريع بناء استيطانية ضخمة في الاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة على وشك ان تحصل على الموافقة اللازمة لتدخل حيز التنفيذ، وقالت حاغيت اوفران، مسؤولة ملف الاستيطان لوكالة "فرانس برس": "ستنظر لجنة التخطيط في منطقة القدس في مشروعين لبناء 549 وحدة سكنية استيطانية و813 وحدة سكنية استيطانية في حي غفعات هامتوس" الاستيطاني. واشارت الى ان "السلطات البلدية من المفترض ان تعطي الموافقة النهائية على مشروع استيطاني اخر في "غفعات هامتوس" مؤلف من 2610 وحدة سكنية استيطانية سيتم طرح عطاءات له في الاشهر المقبلة. واضافت اوفران بان "لجنة التخطيط لمنطقة القدس ستجتمع الخميس لبحث بناء 1100 وحدة سكنية استيطانية في حي غيلو الاستيطاني" جنوبالمدينة المقدسة. وبحسب "السلام الان" فان "اللجنة نفسها ستجتمع مرة اخرى في 7يناير المقبل لمناقشة بدء بناء نحو الف غرفة فندقية في غفعات هامتوس. وكانت اسرائيل اعطت منذ ايام الضوء الاخضر للمضي في خطة مثيرة للجدل لبناء 1500 وحدة سكنية استيطانية في حي رمات شلومو الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة وهو مشروع كانت نددت به واشنطن العام 2010. حصاد 2012 الاستيطان الإسرائيلي البديل