شهدت ايرادات افلام عام 2012 تباينا ملحوظا حيث ارتفعت ايرادات بعض الافلام التي شهدت رفضاً كبيراً بين الصحفيين والنقاد بينما اشاد بها فصيل محدد من الجمهور في الوقت الذي غاب فيه نجوم الصف الاول عن الشاشة الكبيرة مثل احمد حلمي وكريم عبد العزيز واحمد مكي وخالد ابو النجا وهند صبري ومني ذكي ،و صعد فيه فنانو الصف الثاني الي أدوار البطولة المطلقة منهم سامح حسين واياد نصار وكان ابرزهم الفنان محمد رمضان الذي خاض هذا العام بطولة فيلمين حققا نجاح جماهيري واسع رغم استياء النقاد من مستواهم الفني وهما فيلما "الالماني" و"عبده موتة" ، ويأتي السبكي علي رأس قائمة المنتجين الذي حققت افلامه أعلي ايرادات في شباك التذاكر هذا العام رغم تراجع مستواها الفني وانخفاض ميزانية انتاجها وهجوم النقاد عليها،مقابل اعمال اخري قام ببطلوتها نجوم شباك وارتفعت ميزانية انتاجها. فيلم "عبده موته" للفنان محمد رمضان تجاوزت ايراداته العشرين مليون جنيها، بالمقابل لم يحقق فيلم "ساعة ونص" الذي جمع اكثر من عشرين فنانا 2 مليون جنيه،الحال نفسه مع افلام الكوميديا التي ارتفعت ايرادات بعض منها بينما انخفضت ايرادات البعض الاخر، في الوقت الذي حقق فيه فيلم "بابا" للفنان احمد السقا اكثر من 12 مليون جنيه، انحدرت ايرادات افلام الفنان حمادة هلال وبشري "مستر اند ميسز عويس" الذي حقق 5 مليون جنيه ولم يكسر الفيلم الذي جمع في بطولته بين مي عز الدين ويسرا "جيم اوفر" حاجز 8 ملايين جنيه، اما فيلم "ركلام" للفنانة غادة عبد الرازق حقق اكثر من اربعة ملايين جنيه. وجاء فيلم المصلحة الذي جمع بين السقا واحمد عز ليحقق مجمل ايرادات بلغت 22 مليون جنيه،وهو من نوع افلام الاكشن، ولم يحقق فيلم الفنان مصطفي قمر وهو ينتمي لهذه النوعية ايضا ما يقارب النصف مليون جنيه. هذا التباين الملحوظ بين ايرادات الافلام الكوميدية والافلام التي تحتوي علي احداث ومشاهد العنف عبرت عنه د. هدي زكريا استاذ علم الاجتماع ان السينما تعتمد علي جمهور ملامحه واضحة وقالت ان اكثر المقبلين علي مشاهدة تلك النوعية من الافلام من طبقة الحرفيين ، فهم اكثر فئة إجتماعية تصرف اموالها في تلك الانشطة التي توفر لها الاستمتاع والترفية فهم يبحثون عن البهجة ولا يهمهم أن يرتقوا اجتماعياً، ومنها بدأ يتوجه المنتجون الي هذه الطبقة التي لا تهتم عادة بالقيمة الفنية للعمل الفني ولا يبحثون فيه عن رسالة سوي الاستمتاع، حتي اصبح سكان العشوائيات والحرفيون وهم اللذين ينفقون علي السينما الآن، عندما قدم محمد سعد شخصية اللمبي وهو شخصية شبه معتوهة حقق نجاحا جماهيريا واسعا، لأنه كان يتوجه لفئة محددة كان المجتمع يود ان يهمشها،ومنها استمر في تقليد هذه الشخصية . واكدت ان رواج تلك النوعية من الأفلام يعود ايضاً الي تغيير الشريحة المجتمعية، حيث ان الطبقة الوسطي كانت تسيطر علي مقاليد الحكم حيث كانت تقدم افلام تعبر عنها وتعكس نظرة المجتمع بينما تحاول الطبقة السفلي ان ترتقي اليها، ولكن الامور تطورت عندما اخذت الطبقة الوسطي الضربة وقت الانفتاح وتعرضت للنحر وبدأت في الأنكماش مقابل انتشار الطبقة السفلي، وأصبحت في خطر وتخلت عن دورها الاجتماعي وبدأ صناع السينما يبحثون عن المكسب السريع ، فالسينما كانت بيزنسا راقيا والآن اصبح منحطا. اخبار مصر-فن