تدرس طيران الإمارات عقد شراكات مع شركات طيران عالمية على غرار شراكتها مع طيران كانتاس الأسترالية التي وقعتها في وقت سابق من العام الجاري بحسب نبيل سلطان، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة تعزيز العائدات والتوزيع في طيران الإمارات . وكشف نبيل سلطان في حوار مع "الخليج" أن الناقلة تلقت مجموعة من العروض من شركات طيران عالمية تعمل في أسواق مختلفة عقب توقعها مع "كانتاس" وان الناقلة تدرس هذه العروض وستقرر بناء على المصلحة الاقتصادية، مؤكداً أن الناقلة مازالت على موقفها بعدم الدخول في أي من التحالفات الموجوده حاليا لكنها قد تنشئ أي تحالفات من شأنها أن تشكل إضافة اقتصادية للناقلة . وقال سلطان إن أعياد الميلاد ورأس الميلادية تعتبر ذروة الموسم بالنسبة لقطاع الطيران حيث تشهد نسبة إشغال الرحلات ارتفاعاً قياسياً خلال هذه الفترة من كل عام، مشيراً إلى ان الناقلة تسلمت 33 طائرة خلال 2012 تعمل على وجهات مختلفة . وفي ما يأتي نص الحوار: ماذا عن أداء طيران الإمارات خلال أعياد رأس السنة؟ وما متوسط نسب الإشغال على مختلف خطوط الناقلة؟ لا شك ان أعياد رأس السنة الميلادية تعتبر موسم الذروة بالنسة لمختلف شركات الطيران حيث تشهد حركة السفر نشاطاً غير مسبوق في مختلف الأسواق . وبالنسبة لطيران الإمارات فإن إشغال الرحلات على الناقلة منذ 15 ديسمبر الماضي وصل إلى مستوياته القصوى فعلى سبيل المثال إشغال الرحلات على لندن وصل إلى 90% وباريس 86% ومانشستر87% وزيورخ 82% وبانكوك 93% وسدني 95% وجاكارتا 86% وواشنطن 97% وساوباولو 93% وتورنتو 98% وهيوسن 97% ومتوسط الإشغال على الخطوط الأمريكية بشكل عام يصل إلى 96%، ومن المتوقع ان تستمر طيران الإمارات في هذا الأداء حتى 15 يناير/كانون الثاني الجاري مع انتهاء موسم العودة بالنسبة للإجازات . وتوفر طائرات "إيه 380" إلى الوجهات التي تشهد طلباً متزايداً، ونحن ندرس بشكل مستمر حركة المسافرين وحجم الطلب وبناء عليه نقرر فيما إذا كان الأمر بحاجة إلى رحلات إضافية أو لا . ما الوجهات الأكثر نشاطاً بالنسبة لطيران الإمارات؟ لا شك أن دبي اصبحت الوجهة الأكثر زخماً في الفترة الأخيرة وأصبحت طيران الإمارات تعتمد بشكل أكبر على السوق المحلي مقارنة مع السنوات الماضية نتيجة لزيادة عدد الفنادق وقوة التدفق السياحي التي تشهده الإمارة في الفترة الأخيرة وهناك طلب مرتفع على تايلاند وماليزيا، إضافة إلى فيتنام التي تمتاز بأسعار فنادقها ومنتجعاتها المناسبة اضافة إلى أستراليا وبرشلونة ومدريد . كيف سيكون انعكاس اتفاقية طيران الإمارات وكانتاس على حصة طيران الإمارات في السوق الأسترالي؟ لا شك ان إبرام هذه الشراكة يوفر لعملاء الناقلتين خيارات على شبكة خطوط عالمية وأسترالية واسعة ومزايا مكافآت وتجارب سفر غير مسبوقة وستفتح أمام عملاء طيران الإمارات إمكانية السفر ضمن شبكة كانتاس داخل أستراليا إلى أكثر من 50 محطة من خلال ما يزيد على 5000 رحلة في الأسبوع عبر أستراليا . وسوف تعمل طيران الإمارات وكانتاس معاً لضمان توفير تجارب سفر سلسة وفي غاية التميز للعملاء، بما في ذلك استخدام الصالات الخاصة، والاستخدام المشترك للكونكورسA في مطار دبي المخصص لرحلات الإيرباصA380 المقرر افتتاحه مطلع عام 2013 وتنسيق أوزان الأمتعة المسموح بها للمسافرين والتمتع بخدمة السيارة مع سائق لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال . وستنعكس هذه الاتفاقية بشكل كبير وإيجابي على ايرادات وحصة الناقلة في السوق الأسترالي وعلى خط دبيأستراليا . وسيكون له انعكاس كذلك على السوق السياحي في دبي خاصة ان السائح الأسترالي يمتاز بالقوة الشرائية، إضافة إلى طول فترة الإقامة في الفنادق . هل هناك تعاون مع الناقلة الأسترالية في الوقت الحاضر خارج هذه الاتفاقية؟ نعم فقد ابرمت طيران الإمارات وكانتاس قبل اسبوع اتفاقية المشاركة بالرمز على خطي دبي مانشستر ودبي ميلان وبدأنا باستقطاب اعداد من الركاب الأستراليين الذين جاؤوا من أستراليا إلى دبي ثم مانشستر او ميلان، والتسويق تم عن طريق كانتاس في أستراليا والركاب كانوا عبر طيران الإمارات . هل تدرس طيران الإمارات اتفاقيات مشابهة مع شركات طيران أخرى؟ بمجرد دخولنا في تحالف مع كانتاس هناك مجموعة كبيرة من شركات الطيران التي ابدت اهتمامها بالدخول في شراكات مع طيران الإمارات ونحن ندرس كل هذه الطلبات وسنتخذ القرار الذي يناسب الجدوى الاقتصادية لطيران الإمارات . هل هذا يعني ان طيران الإمارات غيرت استراتيجيتها في عدم الدخول في تحالفات عالمية . طيران الإمارات تؤكد سياستها الرامية في البقاء بعيدا عن التحالفات التجارية العالمية ولكنها تستمر في إعادة تشكيل اتجاهات الطيران المدني وخاصة في شراكاتها خارج التحالفات التجارية العالمية التي هيمنت على الصناعة خلال السنوات الماضية . وتوقيع طيران الإمارات لاتفاقيات مع شركات الطيران المنضوية تحت التحالفات التجارية لا تعني انها مقبلة على الانضمام إلى اي تحالف في هذه الصناعة . كيف ترى تأثير أسعار النفط في أداء الناقلة؟ إن تكلفة الوقود على الرغم من تراجعها فإنها مازالت تشكل ضغطاً على مستويات الربحية في جميع شركات الطيران ويعتبر سعر 80 دولاراً للبرميل سعراً مناسباً لهذه الصناعة لكن طيران الإمارات تعمل وبشكل مستمر على تخفيض نفقاتها التشغيلية من خلال الاستعانة بالحلول التكنولوجية وتفعيل الأقسام الداخلية في الشركة مع تأكيد عدم الاستغناء عن أي وظيفة أو المساس بمستوى الخدمات . وتعمل الشركة على مراجعة أسعار تذاكرها بما يتناسب مع المتغيرات التي تطرأ على الأسواق العالمية، بما في ذلك العرض والطلب وارتفاع أسعار الوقود . ما مدى التزام الشركة بسياسة التوطين؟ إن توظيف المواطنين في "طيران الإمارات" هدف واستراتيجية ثابتة للشركة، وإذا ما توافرت الوظيفة المناسبة للشخص المواطن الذي يمتلك مقومات ومتطلبات الوظيفة سنقوم بتعيينه فوراً . وقامت طيران الإمارات خلال العام 2012 بتوظيف 750 مواطناً في مختلف الأقسام وأظهر الموطن قدرة كبيرة ومسؤولية عالية في الالتزام واتقان المهام الموكلة إليه . وتوفر طيران الإمارات مجموعة من البرامج التدريبية للشبان المواطنين مثل برنامج تدريب الطيارين وأطقم الخدمات الجوية والبرنامج الوطني لخريجي المدارس الذي يغطي مجالات مختلفة تشمل الشحن الجوي، دناتا، تكنولوجيا المعلومات، المبيعات، والأمن وإدارة المرافق والمنشآت وبرنامج تدريب فنيي صيانة الطائرات (طيران الإمارات) وبرنامج التدريب الإداري لخريجي الجامعات والدبلوم العالي الذي يغطي الموارد البشرية والاتصالات المشتركة وتطوير الأداء وصناعة السفر، والعمليات التجارية، وخدمات المطار، وتكنولوجيا المعلومات، والمالية ودناتا لخدمات السفر، وخدمة العملاء وإدارة العائدات والعمليات الجوية . ما أهم التحديات التي تواجة سياسة طيران الإمارات التوسعية خلال الفترة الحالية؟ سياسة الحمائية أو الاجواء المقفلة التي تتبعها بعض الدول بهدف حماية ناقلاتها الوطنية من المنافسة تعتبر من أهم التحديات التي تواجه خطط طيران الإمارات التوسعية خاصة أن هذه السياسة تحد من حرية طيران الإمارات في زيادة عدد الرحلات اذا تطلب السوق ذلك . إضافة إلى ازدحام الأجواء التي باتت تشكل تحدياً لدى طيران الإمارات ولقطاع الطيران في دبي بشكل عام وهناك جهود جبارة من مختلف المستويات تهدف إلى الحد من تأثير هذه المشكلة في قطاع الطيران في الدولة من خلال التنسيق محلياً وإقليمياً . متى ستهبط أول طائرة في الكونكورس A؟ وكيف سيكون انعكاسه على طيران الإمارات؟ يعتبر الكونكورس A لطيران الإمارات بشكل خاص ولقطاع الطيران في دبي بشكل عام على درجة كبيرة من الأهمية وسيعمل كونكورس A على زيادة الطاقة الاستيعابية في مطارات دبي من 60 مليون مسافر حالياً إلى 75 مليون مسافر . وسيكون افتتاح الكونكورس مع بداية العام الجاري الأمر الذي سيشكل نقلة نوعية لقطاع الطيران في دبي ويتيح العديد من الفرص التوسعية للناقلة خاصة على صعيد تشغيل طائرة A380 . ماذا عن خططكم التوسعية، وهل هناك نية لدخول أسواق جديدة؟ نحن ندرس الأسواق بشكل مستمر ونحاول دخول الأسواق التي نعرف أنها ستفيد الشركة، وخلال العام 2012 افتتحت الناقلة محطات جديدة في فيتنام في 4 يونيو / حزيران الماضي وبرشلونة في 3 يوليو / تموز ولشبونة في 9 يوليو / تموز وواشنطن 1 سبتمبر / أيلول . وستنطلق الناقلة إلى وارسو- في 6 فبراير / شباط 2013 والجزائر- 1 مارس/ آذار . وتسلمت طيران الإمارات بنهاية العام الماضي 33 طائرة موزعة على 18 طائرة B773ER و4 طائرات B777F و11 طائرة A380 .
